ضرورة أم رفاهية؟

وجهة نظر
23:45 مساء
قراءة دقيقتين

تبدو الغرابة في عدد المدربين، الذين أشرفوا على الأندية، بحصيلة بلغت 29 مدرباً ما بين مدرب أصيل ومؤقت، وأكثر من ناد تناوب عليه مدربان أوثلاثة أوأربعة، ولم ينتصف بعد موسم 2023- 2024، مدرب يُقال، ويأتي المؤقت وآخر يفسخ تعاقده، وعمليات تغيير المدربين غير مفهومة، قائمة من الأسماء لمدربين بدلاء مكررة، تستعين بهم أنديتنا، متخصصين في التنقل وعرض خدماتهم في واقع يجسد قدرة الأندية على التبديل متى تشاء، ومدرب قادر على أن يجد ضالته والملاذ الآمن.

يبدو أن حالات الفراق والطلاق، بين الأندية ومدربيها، باتت من ملامح السباق، وغدت ظاهرة مألوفة، تتزايد كل موسم، ولا تتناقص، أضحت أسلوباً من الأساليب، التي تلجأ إليها إدارات الأندية، لتخفيف الأعباء عن كاهلها، في مواجهة الإعلام والضغط الجماهيري، إما لسوء النتائج غير المرضية، أو البداية غير الموفقة للكثير من الأندية، ويكون المدرب هو المحطة والعنوان الأبرز لهذا التغيير، القادر على تسويق نفسه، وإملاء شروطه لمصلحته الشخصية أولاً.

من منا لا يحتاج إلى التغيير أوالتبديل، عندما تسوء الأحوال والظروف، ويصعب معها التطور والتقدم، لقد أثبتت التجارب الماضية، أن قرارات تغيير المدربين في الأوقات الصعبة، تعود لإدارات أندية تتسرع في أغلب الأحيان، اعتماداً على أن المدرب هو الحلقة الأضعف، وأوهن الخطوط، أوللتغطية على أخطاء عمل شركات الكرة، رغم ما يكبدها ذلك من الخسائر والهدر المادي، ويضعها في دوامة الديون المتراكمة، جراء فسخ عقد المدرب وتعيين آخر، وحتماً ستراه بعد وقت قصير، في ناد آخر يخوض تجربة جديدة.

والسؤال المهم الذي يطرح، هل بات تغيير المدربين ضرورة حتمية أم رفاهية؟ هناك الكثير من المؤشرات، التي تدل على أن التغيير أصبح ضرورياً، وعلى الإدارات المعنية القيام بالتقييم ودراسته، لمعرفة الخيار الأنسب واتخاذ القرار، وغالباً لا يدرك بعضهم أهمية التغيير، ولا الوقت المناسب للقيام بذلك، لأنهم يعيشون الضغوط، مع حالة من عدم الاستقرار الفني، وفقدان الاستراتيجيات والأهداف الواضحة، وغياب التتويج والألقاب، مما يعرض الفريق إلى الاستمرار في المعاناة، من جراء كثرة تغييرات الأجهزة الفنية، واستعجال النتائج الإيجابية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yv5wprpu

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"