ودّعت الكويت أمس الأحد أميرها الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح، الذي وافته المنية أمس الأول السبت، ووري جثمانه الثرى بعد مسيرة استمرت ستة عقود في العمل العام، أنصبّ تركيزه خلالها على القضايا الداخلية في الأساس، فيما يؤدي الأمير الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح اليمين الدستورية بعد غدٍ الأربعاء أمام مجلس الأمة، بينما توافد عدد من الزعماء إلى الكويت لأداء واجب العزاء في الفقيد الراحل.
وأدى الأمير الجديد الشيخ مشعل الأحمد صلاة الجنازة، على الفقيد في مسجد بلال بن رباح بمنطقة الصِدّيق، بحضور الشيخ أحمد نواف الصباح رئيس الوزراء ونجل الأمير الراحل، ورئيس مجلس الأمة أحمد السعدون ورئيس الوزراء الأسبق الشيخ ناصر المحمد الصباح، وجمع من المواطنين وأبناء الأسرة الحاكمة، وشوهد حاكم الكويت الجديد وهو يذرف الدموع أثناء الصلاة.
وتم إعلان خلافة ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد له، وهو الحاكم الفعلي للكويت منذ 2021 عندما فوضه الأمير بممارسة معظم مهامه. وبموجب الدستور الكويتي يصبح ولي العهد أميراً بصورة تلقائية، لكنه لا يتولى السلطة إلا بعد أداء اليمين في البرلمان، حيث سيؤدي الأمير الجديد الشيخ مشعل الأحمد اليمين الدستورية بعد غد الأربعاء أمام مجلس الأمة.
وبموجب الدستور فإن الأمير أمامه عام لاختيار ولي العهد الجديد، لكن عادة تلعب الأسرة الحاكمة دوراً في الاختيار الذي يتم بالتوافق، ولا بد أن يحظى بموافقة مجلس الأمة.
ومن المتوقع أن يواصل الأمير الجديد نفس النهج في السياسة الخارجية، بما في ذلك تعزيز الوحدة الخليجية، والتحالفات الغربية.
مراسم الجنازة
ونقل جثمان الفقيد الراحل ملفوفاً بعلم الكويت في مراسم خاصة نقلها تلفزيون الكويت على الهواء مباشرة، إلى مقبرة الصليبخات، حيث ووري الثرى.
وعلى طريق الدائري الخامس، وبجوار قصر بيان، ارتفعت لافتة كبيرة كتب عليها «عظم الله أجركم يا أهل الكويت» مع صورة كبيرة للأمير الراحل.
وأغلقت وزارة الداخلية الطريق الذي سلكته الجنازة، في الاتجاهين، مع وجود أمني أكثر من المعتاد على طريق الدائري الخامس، وفي منطقة الصديق بجوار قصر اليمامة، منزل الشيخ نواف، ومسجد بلال بن رباح.
زعماء يتوافدون للعزاء
ووصل قادة ومسؤولون كبار من جميع أنحاء العالم لأداء واجب العزاء في الفقيد الراحل حيث وصل الكويت أمس كل من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى،وولي العهد رئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة،وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني،والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، والرئيس التونسي قيس سعيد والفلسطيني محمود عباس أبو مازن، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني،ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي،وممثل الرئيس الإيراني وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان،ومبعوث الاتحاد الأوروبي الخاص باقليم الخليج لويجي دي مايو.
إلى ذلك، قالت نائبة الرئیس الأمریكي كامالا هاریس إن الأمیر الراحل الشیخ نواف الأحمد كان له فضل كبیر في تعزیز الصداقة والشراكة الاستراتیجیة بین الكویت والولایات المتحدة.
وأعربت هاریس في تصریح صحفي مساء أمس الأول السبت عن بالغ التعازي والمواساة للكویت حكومة وشعباً بوفاة الأمیر الشیخ نواف الأحمد. وأضافت«بینما یحزن شعب الكویت على هذه الخسارة فإن قلوبنا معهم..لقد ساعد الشیخ نواف الأحمد طوال مسيرته في تعزیز الصداقة والشراكة الاستراتیجیة بین الولایات المتحدة والكویت».
وأوضحت أنه«بفضل قیادة أمیر الكویت الراحل تواصل بلدینا تعزیز الأمن والاستقرار والإزدهار في المنطقة وبینما نكرم حياته وإرثه فإننا نعلم أن الروابط طویلة الأمد بین حكوماتنا وشعبنا سوف تستمر».
من جهته، أعرب وزیر الدفاع الأمریكي لوید أوستن في بیان عن وزارة الدفاع عن بالغ الحزن بوفاة الأمیر الراحل. وقال أوستن«لقد كان الأمیر الراحل شریكاً وصدیقاً قیماً للولایات المتحدة وأظهر التزاماً دائماً بالدبلوماسیة الرامیة إلى تهدئة التوترات في الشرق الأوسط».
وتقدمت فنزویلا بتعازیها الحارة في وفاة الأمیر الراحل، مؤكدة أن رحیله «سیكون خسارة كبیرة للمجتمع الدولي».
وقالت الرئاسة الفنزویلیة في بیان أمس الأحد إن فنزویلا تنضم إلى الحداد على الرحیل الجسدي للشیخ نواف الأحمد الذي عمل بحكمته وكرمه ورؤيته الاجتماعیة الإنسانیة بلا كلل من أجل شعبه ومن أجل أن یسود السلام والرخاء والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط».
وأضاف البیان أنه «لا شك أن هذا الرحیل سیكون خسارة كبیرة للمجتمع الدولي«حیث لعبت الكویت تحت قیادته» دوراً هاماً في السلام والاستقرار في العالمین العربي والإسلامي وحققت التوازن والاعتدال في بقیة العالم».(وكالات)
