عادي

«الشارقة للآثار» تُقدم تاريخ الاستيطان الأول للبشر

23:06 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: «الخليج»

قدمت هيئة الشارقة للآثار، موقع «الفاية» الأثري، في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي «كوب 28»، ضمن جلسة «التراث الطبيعي والثقافي للواحات في مصر»، كجزء من دراسة مقارنة، من خلال جلسات اليونسكو المشارك في الجناح المصري، وذلك ضمن اهتمام اليونسكو بالتراث الثقافي والطبيعي للبيئات القديمة في المنطقة العربية.

واستعرض الدكتور كنوت بريتزكي، رئيس البعثة الأثرية الألمانية بالشارقة والمدير المشارك لمشروع التعاون بين هيئة الشارقة للآثار وجامعة «توبنجن» الألمانية، موقع الفاية الذي من المقرر أن يتم ترشيحه لقائمة التراث العالمي في عام 2024، وبعض الأمثلة على مواقع ما قبل التاريخ المبكرة من الواحات لرفع مستوى الوعي حول العصر الحجري بالمنطقة، إضافة إلى تقديم رؤى حول الاستراتيجيات السلوكية في الواحات والصحارى التي تعتبر أنظمة بيئية حيوية في المناطق القاحلة والمعروفة بتنوعها الثقافي والبيولوجي الفريد.

وقال عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار: «يُسعدنا أن نقدم ونشارك العالم موقع الفاية الأثري، ضمن فعاليات «كوب 28»، المنصة العالمية الأساسية التي تُشكل فُرصة ثمينة لتحقيق أهدافنا المتعلقة بالتواصل المعرفي وتبادل الخبرات مع باحثين ومختصين في الحواضر العالمية الكبرى المعنية باكتشاف المعالم الإنسانية القديمة، استناداً لرؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لإبراز هوية وإرث الشعوب».

وأضاف أن استعراض الموقع المُسَجل على القائمة التمهيدية للتراث العالمي لليونسكو تحضيراً لترشيحه رسمياً على القائمة النهائية في 2024، يُشكّل معْلماً أثرياً يعكس للعالم دلالة صادقة على التاريخ العريق والحضارة الموغلة في الأصالة والقدم لإمارة الشارقة، وينقل إلى شعوب الدول الأخرى أن الشارقة زاخرة بوجهاتها الأثرية وقادرة على تقديم تجربة مبهرة على صعيد السياحة التراثية الثقافية بأجمل صورها.

وأكد أهمية اختيار الموقع لكونه نموذجاً للمشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في المنطقة الوسطى بالشارقة، وشاهداً على الاستيطان البشري، حيث يعتبره علماء الآثار بمثابة أرشيف استثنائي يؤرخ تعايش الإنسان في العصور الحجرية مع الواحات واستفادته منها وتكيفه مع بيئة صحراوية قاسية، ووثقت الدراسات الأثرية والبيئية للطبقات التاريخية في الموقع استمرارية الاستيطان البشري منذ 210 آلاف سنة.

وتناول الدكتور كنوت بريتزكي في هذه الجلسة أيضاً، مواجهة هذه النظم البيئية تهديدات من الاستغلال المفرط وتغيرات استخدام الأراضي وتغير المناخ، وطرق الحفاظ على استدامة الواحات وما يتطلبه ذلك من استراتيجيات الحفاظ والإدارة المستدامة، حيث يعمل المكتب الإقليمي لليونسكو في القاهرة ومعهد سينكنبرغ وشركاء من المنطقة العربية معاً لإنشاء مبادرة عالمية لتوفير فهم شامل للواحات، ودمج كل من الطبيعة والثقافة من الماضي والحاضر.

ويقع موقع الفاية الأثري في إمارة الشارقة، وهو أحد أهم مواقع العصر الحجري القديم في شبه الجزيرة العربية، حيث كشفت عمليات التنقيب الأثري في عام 2009 عن وجود استيطان بشري يعود إلى 125000 عام، حدث في ظل جملة غير متوقعة من الظروف المناخية، وقبل ذلك بكثير، مما كان يُعتقد سابقاً، مما يجعله أقدم موقع بشري معروف في شبه الجزيرة العربية.

وباستخدام مجموعة متطورة من التقنيات الأثرية والمناخية القديمة وتقنيات التأريخ، تمكن الفريق من إعادة بناء أربع مراحل متميزة من الاستيطان البشري بين 210,000 – 120,000 سنة ماضية، حيث يوضح أن البشر قاموا باستيطان الموقع خلال الظروف المناخية الجافة والرطبة.

وتوثق السمات الجيومورفولوجية على طول نطاق الفاية هذه الأحداث والتغيرات، مما ساعد على فهم هذه الحقبة الزمنية المهمة من تاريخ المنطقة، وتوافر مصادر المياه والمواد الخام والكهوف التي تم استيطانها، مما ساهم في جعل الفاية أقدم مشهد صحراوي مأهول بالسكان في العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4c4ph23f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"