الوطن ليس فقط خطاً أحمر، بل هو الحد الفاصل بين الانتماء والخيانة، بين الولاء والتبعية، بين الحق والباطل، الوطن هو حقيقة القلب المحب العاشق، هو أصدق ما نملك ونعتز وننتمي، هو كياننا، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا وصيرورتنا، إنه الوجود بعينه، إنه شغف لا ينتهي حتى يضمنا ترابه بين جنباته.
في السادس من يناير 2024، أحال النائب العام للدولة 84 متهماً، أغلبهم من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، إلى محكمة أمن الدولة لمحاكمتهم عن جريمة إنشاء تنظيم سري آخر بغرض ارتكاب أعمال عنف وإرهاب على أراضي الدولة، وجاء في حيثيات الإحالة، أن المتهمين قد أخفوا هذه الجريمة وأدلتها قبل ضبطهم ومحاكمتهم في القضية «17 لسنة 2013 جزاء أمن الدولة»، وبناءً على متابعة دقيقة ومعلومات وتحريات وأدلة كافية وبحث وتحقيق مكثف، تم كشف تفاصيل الجريمة وتقرر إحالتهم إلى المحاكمة العلنية.
هذا الخبر المنشور في الربع الأول من هذا الشهر خبر مزعج من كل النواحي، فهو يؤكد مدى ضلوع هذه الجماعة في تخريب أمن الدولة والاستمرار في ذلك، ويؤكد تبعيتها لجماعات خارج الدولة والتي لها أجنداتها الخاصة تجاه الدولة، ويؤكد غياب الولاء والانتماء الوطني لكيان وتراب هذه الأرض.
الانتماء ليس مجرد كلمة تقال، بل فعل وممارسة، ونحن كشعب إماراتي لا نقبل من أي كائن كان، أن يُملي علينا آراءه وتوجهاته وانتماءاته، ويتحدث باسمنا أو يدعي صالحنا لتحقيق أجنداته الخاصة، فنحن فقط كشعب نملك هذا الحق ونعبّر عنه، وما العلاقة التي بيننا وبين قيادتنا إلا دليل واضح على قناعة هذا الشعب وإرادته بالولاء والانتماء والرضا بالقيادة ونهجها، علاقة قائمة على الود والمحبة والتراحم، ليس منذ اليوم، بل من زمن أجداد الأجداد متجذرة في القلوب والنفوس نعبّر عنها بأريحية وصدق، قولاً وفعلاً، دون جبر أو تزلف، نتبادل الشغف بهذا الوطن، ونعمل جميعاً قيادة وشعباً على رفعته ونمائه وعزته ورفعته، ولا نقبل بيننا بوسيط أو مدعٍ أو مُتقوّل، ولا نرضى بأي جهة كانت أن تتحدث باسمنا بتاتاً، فنحن شعب يملك من البداهة والمعرفة ما يجعله قادراً على اتخاذ قراره.
الوطن حب ومحبة وولاء وانتماء، وصَدْر حكومتنا رحب وواسع، يسعى دائماً لما فيه صلاح هذا الوطن ورفعته، يستمع بدقة لكل ما فيه خدمة الوطن والمواطن ورقية، لكن لا نقبل ولا يقبل قادتنا أن يملي علينا أحد إرادته، ولا نقبل من أي أحد أن يمس مكتسباتنا ومقدراتنا ويضر بهذا الوطن ويجرم في حقه.
الوطن ليس فقط خطاً أحمر، بل هو نحن، ولن نسمح لأحد بأن يمس كيان هذا الوطن.
حفظ الله العيون الساهرة على أمن هذا الوطن وأمانه.
