ذكرت وكالة «بلومبيرغ» أن أسعار الشحن البحري للحاويات ارتفعت بنسبة 173% بسبب عمليات إعادة توجيه السفن في البحر الأحمر. حيث انخفضت حركة المرور في قناة السويس بنسبة 28% خلال الأيام العشرة الماضية، بحسب منصة «بورتوتش» التابعة لصندوق النقد الدولي والمصممة لرصد ومحاكاة الاضطرابات في تدفقات التجارة البحرية.
وارتفع السعر الفوري لشحن البضائع في حاوية قياس 40 قدماً من آسيا إلى شمال أوروبا بما يتجاوز الآن 4000 دولار، أي قفزة بنسبة 173% مقارنة بمستويات ما قبل منتصف ديسمبر/كانون الأول.
وتسببت الأحداث الجيوسياسية التي يشهدها البحر الأحمر بالآونة الأخيرة، في صدمة للشركات العالمية التي تنقل البضائع الحيوية، لكنها ليست المشكلة الوحيدة التي تواجهها شركات النقل الكبرى مع بداية 2024.
وتقول شركات عملاقة مثل «ميرسك»، إن القطاع الذي يتعامل مع 90% من حجم التجارة العالمية يواجه احتمال حدوث اضطرابات ضخمة، لأسباب، منها الأحداث الحالية في منطقة البحر الأحمر وحالات جفاف تؤثر في مسارات رئيسية مثل قناة بنما. ومن المرجح ألا تسير جداول المواعيد المعقدة مثلما هو مخطط لها بالنسبة لسفن الشحن العملاقة وناقلات النفط وسفن نقل البضائع الأخرى خلال العام.
وسيزيد ذلك من حالات التأخير وسيرفع الكلف على متاجر البيع بالتجزئة، مثل «وول مارت» و«إيكيا» و«أمازون»، إضافة إلى مُصنّعي الأغذية مثل «نستله» ومتاجر البقالة مثل «ليدل».
وانضمت «ميرسك»، الجمعة، إلى شركات النقل البحري الكبرى في تحويل مسارات سفنها بعيداً عن البحر الأحمر وإلى قناة السويس الحيوية التي يمر عبرها أكثر من 10% من إجمالي الشحنات البحرية ونحو ثلث تجارة الحاويات عالمياً.
وعلى الرغم من أن الناقلات التي تحمل إمدادات النفط والوقود إلى أوروبا تواصل المرور عبر قناة السويس، تحوّل أغلب سفن الحاويات الناقلة للبضائع مسارها لتدور حول الطرف الجنوبي لإفريقيا.
وتزيد كُلف الوقود على ملّاك السفن لما يصل إلى مليوني دولار لكل رحلة، ذهاباً وإياباً، بعد تغيير المسار بعيداً عن قناة السويس، وقفز السعر الفوري للشحن من آسيا إلى أوروبا لأكثر من مثلي المتوسط في 2023 عند 3500 دولار لكل حاوية مقاس 40 قدماً. لكن بنك «جولدمان ساكس» قال الجمعة: «إن صدمة التضخم قد لا تكون أسوأ من تداعيات جائحة كوفيد-19 في الفترة من 2020 إلى 2022». (وكالات)
