عبدالله الخان.. ذاكرة بصرية وشفاهية ثرية، جاب بعدسة كاميرته الكثير من المناطق والدول، ووثق الكثير من المناسبات والفعاليات، لم يكن مصور مناسبات فقط، فهو عين شاهدة على الزمن، اختصر المسافة بين المشاهد والكلمة، رصد الزمان والمكان ومفردات ومفاصل الحياة، وبعين ليست مجرد عين لاقطة بل عين محترفة مارست التصوير باحترافية المتعلم الذي درس هذا الفن بحب وشغف، ومارسه بهيام وعشق.
ما يملكه من أرشيف مصور شاهد على حقب زمنية مختلفة توثق ما يختصر ألف كلمة وكلمة في مشهد واحد كانت عينه تصطاده بفنية المصور وفنية المشاهد وفنية المبدع الذي يجعل الصورة تنطق أكثر منها مجرد لقطة.
معرضه «الإمارات في معجم العين» الذي رعته مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية مشكورة وأقيم في رحابها بمناسبة عيد الاتحاد ال 52 وضم ما يزيد على 135 صورة توثق المشهد الإماراتي من 1963 إلى 1974 وتنطق تاريخاً شاهده وعايشه عبدالله الخان وحفظه لنا بعين مبدعة حرصت أن تبقي الزمن حياً متناولاً بين أيدينا، فكانت صورة الوالد القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تم التقاطها في عام 1966 بمناسبة توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي أيقونة المعرض، بالإضافة إلى صور أخرى في مناسبات مختلفة لاجتماعات الاتحاد التساعي بين إمارات الخليج وصور مجموعة من شيوخ الإمارات، ومجموعة بديعة من الصور تمثل الحياة والبشر والطبيعة والمهن في مختلف مناطق دولة الإمارات، عارضاً تاريخاً ناطقاً عبر تلك الصور الفريدة، التي تمثل موسوعة مصورة بتقنية عالية ومميزة، وكان الكتاب الذي صدر مع المعرض من إعداد الكاتب البحريني حسين المحروس وثيقة أخرى جسدت بعض ما في مكنون الخان من إبداع وتاريخ مخزون.
عبدالله الخان المصور البحريني الكبير، في أرشيفه تاريخ يعكس الحياة وطبيعتها على ما يزيد على 65 عاماً في مختلف مناطق دول الخليج العربي، والكثير من دول العالم المختلفة، وهو كذلك تاريخ شفاهي متنقل يعرف كل صورة صورها ومناسبتها وذكرياته معها، بالإضافة إلى ما تختزنه ذاكرته من شخوص وقصص وحكايات ومواقف مر بها وهو يمارس هذا الفن الجميل.
التصوير ليس مجرد صورة فقط، بل هو تاريخ يحفظ لنا الزمن بين أيدينا، ويوثق لنا ذاكرة حية مشاهدة، على المؤسسات القائمة على حفظ وثائق الدولة وتاريخها التواصل مع الخان وأمثاله وجمع ما يملكونه من تاريخ مصور يحفظ لنا تاريخاً مضى ولا يمكننا معرفته أو مشاهدته إلا من خلال تلك الصور.
