اختتم مؤشر مدراء المشتريات في دبي العام 2023، مرتفعاً بقوة إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس 2022، وتم خلال ديسمبر / كانون الأول تسجيل ثاني أسرع ارتفاع في الطلبات الجديدة في أربع سنوات ونصف، وتحسنت توقعات الشركات للأشهر الـ 12 المقبلة مقارنة بشهر نوفمبر.
وأشارت بيانات دراسة S&P Global لمراقبة حركة الاقتصاد بدبي إلى أن القطاع الخاص غير المنتج للنفط في دبي سّجَل أفضل أداء في ستة عشر شهراً في شهر ديسمبر 2023، حيث قدمت الشركات تقارير تشير إلى تحُّسن سريع في المبيعات والنشاط. تمكنت الشركات، بفضل تخفيف الضغوط على التكاليف، من تقديم تخفيضات أكبر على الأسعار إلى العملاء وارتفع نمو الطلبات الجديدة بثاني أسرع وتيرة منذ منتصف عام 2019. وفي غضون ذلك، ساهمت زيادة الطلب في تعزيز ثقة الشركاتً في توقعاتها للأشهر الـ12المقبلة وتسارع معدل التوظيف.
وظَّل معّدل نمو المخزون قويا ولكنه تراجع بسبب تحديات لوجستية.
- قراءة المؤشر
مؤشر مدراء المشتريات (PMI) التابع لـ S&P Global لمراقبة حركة الاقتصاد بدبي هو مؤشر مشتق من مؤشرات انتشار فردية تقيس التغيرات في الإنتاج والطلبات الجديدة والتوظيف ومواعيد تسليم الموردين ومخزون السلع المشتراه. وتشمل الدراسة اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط في دبي، مع بيانات قطاعية إضافية منشورة بخصوص قطاعات السياحة والسفر، والجملة والتجزئة، والإنشاءات.
ارتفع المؤشر الرئيسي من 56.8 نقطة في شهر نوفمبر إلى 57.7 نقطة في شهر ديسمبر وهي قراءة أعلى كثيرا من علامة الثبات البالغة 50.0 نقطة التي تمثل الخط الفاصل بين النمو والإنكماش. بالإضافة إلى ذلك، كانت هذه القراءة الأعلى منذ شهر أغسطس 2022 وثاني أعلى قراءة منذ أربع سنوات ونصف.
ُينسب ارتفاع قراءة المؤشر الرئيسي إلى الارتفاع الكبير في قراءة مكون فرعي للمؤشر الرئيسي وهو مؤشر الطلبات الجديدة التي أشارت إلى زيادة حادة في الأعمال الجديدة الواردة في شهر ديسمبر 2023.
وعلى غرار المؤشر الرئيسي، كان معّدل نمو الطلبات الجديدة ثاني أسرع معّدلُ مسَّجل منذ شهر يونيو 2019،حيث سّجَلت %30من الشركات المشاركة في الدراسة تحُّسن في الطلبات الجديدة.
وسّجَل قطاع الجملة والتجزئة الارتفاع الأكبر في المبيعات رغم أن النمو كان سريعا أيضا في قطاع السياحة والسفر.
نتيجة لذلك، ارتفعت مستويات الإنتاج بوتيرة ملحوظة في شهر ديسمبر 2023 ولم يطرأ أي تغيير على التوسع في الإنتاج في شهر ديسمبر 2023 مقارنة بالشهر الذي سبقه. وأشارت الشركات المشاركة في الدراسة إلى تكثيف جهود التسويق وتعزيز الإنتاجية مع تراكم أعباء العمل.
ربطت الشركات غير المنتجة للنفط في دبي غالباً زيادة الأعمال الجديدة إلى تحُّسن ظروف السوق وزيادة الطلب من العملاء، الذي ُيعزى جزئيا إلى الانخفاض في أسعار الإنتاج. وانخفضت أسعار البيع بوتيرة قوية كانت الأعلى منذ شهر يونيو 2023، وربطت بعض الشركات المشاركة في الدراسة ذلك إلى الحاجة إلى المحافظة على قدرتها على المنافسة.
- تحُّسن توقعات الشركات
كانت جهود تخفيض الأسعار مدعومة بتخفيف الضغوط على أسعار مستلزمات الإنتاج، حيث ساعد تحُّسن خطوط سلاسل التوريد وانخفاض أسعار المواد الشركات على التفاوض لتخفيض أسعار الموردين. وأشارت التقارير بشأن ارتفاع الأجور وارتفاع الطلب على مستلزمات الإنتاج إلى أن إجمالي النفقات ظَّل مرتفعا ولكن بوتيرة متدنية. وفي الوقت نفسه، كانت هناك أدلة بأن التأخير في سلاسل التوريد أدى إلى تحسن طفيف في مواعيد التسليم في شهر ديسمبر بالمقارنة مع شهر نوفمبر.
بعد انخفاضها إلى أدنى مستوى له في سبعة أشهر، أشارت بيانات الدراسة الأخيرة أن تحُّسن توقعات الشركات للنشاط خلال العام المقبل في نهاية العام 2023. وفي الواقع، كان مستوى التفاؤل أحد أعلى المستويات المسجلة منذ ما قبل جائجة كوفيد-19.
ومع تحُّسن الثقة والمبيعات، رفعت شركات القطاع الخاص غير المنتج للنفط أعداد موظفيها في شهر ديسمبر، وربطت ذلك بالجهود الهادفة إلى توسيع عملياتها وإنجاز الإًنتاج المطلوبة. وتسارع خلق فرص العمل إلى أعلى مستوًى في أربعة أشهر وكان متماشيا بوجه عام مع متوسط الدراسة.وظّل تراكم المخزون قويا بعد معدل النمو السريع الُمسَّجل في بداية الربع الرابع من العام 2023رغم تراجع معَّدل النمو في المخزون لأَّن بعض الشركات كانت تسعى الى إدارة مخزونها بحكمة.
- تحسن النشاط التجاري
وقال ديفد أوين، خبير اقتصادي أول في S&P Global Market Intelligence: «أنهى اقتصاد القطاع الخاص غير المنتج للنفط في دبي العام 2023 بشكل ناجح حسبما أشارت نتائج مؤشر مدراء المشتريات، حيث ارتفع المؤشر الرئيسي لمدراء المشتريات في دبي إلى أعلى مستوى منذ 16 شهراً مشيراً إلى تحسن النشاط التجاري في شهر ديسمبر. واستفادت شركات القطاع الخاص غير المنتج للنفط في دبي من الارتفاع السريع في الأعمال الجديدة، وهو ثاني أسرع ارتفاع منذ منتصف العام 2019، وهو ما أكد على إحدى نقاط قوة الطلب في سوق إمارة دبي مع بداية العام الجديد.»
وأضاف: «وأّدى تحُّسن النشاط التجاري إلى ارتفاع معتدل في توقعات الشركات للأشهر الـ 12 المقبلة في شهر ديسمبر بعد انخفاضها في شهر نوفمبر عندما أشارت الشركات إلىاشتداد المنافسة في السوق باعتباره أحد المخاطر الجديرة بالذكر للعام 2024. وظلت المنافسة على الحصة السوقية مصدر قلق، وأشارت الشرًكات المشاركة في الدراسة إلى أَّن ذلك أدى إلى انخفاض أسعارالبيع جزئيا. ورغم ذلك، يجب أن يساعد تحفيف أعباء التكلفة في شهر ديسمبر في تخفيض الضغوط على هوامش الأرباح.»
