عادي

عودة موجة وبائية بكتيرية بعد غياب.. ما هي «المفطورة الرئوية»؟

17:21 مساء
قراءة دقيقتين
تشهد آسيا وأوروبا موجات وبائية منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر 2023، دفعت السلطات الصحية والعلماء إلى الدعوة لتوخي الحذر، خاصةً بعد تسجيل عودة ملحوظة بعد غياب لبكتيريا «المفطورة الرئوية» التي تؤدي إلى التهاب الجهاز التنفسي، وخصوصاً لدى الأطفال.
وقبل جائحة كورونا، كانت هذه البكتيريا تتسبب بموجات وبائية دورية تحدث كل 3 إلى 7 سنوات تقريباً، وتعود آخرها إلى نهاية عام 2019 - مطلع 2020 في دول عدة، وخصوصاً في أوروبا وآسيا.
لكن عادت المفطورة الرئوية إلى الظهور هذا الصيف، وتسارع تفشيها على نحو ملحوظ منذ بداية الخريف، في عدد من الدول الآسيوية والأوروبية.
وتعد «المفطورة الرئوية» من البكتيريا المعروفة لدى العلماء، إذ تنتمي إلى عائلة المفطورات (الميكوبلازما)، وتتسبب بالالتهاب الرئوي. وتُعدُّ العامل البكتيري الأكثر تسبباً، بعد المكورات الرئوية، بالالتهابات الرئوية الحادة في المجتمع.
وإذا كان الأطفال والشباب الأكثر عرضةً للإصابة بهذه البكتيريا، فهي يمكن أن تطول كل الفئات العمرية، ومع أن الإصابات بها تحصل على مدار العام، فإنها قد تكون أكثر شيوعاً في الصيف والخريف.
وتنتقل البكتيريا بواسطة الرذاذ، أو المخالطة اللصيقة، وتستمر فترة الحضانة عموماً ما بين أسبوع وثلاثة أسابيع. ومن أعراضها الشائعة: السعال والحمى والصعوبات التنفسية.
ورأى بعض العلماء أن تفشي هذه البكتيريا، كالجراثيم الأخرى، هو من تداعيات التوقف عن تطبيق إجراءات الإغلاق والحجر، وإجراءات التباعد والحماية المضادة لجائحة كورونا.
من جانبها، قالت رئيسة قسم علم الجراثيم في مستشفى جامعة بوردو سيسيل بيبيار: «كنا نتوقع هذه العودة. فمنذ أربع سنوات على الأقل لم تسجّل إصابات بالميكوبلازما الرئوية. وقد فوجئنا كثيراً لعدم معاودة هذه البكتيريا الظهور، في حين أن الفيروسات كالإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي وغيرها من البكتيريا انتشرت مجدداً».
وأوضحت أنها «بكتيريا ربما تكون أقل قدرة على الانتقال من الفيروسات الأخرى، أو حتى من أنواع بكتيريا الجهاز التنفسي الأخرى، وتتكاثر ببطء». وفي معظم الأحيان، تكون عدوى الميكوبلازما الرئوية حميدة.
ويتم تشخيصها بعد استبعاد الأسباب الأخرى، كالتهاب القصيبات، أو الإنفلونزا، أو كوفيد، أو الالتهاب الرئوي الأكثر خطورة. وفي بعض الحالات، قد يُجرى اختبار «بي سي آر» للتأكد من احتمال وجود أسباب أخرى عدة.
وقد تستلزم بعض المضاعفات النادرة للميكوبلازما الرئوية (تفاقم الربو، وسوى ذلك)، أو مختلف تجلياتها (الجلدية والعصبية وسواها) دخول المستشفى، وأحياناً العناية المركزة. وهذا ما حصل مع أطفال في الأسابيع الأخيرة، وكذلك بعض البالغين.
أكدت منظمة الصحة العالمية في بيان عن التهابات الجهاز التنفسي في الصين أن المفطورة الرئوية تُعالَج بسهولة بالمضادات الحيوية، وخصوصاً الماكروليدات، ومنها أزيثروميسين.
ومع ذلك، ينبغي الانتباه إلى مراقبة وجود مقاومة للمضادات الحيوية، وخصوصاً أنها قد تزيد مع الموجة الحالية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/55b2utjc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"