الأرض «بتتكلم إماراتي»

01:18 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ وجّه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، قبل عامين، الدعوة للعالم للقدوم إلى الإمارات لمناقشة أكبر التحديات التي تواجه البشرية، أصرت الإمارات على إنجاح هكذا حدث، فأمر سموه فرق العمل بالانطلاق نحو تحقيق هذا الشرف الذي يليق بسمعة الإمارات، فخرج «كوب 28» بأفضل نتيجة، معيداً صياغة العمل المناخي بشكل جديد، فيما قادت الإمارات مفاوضات شاقة أثمرت تبني دول العالم لخيارات توافقية جديدة يمكن البناء عليها مستقبلاً.

نعم، نجحت الإمارات بامتياز وتقدير، ونالت إعجاب العالم واحترامه، وخرج «كوب 28» باتفاق تاريخي لحماية كوكب الأرض من التغيرات المناخية.

نعم، نجحنا في «كوب 28» حيث أنظار العالم كانت موجهة إلينا على مدار 13 يوماً، في جعل الأرض - تتكلم إماراتي - حيث الوسطية والاعتدال، التوافق والتحاب، النجاح والمستقبل، الحلم والأمل، وإيجاد الحلول التي من شأنها أن توقف العبث بالمناخ، وأن تحافظ على البيئة والحياة، وأن ترسم المستقبل بعيون الفقراء قبل الأغنياء، وأن تكون العدالة طريق الحفاظ على مستقبل أجيالنا جميعاً بلا استثناء أو تمييز.

من يعرف الإمارات كان يدرك منذ البداية أن النجاح سيكون حليفها، تنظيماً وعطاءً ونتيجةً، وهو ما تجسّد في نهاية المؤتمر الذي خرج بإعلان الإمارات التاريخي، الذي سينقلنا إلى مرحلة متقدمة في مسيرة العمل الجماعي للالتزام بأفضل المعايير للحفاظ على الأرض.

استطاعت الإمارات، بما تمتلك من رصيد دولي وشبكة علاقات ممتدة حول العالم وخبرات دبلوماسية أصبحت مدرسة في صناعة القوة الناعمة، إيجاد توافق بين الآراء المختلفة، والنظريات المتعددة، والمصالح المتنوعة، وبين القطاعين الأهلي والحكومي، للخروج بنتائج راهن البعض على أنها بعيدة المنال في ظل تصاعد الخلافات بين مختلف القوى الفاعلة والمؤثرة في العالم.

الإمارات.. هذه البقعة المضيئة التي استطاعت أن تحصل على العلامة الكاملة في التنظيم، حيث انتزعت وساماً جديداً يضاف إلى سلسلة الأوسمة التي تعلو سماءها، مؤكدةً المرة تلو الأخرى أن الأحداث مهما ضخُمت، والأهداف مهما كبُرت، والتجمعات مهما ازدحمت، يمكن إخراجها بالشكل الذي يليق باسم الإمارات.

الشكر الأول لقيادتنا على رؤيتها وحكمتها ومتابعتها لهذا الحدث العالمي الذي من المؤكد أنه سيغير مجرى مستقبل البشرية، ولجميع فرقنا الوطنية التي أثبتت مجدداً جدارتها وتفانيها وكفاءتها التفاوضية والتنظيمية والأمنية والأهلية والإعلامية.

منذ اليوم الأول للتحرك أدركت الإمارات أن رئاستها ل«كوب 28» لن تكون سهلة أو رحلة تفاخر، بل هي عمل مضنٍ، لأنه للمرة الأولى في العالم تترأس دولة نفطية حدثاً بهذا الثقل يعالج المناخ وانبعاثات الكربون، وكان عليها أن تواجه تحديات ليست سهلة، بل مليئة بالمطبات، وهو ما فعلته فرق العمل الإماراتية والرئيس الإماراتي ل«كوب 28» الدكتور سلطان الجابر، الذي نجح في إيصال الرسالة بقوة.. شركات الطاقة جزء من الحل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yunszbdm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"