«كوب 28» فرصة تاريخية

01:46 صباحا
قراءة دقيقتين

ينعقد في الإمارات مؤتمر الأطراف «كوب 28»، بغية وضع حد للتغيّر المناخي، وتأثيراته القاسية، التي لامست عشرات ملايين البشر في أنحاء المعمورة، جرّاء الطقس المتطرف، من الجفاف في مناطق، أو غرق أخرى جرّاء فيضانات شديدة، وما تبع ذلك من انتشار الجوع إلى مستويات بلغت ما متوسطه 735 مليوناً، نتيجة الاحترار المناخي، وفق تقارير أممية، كما أدّت أحوال الطقس القاسية في البلدان الأكثر عرضة لتغيّر المناخ إلى معاناة أكثر من 27 مليون طفل من الجوع، العام الماضي، وفق ما أعلنت منظّمة «أنقذوا الأطفال».

المؤتمر المنعقد، والذي يجمع بين جنباته الأطراف ال 198 التي وقعت على الاتفاقية، فرصة حقيقية، للاتفاق على صيغة وإطار عام، يتم من خلاله وضع جدول زمني تلتزم به الدول، لتنفيذ اتفاق باريس لعام 2015؛ بهدف حشد الجهود الجماعية، للمحافظة على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2100، إضافة إلى التكيّف مع التداعيات القائمة بالفعل لتغيّر المناخ، والالتزام بدعم الدول الفقيرة والمتأثرة بتغيّر المناخ.

السنوات القليلة الماضية، شهدت درجات حرارة قياسية، بلغت في شهر يوليو/ تموز الماضي، أعلى مستوى تم تسجيله على الإطلاق، منذ 120 ألف سنة على الأقل، بينما السنوات الثماني الأخيرة، كانت الأعلى حرارة على الإطلاق؛ حيث ترافق ذلك مع خراب في القطاع الزراعي، وتشكّل أعاصير وعواصف في مناطق كان من النادر تشكّلها فيها، إضافة إلى غرق مدن جرّاء الأمطار الغزيرة.

العالم إذ يجتمع اليوم، لا بدّ أن يضع في حسبانه الأجيال المقبلة، فالتكاتف والاتفاق على خطط فاعلة قابلة للتحقق، هو الغاية، للتخفيف من حدة تطرف الطقس، وبالفعل، فإن دولاً بدأت بإقرار سياسات تخفض من خلالها الانبعاثات الكربونية، وتتجه نحو الطاقة الخضراء، في حين لا بد للدول الصناعية الكبرى، التي تتحمل جزءاً كبيراً من الاحترار، من تحمّل المسؤولية، والعمل بمنهج واضح نحو إنقاذ الأرض من الحالة الصعبة التي تهددها.

حشد الجهود لإنقاذ الأرض، ينبغي أن يكون الأولوية الكبرى الآن، و«كوب 28» فرصة تاريخية لذلك، لا بد من استغلاله، كما لا بد من عدم الالتهاء بصراعات عالمية، والعمل على إيقافها، لأنها تعمّق الأزمة المناخية الأشد إلحاحاً، والالتفات بالفعل إلى تقليص الأزمات الناجمة عن الاحترار، وإلا فإن العالم في طريقه نحو الانهيار، فالجميع في قارب واحد، وفي حال استمرار الخلل المناخي فلن يكون أحد بمنأى عن تداعياته.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y9rteapn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"