عادي

تحديات التمثيل على بساط بحث «الشارقة للمسرح الصحراوي»

20:07 مساء
قراءة 3 دقائق
1
عبدالله العويس وأحمد بورحيمة وجمهور المسامرة الفكرية

استهل اليوم الثاني من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بالمسامرة الفكرية التي جاءت تحت عنوان «تحديات الأداء التمثيلي في المسرح الصحراوي»، وذلك بحضور عبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة رئيس المهرجان، وأحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة، مدير المهرجان، وأدار جلساتها الفنان الإماراتي عبدالله راشد، وقدم أول مداخلاتها الباحث المغربي عبدالمجيد أهرى بورقة عنوانها «التمثيل في المسرح الصحراوي: تساؤلات وتأملات»، طرح من خلالها مجموعة من الأسئلة على صيغ الأداء التمثيلي التي ميزت أغلب العروض المسرحية التي قدمت خلال الدورات السابقة للمهرجان، ومن تلك الأسئلة صلتها بالأساليب التمثيلية التي ارتبطت بخشبة المسرح التقليدية «العلبة الإيطالية» من جهة، وعلاقتها بالفضاء المفتوح الذي اقترحه المهرجان من جهة ثانية.

وسأل الباحث المغربي في سياق تعداده للاختبارات التي تفرض على الممثل في المسرح الصحراوي عن الأمكنة التي تجري فيها «بروفات» الفرق المشاركة قبل تقديم عرضها الرسمي، وفي ما لو كانت تماثل حيز الأداء في المهرجان، وعن المهارات وآليات الاشتغال التي يجب أن يتوفر عليها الممثل لينجح في المسرح الصحراوي: صوته، وطواعيته الجسدية، وإيماءاته، وإشارات يديه، وحركاته، وخبراته في أداء المعارك والتقنيات الخاصة بالفروسية والخطابة والإلقاء الشعري...إلخ. مشيراً إلى أن فرجة المسرح الصحراوي تفرض على الممثل أن يخرج مما عرفه من مناهج أدائية ليتملك خبرات جديدة.

وتحت عنوان «الصحراء بصفتها فضاء تمثيلياً بكراً» جاءت مداخلة المخرج كريم رشيد من السويد، الذي ذكر أن مهرجان المسرح الصحراوي يمثل «عودة إلى الأصول»، و«احتفاء بثراء الطبيعة»، مشيراً إلى أن فضاء المهرجان يمثل مكاناً بكراً لم يختبر مسرحياً من قبل، وليس ثمة ارتباط سابق له «بمرجعية موضوعية أو ذاتية». ورصد المتحدث مجموعة من الإشكاليات والإشراقات التي ترافق عمل الممثل في المسرح الصحراوي، فهو على سبيل المثال قد يجد نفسه بعيداً عن الجمهور، ما يحرمه من استثمار حركاته الدقيقة التي يمكن أن تكون مؤثرة وفاعلة في المسرح التقليدي، لكنه بالمقابل قد يعثر في المسرح الصحراوي على إمكانات أفضل لتوظيف قدراته في التعبير الجسدي وتحديد وتحجيم المساحة الشاسعة للفضاء الصحراوي.

وقدم الباحث المصري محمد أمين عبدالصمد ورقة بعنوان «المسرح الصحراوي بين التمثيل والتشخيص»، وتطرق فيها إلى تجربة مؤدي القصص الشعبي الغنائي في الثقافة المصرية بصفته الأقرب إلى طبيعة الأداء التمثيلي في المسرح الصحراوي، محللاً سمات أدوار ذلك المؤدي من حيث علاقته بعناصر مثل فضاء العرض ودائرة المتفرجين.

وتحت عنوان «المسرح الصحراوي بين الأنثروبولوجيا والدراما» جاءت مداخلة الباحث والكاتب المصري عصام عبدالعزيز، الذي أشاد بفكرة المهرجان مشدداً على أن التاريخ العربي حافل بالقصص الدرامية التي يمكن استلهامها لترسيخ تجربة المسرح الصحراوي، داعياً إلى وضع برنامج فني وعملي لتدريب الممثل على الاشتغال في رقعة الصحراء، وعلى استخدام جسده وصوته واكتساب المرونة، وذلك من خلال التدريب الواعي والمستمر والممنهج وفق أسلوب علمي، مثل التدرب على الرقص الإيقاعي والأكروبات، فضلاً عن القدرة على ركوب الخيل والجمال، والتدرب على المبارزة والقتال إذا طلب منه أداء دور المقاتل.

وجاءت المداخلة الأخيرة للباحث المغربي رشيد بناني تحت عنوان «هل التمثيل هو كل شيء في المسرح؟» وركز فيها على إبراز التطورات التي عرفتها مناهج الأداء التمثيلي منذ البدايات وصولاً إلى الوقت الحاضر، مبيناً أن مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي يمثل فرصة سانحة، لكي نجرب المزج بين ما طوره الغرب من أنماط الأداء التمثيلي وما يمكن استخلاصه من الأشكال الأدائية التي عرفتها الثقافات الشعبية العربية.

وفي ختام المسامرة الفكرية، قدم أحمد بورحيمة شهادات المشاركة والشكر إلى المشاركين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3crcptd2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"