وطن الاستدامة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في آخر شهور عام الاستدامة، وفي وطن الاستدامة: استقبلنا العالم في مكان واحد، لنتحدث عن مستقبل الأرض، استقبلنا الكل بروح الحب والتسامح في مؤتمر «كوب 28»، حيث التقت الإرادة بالرغبة، والقيادة بالقرار، واتفق الكل على أن الوقت حان من أجل كوكبنا، والبشرية تستحق أن تتحد القلوب في دعم بعضها ليبقى المستقبل واعداً ومشرقاً.
أعلنت أكبر صناديق استثمارية دعم الدول المتضررة من تداعيات المناخ، من أجل المساهمة ودفع عجلة التسارع المطلوبة كي تبقى الشعوب محتضنة أمل النجاة من كل ما تمر به من كوارث طبيعية، والاختلافات التي يعيشها الكوكب بسبب الانبعاثات، والتغيرات السلبية التي أحدثها الإنسان ذاته على هذه الأرض، الأرض التي خلقنا الله فيها لنعمرها.
أعلنت مبادرات التعليم الأخضر، أن الإنسان هو الأساس والمستقبل، ومن التعليم يبدأ التغيير، تبدأ رحلة لإحداث الفرق، وتمويل العالم بالكوادر البشرية المتسلحة بالعلم والمعرفة؛ لخوض غمار الحاضر، لبناء المستقبل بوعي وإدراك لما يتطلبه المستقبل من إغلاق للفجوات، على أسس بينة، علمية ومعرفية تتجاوز بنا ما نعانيه اليوم، كما أعلن عن استثمارات عالمية في الصحة، والأمن الغذائي، لتفادي المجاعات، ووضع الكل في منظومة صحية يستحقها، فكل إنسان على هذه الأرض له الحق في حياة كريمة، تتوافر فيها مستلزماته الأساسية، من تعليم وصحة وغذاء، وأعلنت الشراكات واستثمرت الدول متكاتفة، في دعوة للآخرين للانضمام قريباً، فالوقت يداهمنا ولا يمكن أن نتكاسل بعد.
إعلان إطار دبي العالمي لوقود الطيران، يعد تحدياً جديداً أمام القطاع لخفض انبعاثاته العالمية بما يقارب 5% بحلول 2030، في نقلة نوعية تدفع الكل في القطاع بالاستثمار في الوقود المنخفض الكربون والوقود المستدام، وأنواع أخرى، وتجهيز البنية التحتية والتكنولوجيا اللازمة لوضع القطاع على خارطة التغيير المرجوة. كما أعلن عن فوز الدولة بعضوية المنظمة الدولية البحرية، في إنجاز جديد وتصدر القائمة المرشحة، لأن الإمارات عضو مؤثر، اقتصادياً، واجتماعياً، فكان الفوز مستحقاً، ولأننا نؤمن بأهمية التغيير والتأثير اتفق المجتمع الدولي على أن يثق بنا وأن وجودنا علامة فارقة في المنظمات الدولية.
وفي 2 ديسمبر، بالأمس احتفلنا بوطن الحب والتسامح والعلم والطموح، ونحن في وطن الاستدامة، وأعلنا بأننا نجدد العهد كل يوم، ليس في عام واحد بل كل عام منذ تأسيس الوطن على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه والآباء المؤسسين، منذ التأسيس وحب الأرض في القلب، وحب البيئة في الروح، وحب الإنسان في الوجدان، وحب الخير في الصدارة، وحب الكل عمود وقصة لا تنتهي بل تتجدد كل يوم، في وطن الاستدامة، كلنا سنوفي بعهد الوفاء لقادتنا وشيوخنا، فهم درع أمننا وأماننا، ومن جعل صورتنا في العالم، نحن أبناء زايد تُحترم أينما حللنا.. كل عام ووطني في فخر لا ينتهي، بنا وبمن رحل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n9xpd3x

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"