عادي

طلبة أمريكيون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين درس حيّ في التاريخ

23:11 مساء
قراءة 3 دقائق

نيويورك - رويترز

قبل أن يقيم الطلاب الأمريكيون مخيم احتجاج مؤيد للفلسطينيين في حديقة جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي، درس بعضهم مادة (كولومبيا 1968) الاختيارية المتعلقة بالاحتجاجات على حرب فيتنام، والتي يرونها شبيهة لنشاطهم الاحتجاجي الحالي في الحرم الجامعي.

وقف فرانك جوريدي، أستاذ التاريخ في جامعة كولومبيا، والذي يدرّس هذه المادة منذ عام 2017، مع اثنين من طلابه بجوار المخيم المنصوب في حرم الجامعة الواقعة بمدينة نيويورك، الخميس، لمناقشة أوجه التشابه بين الاحتجاجات على حرب فيتنام والاحتجاجات الحالية المؤيدة للفلسطينيين في ندوة بعنوان (1968: مواصلة القتال). كان المحتجون يستمعون، وهم يجلسون على فرش على الأرض العشبية أمام خيامهم، بينما يتناولون وجبات مجانية خفيفة.

وأوقفت إدارة الجامعة عشرات الطلبة المحتجين، وسمحت بإلقاء القبض عليهم الأسبوع الماضي. وقال بعضهم: إنّهم يطبقون ما تعلموه ودرسوه في الجامعة، فيما يتعلق بمعارضة الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقال بو تانغ، طالب التاريخ في السنة الثانية بالجامعة: إنّه ضمن مجموعة بحثية للطلبة المحتجين تنظر في استراتيجيات وتكتيكات حركات العدالة الاجتماعية الماضية والحالية «لمحاولة تعلم الدروس منها».

وأضاف تانغ، أنّ المجموعة أجرت مقابلات مع خريجين شاركوا في احتجاجات عام 1968، وإنّهم توصلوا إلى بعضهم من خلال المادة التي يقوم جوريدي بتدريسها، ما جعلهم ينشرون دروساً حول بناء الدعم لحركات الاحتجاج.

وقال تانغ وطلاب آخرون: إنّ زملاء الدراسة والأساتذة الذين كانوا لا يعرفون شيئاً عن الاحتجاج ظهروا في موقع المخيم، بعد استدعاء الشرطة، ومنهم أعضاء في هيئة التدريس.

كما ظهرت خيام احتجاجية في جامعات بأنحاء أمريكا وخارجها تضامناً مع طلبة جامعة كولومبيا، ما أثار انتقادات من البيت الأبيض ونواب جمهوريين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذين اتهموا المحتجين بمعاداة السامية.

لكن طلاب يهود، بعضهم من المنظمين للاحتجاج، عبروا عن غضبهم من تلك المزاعم. وشوهد الطلاب وهم يتحدثون على مدار ساعات بشكل سلمي وودي، ويقرؤون ويأكلون ويقيمون الصلوات.

كما نُظمت عروض لموسيقى الجاز ومحاضرات ودورات في الإسعافات الأولية وعروض لأناشيد ثورية مؤيدة للفلسطينيين وورش عمل في الكتابة. وفي بعض الأحيان تدور مناقشات ساخنة، لكنها خالية من العنف.

ورُفعت في المكان لافتة تنبه الموجودين في المخيم إلى توخي الحذر في تعاملاتهم مع المعارضين للاحتجاج بعبارة: «نحن لا نتعامل مع المحرضين».

* منطقة محررة

وأقام المحتجون المخيم فجر يوم 17 أبريل/ نيسان دون الحصول على إذن من إدارة جامعة كولومبيا، مطالبين إياها بسحب استثماراتها من شركات تصنيع الأسلحة، وغيرها من شركات تدعم إسرائيل.

وقاد الاحتجاجات، التي نظمت بالتحالف مع العشرات من المجموعات الطلابية الأخرى، فرعا مجموعتي «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» و«الصوت اليهودي من أجل السلام» في جامعة كولومبيا.

وفي اليوم التالي لنصب المخيم، استدعت رئيسة الجامعة نعمت شفيق الشرطة التي اعتقلت 108 من الطلاب بتهمة التعدي على ممتلكات الغير، ما أثار غضب أعضاء هيئة التدريس. ومنذ ذلك الحين، أعاد الطلبة بناء المخيم الذي صار أكثر نشاطاً من ذي قبل.

وقالت رئيسة الجامعة: إنّها اتصلت بالشرطة كإجراء أخير في مواجهة خرق القواعد، وإنّ المخيم أثار «الضغينة» داخل الحرم الجامعي، وإنّ سياسة الجامعة لا يمكن أن تمليها مجموعة طلابية، أو بعض أعضاء هيئة التدريس. وتجري إدارتها مفاوضات متقطعة مع الطلبة المحتجين، وتابعت: «لدينا مطالبنا، وهم لديهم مطالبهم».

وخلال الندوة، أبلغ جوريدي والطالبان معه، المحتجين كيف غضب أسلافهم في عام 1968 من إجراءات تأديبية اتخذتها جامعة كولومبيا بحق ستة طلاب احتجوا على علاقات الجامعة بأبحاث الأسلحة وخططها لبناء صالة ألعاب رياضية تكرس الفصل العنصري.

واحتل محتجون في عام 1968 عدداً من المباني في الحرم الجامعي، واحتجزوا القائم بأعمال العميد رهينة لمدة يوم. وأنهت الشرطة هذا الاحتجاج بشكل عنيف بعد أسبوع، وألقت القبض على نحو 700 طالب.

ولكن المحتجين في عام 2024 قرروا احتلال حديقة واحدة في الحرم الرئيسي لجامعة كولومبيا، مع الإشارة إلى أنّ مديري الجامعة خصصوا هذه المساحة لتنظيم الاحتجاجات، لكن بموافقة مسبقة.

وقالت مريم علوان، وهي طالبة أمريكية من أصل فلسطيني كانت من الذين اعتقلتهم الشرطة، ومُنعت من دخول الجامعة الأسبوع الماضي: إنّ الحديقة تم اختيارها بحيث لا يتهمهم المسؤولون بتعطيل الفصول الدراسية.

وأضافت: «اطلعنا على بعض صور احتجاجات عام 68». هناك صورة شهيرة لاحتجاجات عام 1968 يظهر فيها الطلبة وهم يحملون لافتة كبيرة كتب عليها: «منطقة محررة». ويرفع المحتجون حالياً لافتة مماثلة فوق مخيمهم، وعبّرت مريم علوان عن سعادتها بانتشار هذه اللافتة في جامعات أخرى.

وقال جوريدي في مقابلة بعد الندوة: «هذا ليس مخيماً تدريبياً للثورة. هذه دراسة للتاريخ».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bde2t7fu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"