الغاية الأسمى

هنا الشارقة
23:23 مساء
قراءة دقيقتين

** هل تساءلنا كرياضيين بوجه عام، أو كمسؤولين بوجه خاص، عما نستهدفه من الرياضة؟ السؤال يبدو بسيطاً، لكنه في الحقيقة بغاية التعقيد، وأكبر دليل على ذلك أننا عندما نتوقف لبحث أسباب إخفاق أو انتكاسة ما، نعيد على أنفسنا السؤال نفسه، وكأننا لا نعرف ما نريده بالضبط ؟ وتجد من يتحدث عن قطاع البطولات التي تعكس تقدم الدولة وتحضرها، ومن يتحدث عن بناء الإنسان وتأهيله بدنياً وإشباع هواياته وشغل وقت فراغه، وأيضاً من يتحدث عن دورها في تطور المجتمعات ونهضتها وسعادة الناس ورضاها لأن ممارسة الرياضة تتكفل بتحقيق كل ذلك وأكثر. وإذا اتفقنا على أن كل هذه الأهداف حاضرة طوال الوقت، ففي مرحلة تالية ستتحول دفة السؤال نحو فقه الأولويات بالنسبة إلى كل منها، وأيها أجدر وأحق بالتقديم على حساب الآخر؟

** أرجو ألا أكون قد سببت الحيرة لأحد بهذه الأسئلة المتوالية، لكن سؤال البداية «البسيط المعقد» سيبقى حاضراً شئنا أم أبينا، في ممارستنا للرياضة فردياً وجماعياً، وفي خططنا لتنظيم وإدارة أنشطتها وفعالياتها المختلفة.

** وفي الشارقة بالذات للرياضة من هذه الوجهة رؤية خاصة رسم حدودها وحدد معالمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الإمارة، وإذا رصدنا توجيهات ونصائح سموه، وأيضاً المداخلات التي تتم عبر «الخط المباشر» لقناة الشارقة بأوامر محددة، ووضعناها جميعاً إلى جانب بعضها بعضاً، سنجدها في مجملها تكرس وتعظم بناء الإنسان أولاً، وأنها تذهب في اتجاه بدنه وعقله معاً، ليتسلح بالعلم والثقافة والقيم والمثل العليا بجانب بناء جسمه وإشباع هوايته، أما البطولات والألقاب فتأتي بعد ذلك أو لا تأتي، لكنها، كما نلحظ، يحظى دوماً أصحابها بالتقدير والتكريم من سموه.

** وفي المجلس الرياضي، نسعى لتحقيق تلك الأهداف وفق أولوياتها، لنصنع أجيالاً من الكوادر والقيادات المؤهلة والمشبعة بتلك الأفكار، وفي العام الماضي كانت بين أيدينا 16 فعالية للرياضة المجتمعية و12 فعالية مجتمعية صرفة، وكانت مؤشرات رضا المشاركين نسبتها 92%، ما يبرهن أننا - بحمد الله وتوفيقه – نمضي على الدرب الذي شقه وعبّده الحاكم الحكيم.

** والرسالة الباقية أن البطولات كثيرة ولا نهاية لها، ولن تدوم لأحد أو يحتكرها فريق للأبد، إنما منظومة العلم والثقافة والأخلاق بأي مجتمع تبقى وتدوم وتتوارثها الأجيال، وهي «الغاية الأسمى».. وليت قومي يعلمون.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/dr2k98mh

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"