عادي
ترامب يعوّل على الوضع «السيئ» كأحد مفاتيح الانتخابات

الاقتصاد الأمريكي «جيد جداً» في نظر بايدن.. فما رأي الناخبين؟

17:44 مساء
قراءة 3 دقائق
بايدن يخرج من المسرح بعد تحدثه خلال لقاء انتخابي في بلو بيل، بنسلفانيا (أ.ب)

(أ.ف.ب)
الاقتصاد الأمريكي في نظر جو بايدن في وضع جيد جداً، والأرقام تشير إلى ذلك، لكن الناخبين ما زالوا يعانون ارتفاع الأسعار، وهذا الاختلاف في الرؤية يؤثر في حملة الرئيس الأمريكي لإعادة انتخابه.

ويتوجه بايدن، الجمعة، إلى ولاية بنسلفانيا (شمال شرق)، التي يتوقع أن تشهد منافسة حادة في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني «ليوضح كيف تتعافى أمريكا بأكملها بفضل سياسته الاقتصادية،وبرنامجه الاستثماري»، على حد قول المتحدثة باسمه.

ويدرك دونالد ترامب الذي سينافس مرة ثانية، على الأرجح، الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 عاماً، أن الوضع الاقتصادي سيكون أحد مفاتيح الانتخابات. حتى أنه صرح علناً بأنه «يأمل» أن يضعف حتى موعد التصويت، ما سيعود بالفائدة على ترشحه.

وتلقف فريق حملة جو بايدن هذا التصريح الذي رد عليه على الفور بالقول: «إن الرئيس الجمهوري السابق يريد في الواقع، في إطار سعيه المتواصل إلى السلطة والانتقام، أن يفقد ملايين الأمريكيين وظائفهم».

والمؤشرات الرئيسية إيجابية للقوة الاقتصادية الكبرى. فالنمو قوي، والتوظيف جيد، وخلق الوظائف مستمر، والأجور الفعلية ترتفع. ويبدو أن الخوف من الركود بدأ ينحسر، لمصلحة سيناريو «هبوط ناعم».

«بايدنوميكس»

يشيد الرئيس الأمريكي باستمرار بهذه الصحة الجيدة للاقتصاد، وينسبها خصوصاً إلى سياسته الاقتصادية التحفيزية التي سميت «بايدنوميكس»، وتتضمن مشاريع كبرى، وخططاً استثمارية هائلة، وإجراءات لتحفيز القوة الشرائية.

وذكر بايدن في بيان، الخميس، أن «الاقتصاد أوجد أكثر من 14 مليون وظيفة منذ أن توليت مهامي،والثراء والأجور والتوظيف أعلى مما كانت عليه في عهد سلفي».

لكنه اعترف في الوقت نفسه، بأنه ما زال هناك «عمل كبير يجب القيام به» في مواجهة التضخم، الذي تسارع مرة أخرى في ديسمبر/ كانون الأول، بعد أشهر من التباطؤ.

رأي الأمريكيين

لكن الأرقام شيء، ونظرة الأمريكيين شيء آخر. فقد كشف استطلاع للرأي نشرته شبكة «سي بي إس نيوز»، أن ثلثيهم يرون أن الوضع الاقتصادي سيئ. لكن بايدن يعتبر أن الصحافة تتحمل جزءاً من مسؤولية ذلك، لأنها لا تنقل بأمانة تفاصيل سياساته الاقتصادية التي يتباهى بها. ورداً على سؤال مؤخراً، عن توقعاته للاقتصاد الأمريكي هذا العام، قال للصحفيين إنه «جيد جداً. ابحثوا بأنفسكم وابدأوا بنقل الأمور على النحو صحيح».

والأمر ليس بهذه البساطة حسب، جوان سو، التي تشرف على استطلاع شهري تجريه جامعة ميشيغن حول ثقة المستهلكين، ويلقى متابعة وواسعة.

وقالت سو لـ «فرانس برس»: «إن الأجور الفعلية (المصححة بناء على التضخم) قد تكون ارتفعت، لكن ليس للجميع. لكن في الوقت نفسه، التضخم يطال الجميع».

وأضافت أن «المستهلكين الأصغر سناً، خصوصا الذين يريدون ويستطيعون تغيير وظائفهم للحصول على وظائف بأجور أفضل، هم الذين يحصلون على الزيادات في الرواتب».

لا عودة إلى الوراء

وقالت الأستاذة الجامعية: «إن ثقة المستهلك تحسنت بشكل كبير وقوي، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ما يدل على أن ثقة الأسر باتت أكبر قليلاً في قدرتها الشرائية المستقبلية».

وأضافت أن «على الرغم من كل شيء، لم يتقبل الأمريكيون بعد، فكرة أننا لن نعود إلى وضع ما قبل الوباء، ولا إلى أسعار 2019».

ولا يمكن لأحد أن يقول كم من الوقت سيستغرق الأمر حتى تنسى الأسر أن سعر دزينة البيض، مثلاً، ارتفع من 1.5 دولار في المتوسط قبل وباء «كوفيد-19»، إلى أكثر من أربعة دولارات في نهاية 2022، قبل أن ينخفض قليلاً.

يضاف إلى ذلك أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم، في ما يشكل ضربة أخرى للأسر الأمريكية التي تقترض للدراسة، أو لشراء مساكنها، أو سياراتها، أو مشترياتها اليومية.

ويرى المحلل وليام غالستون، من معهد بروكينغز للأبحاث أن «جو بايدن يجب أن يأمل الآن في أن يعمل الاقتصاد خلال الأشهر العشرة المقبلة، كما عمل خلال الأشهر العشرة الماضية».

وأضاف لـ «فرانس برس»: «إذا لم يحدث ذلك فسيكون المنحدر قاسياً بالنسبة إليه، في حين يواجه أيضاً مسألة تقدمه في السّن التي يوليها الناخبون أهمية كبرى».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/28k58dyy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"