عادي

إضافة مقدّمة إلى مجلّد «تان تان في الكونغو» تشرح سياقه الاستعماري

19:21 مساء
قراءة دقيقتين
أعيد في تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت من دون دعاية واسعة، نَشرُ مجلّد الشرائط المصوّرة «تان تان في الكونغو» في نسخة جديدة ملوّنة وبغلاف مختلف، لكنّ الأهم أنه أُرفِق للمرة الأولى بمقدمة توضح أنه صدر أساساً في سياق الحقبة الاستعمارية.
وأضافت دار «مولينسار إيه كاسترمان» في النسخة الجديدة الألوان إلى النسخة الأصلية من «تان تان في الكونغو» التي نشرها مؤلفها إيرجيه في 1930-1931 على حلقات في ملحق «لو بوتيه فانتييم» (Le Petit Vingtieme) الأسبوعي لصحيفة «لو فانتييم» البلجيكية، ثم أصدره في مجلد عام 1931؛ إذ كانت الرسوم يومها بالأبيض والأسود.
ويباع المجلد في علبة أطلق عليها تسمية «لي كولوريزيه» (Les colorises) أصدرت في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، وتضمّ أيضاً مجلّدين أضيفت إليهما: «تان تان في أرض السوفييت» المنشور عام 1930، و«تان تان في أمريكا» المنشور عام 1932.
واكتفت دار النشر بدعاية محدودة لهذا الإصدار على الرغم من أهميته. ولم يكن باسكال بلانشار المؤرخ المتخصص في الدعاية الاستعمارية على علم به، وقال: إن إصدار النسخة الجديدة «مثير للاهتمام وخطوة ذكية جداً من الدار؛ إذ يجب نشر تان تان كما كان في ذلك الزمن». لكنه تعجب من عدم الإشارة إلى هذه المقدّمة على الغلاف، ملاحظاً إزالة رسم الصبيّ الكونغولي الصغير «لنزع الطابع العنصري» عن الصورة الخارجية لمجلّد 2023؛ إذ إن تان تان يظهر عليه مع أسد.
ويعرف القرّاء أكثر النسخة الملونة من «تان تان في الكونغو» الصادرة عام 1946، ويبدو فيها تان تان يقود سيارة. وتضمّن هذا الألبوم إعادة نظر في النسخة الأصلية؛ إذ على سبيل المثال، يبدو تان تان في الصفحات الداخلية وهو يعطي درساً لتلاميذ كونغوليين في الرياضيات، في حين أن الدرس في النسخة الأصلية (وبالتالي في طبعة 2023) يتناول بلجيكا.
ويدور جدل منذ أكثر من نصف قرن في شأن مغامرات المراسل الشاب تان تان في هذا البلد الإفريقي الشاسع الذي كان مستعمرة بلجيكية بين عامي 1908 و1960. وأبرز ما يتناوله هذا الجدل هو ما إذا كانت الشخصيات السوداء في المجلّد ممثَّلَة بطريقة كاريكاتورية فحسب، أو بخلفية عنصرية صريحة؟
وعاصَرَ إيرجيه نفسه تصاعد هذا الجدل في نهاية حياته. وجاء في ردّه عام 1975 على الصحفي نوما سادول: «لم أكن أعرف عن هذا البلد سوى ما كان الناس يخبرون عنه، لقد رسمت هؤلاء الأفارقة، وفق هذه المعايير، في أنقى روح أبوية ميّزت ذلك الزمن».
وليس المؤلف الذي اختير لكتابة مقدّمة النسخة الجديدة فيليب غودان مراقباً محايداً؛ إذ إن هذا الخبير في الشرائط المصوّرة يرأس جمعية أصدقاء إيرجيه.
وبحث غودان طويلاً في المصادر التي اختارها إيرجيه، سواء لرسومه أو لنصّ السيناريو، ولم يجد فيها أي عنصرية.
وكتب في المقدّمة: «لقد قيل أن إيرجيه رسم صورة استهزائية بغيضة للكونغوليين. هل هو عنصري؟ لقد دافع بقوة عن نفسه وهو يسخر بمرح من الجميع، من البيض والسود على السواء».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7uscyp4n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"