عادي

من عنان الفضاء إلى باطن الأرض.. 2023 عام الدراما العلمية

16:55 مساء
قراءة 4 دقائق

«الخليج» وكالات

انطلاقاً من التعرف إلى أسلافنا البشريين والاكتشافات على القمر إلى ازدهار الذكاء الاصطناعي والتطورات الجديدة المرعبة في شتى المجالات، برزت في 2023 ثورات علمية غير مسبوقة نقلت مراحل التقدم العلمي الإنساني من طور إلى طور، ما دفع العلماء والصحف المتخصصة في البحث العلمي بإعلانه «عام الدراما العلمية».

وتوالت البحوث العلمية والاختبارات في كل يومٍ بغية التوصل إلى اختراعات جديدة أو اكتشافات غير مسبوقة في تاريخ البشرية وبغية التعرف إلى الجزء المفقود من عالمنا، لاسيما الأجزاء المظلمة منه.

جانب القمر المظلم

الصورة

في يوليو الماضي وفي الوقت الذي كان المليارديرات الغربيون منشغلين بإرسال الصواريخ إلى الفضاء، كان العلماء في الهند يفعلون بهدوء شيئاً لم ينجزه أحد من قبل، حيث وصلت مركبة الهبوط القمرية الهندية إلى الجانب المظلم من القمر.

و كانت مركبة الإنزال القمرية «شاندريان-3» هي أول مهمة تصل إلى القطب الجنوبي للقمر، والمعروف علمياً بـ«جانب القمر المظلم»، وهي منطقة غير مستكشفة يعتقد بأنها تحتوي على خزانات من المياه المجمدة.

واللافت في مهمة «شاندريان-3» بحسب العلماء هو الإمكانية التي استطاعت الهند من خلالها إطلاق مركبتها بنجاح مقابل 75 مليون دولار (60 مليون جنيه إسترليني)، حيث تكاد هذه الكلفة لا تحصي بالنسبة لميزانيات معظم الدول الأخرى لمهمات القمر.

طفرة في «الذكاء الاصطناعي»

الصورة

يُنظر إلى عام 2023 على نطاق واسع على أنه عام التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد شهد ظهور مجموعة كاملة من الأدوات التقنية الجديدة والمحسنة، والتي أثر الكثير منها في مجال الرعاية الصحية بشكل أساسي، حيث شهد تطورات أعادت تشكيل الممارسات الطبية ومهدت الطريق لمستقبل تكون فيه الرعاية الصحية أكثر كفاءة وسهولة في الوصول إليها.

ويرى العلماء عام 2023 «أحد السنوات النادرة» التي يمكننا أن نقول فيها على وجه اليقين أن العالم تغير، لاسيما بعد اكتشاف مجموعة الأدوات العملاقة مثل ««تشات جي بي ت».

وعلى الرغم من عدم وجود إطار تنظيمي رسمي يحكم استخدام «تشات جي بي ت» فإن التقنية الحديثة قادرة على محادثة البشر بطريقة سلسة وتقديم إجابات مناسبة عن جميع الأسئلة، فضلاً عن تميزها بقدرتها على الاعتراف بالأخطاء، ورفض الأسئلة غير المناسبة، معتمدة في ذلك على الذكاء الاصطناعي.

ثورة في معالجة الجينوم

الصورة

وافقت السلطات الصحية الأمريكية في طليعة ديسمبر 2023، على أول علاج باستخدام مقص «كريسبر» Crispr الجزيئي، وهي تقنية للتحرير الجيني تمثل إنجازاً كبيراً في الطب، يُتوقع في هذه الحالة أن تتيح تخفيف معاناة المصابين بمرض نادر في الدم.

وفي المجمل، جرت الموافقة على علاجين ضد هذا المرض الجيني الوراثي، فقر الدم المنجلي، الذي يصيب نحو 100 ألف شخص في الولايات المتحدة.

وقال المسؤول الرفيع المستوى في وكالة الأدوية الأمريكية (اف دي ايه) بيتر ماركس خلال مؤتمر صحفي: «تمثل هذه العلاجات تقدماً كبيراً في مجال العلاج الجيني للمرضى الذين يعانون فقر الدم المنجلي، وهو مرض دم نادر ومنهك».

وأضاف: «إن إمكانات هذه المنتجات لتغيير حياة المرضى الذين يعانون مرض فقر الدم المنجلي هائلة».

وقد خوّل تطوير مقص «كريسبر» الجزيئي الفرنسية إيمانويل شاربنتييه والأمريكية جينيفر دودنا الحصول على جائزة نوبل في الكيمياء عام 2020، وأحدثت هذه التقنية ثورة في معالجة الجينوم من خلال دقتها وسهولة استخدامها مقارنة بالأدوات السابقة.

ترجمة الأفكار البشرية

الصورة

طوّر علماء وحدة فك ترميز تتيح، من خلال تصوير الدماغ والذكاء الاصطناعي، ترجمة أفكار الشخص إلى لغة من دون التحدث، ما يوفر الأمل لأولئك الذين فقدوا القدرة على النطق للتواصل بحسب دراسة نُشرت نتائجها في مجلة «نيتشر نيوروساينس».

وقالت المجلة إن علماء بجامعة تكساس في أوستن استخدموا التقنية الجديدة التي يمكنها قراءة ما يدور في عقول الناس، وترجمة أفكار الأشخاص من خلال تحليل صور الرنين المغناطيسي لتدفق الدم إلى مناطق مختلفة في المخ.

وأنشأ فريق البحث واجهة بين الدماغ والكمبيوتر قادرة على إنشاء جمل كاملة بناء على ما يفكر فيه الناس.

البشرية كانت على وشك الانقراض

الصورة

أظهرت دراسة حديثة أن أسلاف البشر في إفريقيا كانوا على وشك الانقراض بعد أن انخفضت أعدادهم لنحو 1280 فقط قبل نحو 900 ألف عام.

وأشارت الدراسة، التي نشرت في مجلة «نيتشر» العلمية، إلى هذا الانخفاض الجذري في عدد أسلاف البشر ظل قائماً لمدة 117 ألف عام وهي فترة عرفت باسم «عنق الزجاجة»، قبل أن تعاود أعدادهم للانتعاش مرة أخرى.

وقال عالِم الوراثة السكانية بجامعة الأكاديمية الصينية للعلوم في بكين هايبينغ لي، والذي شارك في كتابة الدراسة، إن العالم فقد في ذلك الوقت نحو 98.7 في المئة من أسلاف البشر.

ورجح لي السبب في هذا التراجع إلى حصول تغييرات مناخية جذرية أدت إلى انخفاض درجات حرارة سطح البحر ما تسبب بتعرض القارة الإفريقية، حيث كان يسكن أسلاف البشر، لفترات طويلة من الجفاف.

وأضاف أن المناخ المتغير ربما يكون قد قضى على أسلاف البشر وأجبر أنواعاً بشرية جديدة على الظهور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3v9apr5r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"