عادي
«ديفيد أند غولايث» تضمن 750 ألف يورو سنوياً

أرصدة الكربون.. ثروة جديدة في الإمارات من خفض الانبعاثات

16:47 مساء
قراءة 3 دقائق
الدكتور لال بهاتيا
الدكتور لال بهاتيا
شهد القطاع الزراعي الإماراتي في السنوات الأخيرة توسعاً لافتاً بعد تبنيه تقنيات مستدامة وذكية تضمنت مزارع عمودية، وصوباً متطورة مدعومة بالتكنولوجيا، وأنظمة ري آلي، وممارسات الزراعة المتجددة، إضافة إلى المزارع التقليدية المتقدمة.
وفي ظل احتضان الإمارات، بكل مقوماتها البيئية والاقتصادية، مشاريع الاستثمار والإبداع في المجالات كافة، فإنها توفر بيئة خصبة للنجاح، خاصة للطموحين الذين يواكبون سعي الدولة الدائم إلى الريادة، خاصة فيما يتصل بصناعة المستقبل.
وفي هذا الإطار، يأتي مشروع مزارع «ديفيد أند غولايث» الذي لم يقف عند الابتكار في الإنتاج، ونجح في تحويل التطلعات الخضراء إلى واقع مربح يقدر بقيمة ٥ ملايين يورو عبر التوجه العالمي الجديد المعروف بائتمان الكربون.
وبذلك يسجل المشروع نجاحاً جديداً في رؤيته الاستثمارية الواعدة والجريئة في مجالي الاستدامة والزراعة.
وائتمان الكربون هو رصيد يسمح لشركة ما بإصدار كمية معينة من الغازات الدفيئة. وكل وحدة ائتمانية تسمح بانبعاث طن واحد من ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله من الغازات الدفيئة الأخرى، وتحصل كل شركة على عدد محدّد من الأرصدة الائتمانية يصبح لديها فائض منها إذا تمّكنت من خفض انبعاثاتها، ويمكنها بالتالي بيع هذه الأرصدة الفائضة لشركات أخرى وكسب المال، وكل ذلك يجري فيما بات يسمى أسواق الكربون.
  • فكرة ريادية
مشروع «ديفيد أند غولايث» يقوم على فكرة ريادية، فهو عبارة عن مزارع فواكه نادرة وغريبة تحمل تحديات وابتكارات زراعية وبيئية واستثمارية فريدة بهدف تجسيد مفهوم الزراعة المستدامة في ظل الثورة الخضراء، وذلك بعائد مبشر من خلال الاستراتيجية الرائدة المتمثلة في تسييل ائتمان الكربون.
شرعت مزارع «ديفيد أند غولايث» في مهمة إعادة تعريف مفهوم القيمة في الصناعة الزراعية، فأنتجت ثماراً غريبة ونادرة باستخدام أحدث تقنيات الزراعة المائية والعمودية معتمدة على رؤية ما هو أبعد من التربة وإدراك أن المحصول الحقيقي يمكن أن يكون أرصدة الكربون المكتسبة من خلال ممارساتها المستدامة، بتقييم دقيق، بناءً على معايير عالية، للبصمة الكربونية المحتملة، وتحديد الممارسات التي تقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون وتنفيذها.
لم يكن التحدي الحقيقي مجرد الاعتراف بهذه الخفض، بل كان يتمثل في تحويله إلى أموال بطريقة تؤدي إلى نتائج مالية ملموسة،إذ وضع الاستراتيجيون في المشروع توقعات حول القدرة على تقليل ما يصل إلى 15000 طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
ولم يكن هذا مجرد مكسب بيئي، بل كان منجم ذهب محتملاً، نظراً لاختيار فريق العمل القائم بهذا المشروع التحدي والمغامرة بشكل مبتكر في عالم العقود الآجلة، مما سمح لهم ببيع الوعد بأرصدة الكربون المستقبلية هذه.
هذه الخطوة الثورية حوّلت المدخرات المستقبلية إلى قوة مالية في الوقت الحاضر. وبمعدل ائتمان كربون متفاوض عليه قدره 50 يورو للطن، وعدت هذه الرؤية المستقبلية بعائد سنوي قدره 750 ألف يورو في شكل أرصدة كربون.
ويشكل تأمين هذا المبلغ على مدار سبع سنوات قفزة نوعية، ليس للمزرعة فحسب، بل للصناعة ككل.
  • خطوة سباقة
استطاع الدكتور لال بهاتيا، المستثمر الذي يقف وراء مزارع «ديفيد أند غولايث»، الوصول إلى صفقة بقيمة 50 يورو للطن من أرصدتها الكربونية، وهي خطوة ذكية بمعطيات واعدة. ومع توقعات تشير إلى ارتفاع أسعار أرصدة الكربون إلى نطاق 70-90 يورو بحلول عام 2030 داخل الأسواق المنظمة مثل الاتحاد الأوروبي، فإن تقييم المزرعة لأرصدتها الكربون بسعر متحفظ قدره 50 يورو ينطوي على حكمة تحمي من تقلبات السوق.
ويأمل القائمون على مشروع «ديفيد أند غولايث» أن يمثل منارة نحو مستقبل يرتبط فيه الوعي البيئي والنمو الاقتصادي ارتباطاً وثيقاً، ليمكن لكل شركة تحويل مبادراتها الخضراء إلى أموال إذا ارتكزت على مخطط لكيفية عمل المزارع في القرن الحادي والعشرين، بطريقة مستدامة ومسؤولة ومربحة..
وهذا التوجه ليس جديداً على نهج الدكتور لال بهاتيا الذي يتمتع بخبرة مهنية متنوعة تزيد عن 35 عاماً في الأسواق الناشئة، وتعكس مشاريعه في العقارات والضيافة والتمويل التزاماً بالممارسات المستدامة والمسؤولية الاقتصادية.
ويدعو كل المعنيين بهذا المجال إلى الانضمام إلى هذه الثورة الخضراء المربحة، حيث تجتمع الزراعة الأخلاقية مع الرخاء الاقتصادي من أجل بناء عالم تكون فيه الاستدامة أصل الحكمة المالية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4rfxa2km

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"