عادي

الإكوادور تشن حرباً ضد عصابات المخدرات.. ووزارة الدفاع: أيقظوا فينا شعوراً بالغضب

16:47 مساء
قراءة 4 دقائق

كيتو - أ ف ب

بعد نشرها آلاف العسكريين في جميع أنحاء البلاد، تواصل حكومة الإكوادور حملتها الحازمة ضد العصابات الإجرامية المرتبطة بتهريب المخدرات التي ترهب البلاد منذ أربعة أيام، وستتلقى دعماً من الولايات المتحدة «للعمل معاً».

ونشر أكثر من 22400 عسكري في دوريات، برية وجوية وبحرية، وعمليات تفتيش وعمليات شاملة في السجون، ما يدل على أن حكومة الرئيس الجديد، دانيال نوبو،ا ليست مستعدة للاستسلام لمحاولات الترهيب من قبل العصابات الإجرامية.

وقال وزير الدفاع جيان كارلو لوفريدو، الخميس، على وسائل التواصل الاجتماعي محذراً: «أرادوا زرع الخوف، لكنهم أيقظوا فينا شعوراً بالغضب. اعتقدوا أنهم سيخضعون بلداً بأكمله، ونسوا أن القوات المسلحة مدربة على الحرب».

وفي حربها ضد العصابات، ستتلقى الإكوادور دعماً من الولايات المتحدة، إذ أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، أن الجنرال لورا ريتشاردسون، رئيسة القيادة الجنوبية الأمريكية، وعدداً من كبار المسؤولين المدنيين سيزورون البلاد في الأسابيع المقبلة «ليدرّسوا مع نظراءهم الإكوادوريين طريقة العمل معاً، بفعالية، لمواجهة التهديد الذي تشكله المنظمات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية».

حراس مسجونون

وتقوم الشرطة والجيش بدوريات مكثفة في الشوارع، لكن الوضع أكثر حساسية في السجون، حيث تحدثت إدارة السجون، الخميس، عن احتجاز 39 من موظفيها رهائن في سبعة سجون، ليصل العدد الإجمالي إلى 178، بين حراس وموظفين إداريين.

وقالت إدارة السجون أيضاً، إن سجناء يطلقون النار على القوات المسلحة من السجون أيضاً.

وأعلن الرئيس دانيال نوبوا، الخميس، أنه ينوي بهدف معالجة مشكلة اكتظاظ السجون، إعادة 1500 سجين كولومبي إلى الحدود، مشيراً إلى «اتفاقيات دولية» في هذا المجال. وترفض كولومبيا هذا الإجراء الأحادي، وتؤكد أن هذا يمكن أن يؤدي عملياً إلى إطلاق سراح هؤلاء السجناء.

وتضم الإكوادور 36 سجناً، بسعة قصوى تصل إلى 30200 شخص. وكشف إحصاء أجري في 2022 أن هذه السجون تضم 31300 معتقل، بينهم 3200 أجنبي.

وعلى الرغم من استئناف النشاط ببطء في المدن الرئيسية في البلاد، ما زال عدد كبير من المتاجر مغلقاً، ووسائل النقل العام بطيئة، وتعقد الجامعات والمدارس فصولاً افتراضية، وأصبح العمل عن بعد هو القاعدة عملياً.

واستؤنف البث من التلفزيون العام في غواياكيل (جنوب غرب)، ظهر الخميس، بعدما هاجمه مسلحون خلال بث مباشر، الثلاثاء، واحتجزوا صحفيين رهائن، وجرحوا اثنين من الموظفين. وقال مذيع وقد بدا عليه التأثر «شكراً لكم جميعاً على رسائل الدعم التي أرسلتموها... شكراً للشرطة والجيش على عملهم الاحترافي الذي لا تشوبه شائبة».

واندلعت موجة العنف مع هروب، أدولفو ماسياس، زعيم عصابة تشونيروس والملقب «فيتو»، من سجن غواياكيل الذي يخضع لحراسة مشددة، وحدوث تمرد في عدد من سجون البلاد، ما أثار رداً قاسياً من الرئيس، دانيال نوبوا، (36 عاماً) الذي انتخب، الخريف الماضي، بناء على وعود بإعادة الأمن في البلاد.

وأعلن أصغر رئيس في تاريخ الإكوادور، الاثنين، حالة الطوارئ لمدة ستين يوماً في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في السجون التي أصبحت مراكز عمليات لمهربي المخدرات.

وأكد نوبوا، الأربعاء «نحن في حالة حرب، ولا يمكننا الاستسلام لهذه المجموعات الإرهابية». وأضاف: «نحن نقاتل من أجل السلام الوطني، ونقاتل أيضاً ضد مجموعات إرهابية تضم اليوم أكثر من عشرين ألف عضو».

وتخوض هذه المنظمات حروباً ضد بعضها بعضاً لتسيطر على أراض، لكنها متحدة في مواجهة الدولة.

وكان «فيتو» هرب من قبل من سجن يخضع لحراسة شديدة في 2013، قبل أن يُلقى القبض عليه، مرة أخرى، بعد ثلاثة أشهر. وتصدر اسمه عناوين الصحف مطلع أغسطس/ آب، بعد اغتيال مرشح رئاسي تحدث عن تلقيه تهديدات بالقتل من زعيم «تشونيروس».

وأصبحت هذه العصابة التي يبلغ عدد أفرادها نحو ثمانية آلاف، حسب خبراء، اللاعب الرئيسي في تجارة المخدرات المزدهرة في الإكوادور.

مطاردة الوشوم

وتنشر كل يوم مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي تظهر عمليات قتل وحشية لأفراد قوات الأمن، وعمليات نهب وهجمات مفترضة. ونفت الشرطة صحة هذه الصور التي تثير خوف السكان.

وقالت السلطات إن حصيلة القتلى بلغت 16 شخصاً.

وفي غواياكيل، أخطر مدينة في البلاد، ظهر عدد قليل من المارة في الشوارع، الخميس، بينما أعادت الإدارات المحاطة بسياج من جميع الجوانب فتح أبوابها، كما ذكر مراسل لفرانس برس.

وقال موقع «بريميسياس» الإخباري إن قوات الأمن تشن «حملة مطاردة للوشوم» إذ تدقق في الوشوم على أجسام الأشخاص لتحديد انتمائهم إلى أي عصابة.

وتشهد الإكوادور التي كانت بلداً آمنا، أعمال عنف بعدما أصبحت نقطة تصدير رئيسية للكوكايين المنتج في البيرو وكولومبيا، المجاورتين.

وقد شهدت ارتفاعاً في جرائم القتل بنسبة 800 في المئة بين 2018 و2023، وارتفاعاً في معدلاتها من ستة إلى 46 لكل مئة ألف نسمة.

وفي 2023، سجّلت في الإكوادور 7800 جريمة قتل وضبطت 220 طناً من المخدرات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2s3xkn36

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"