عادي

كيف تؤثر هجمات البحر الأحمر على شحن الغاز؟

17:19 مساء
قراءة 4 دقائق
كيف تؤثر هجمات البحر الأحمر على شحن الغاز؟
قررت شركات شحن عدة، وعدد قليل من ناقلات الغاز الطبيعي المسال، تجنب المرور عبر الطريق التجاري الرئيسي بين الشرق والغرب في العالم، وذلك في أعقاب هجمات شنتها جماعة الحوثي اليمنية على سفن تجارية في الطرف الجنوبي من البحر الأحمر.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني، يتم مهاجمة السفن في البحر الأحمر.
وأثارت الهجمات شبح موجة أخرى من تعطل التجارة الدولية في أعقاب الاضطرابات، التي أحدثتها جائحة فيروس كورونا، ودفعت قوة دولية بقيادة الولايات المتحدة، للقيام بدوريات حراسة في المياه بالقرب من اليمن.
آخر التطورات
أظهرت بيانات تتبع السفن من شركة «إل.إس.إي.جي»، الثلاثاء، أن أربع ناقلات تستخدم في نقل شحنات الغاز الطبيعي المسال القطري، استأنفت رحلاتها بعد توقفها لأيام عدة، في ظل الهجمات على السفن في البحر الأحمر.
وأظهرت البيانات أن ناقلة الغاز الطبيعي المسال «الركيات»، استأنفت الإبحار عبر البحر الأحمر، وهي متجهة إلى قطر، بعد أن توقفت منذ 13 يناير/كانون الثاني، أثناء رحلتها في البحر الأحمر.
وأظهرت البيانات أن سفن الغارية، والحويلة، والنعمان، المحملة بالغاز الطبيعي المسال القطري تتحرك أيضاً، لكنها غيرت مسارها لتتجه جنوباً، على الرغم من أنها لا تزال تشير إلى قناة السويس كوجهة لها.
وعادة ما تتجه شحنات الغاز الطبيعي المسال القطرية، التي تمر عبر قناة السويس إلى أوروبا.
وكانت الناقلات الثلاث قد توقفت قبالة سواحل عمان منذ 14 يناير/كانون الثاني.
وأظهرت البيانات أن الوقت المقدر لوصول النعمان قد تأخر أيضاً لأكثر من أسبوعين، حتى الرابع من فبراير/شباط من 19 يناير/كانون الثاني.
وفي سوق النفط، حولت ست ناقلات نفط جديدة على الأقل مسارها بعيداً عن جنوب البحر الأحمر اليوم، مع تزايد الاضطرابات في هذا الممر الحيوي لإمدادات الطاقة.
أهمية طريق البحر الأحمر
جعلت الهجمات الوصول إلى قناة السويس أمراً أكثر خطورة، ويمر نحو 12%، من حركة الشحن العالمية عبر القناة، ومر من خلالها ما يتراوح بين 4 و8%، من شحنات الغاز الطبيعي المسال في العالم في 2023.
وفي العام نفسه، اتجه نحو 16.3 مليون طن متري من الغاز المسال، أو ما يمثل 51%، من شحنات الغاز العالمية من المحيط الأطلسي شرقاً عبر قناة السويس، بينما مر 15.7 مليون طن متري، عبر القناة من حوض المحيط الهادي باتجاه الغرب، وفقاً لستاندرد أند بورز، وجلوبال كوموديتي إنسايتس.
الشاحنون الرئيسيون عبر الطريق
وتعد قطر والولايات المتحدة وروسيا أنشط دول ترسل شحنات عبر قناة السويس، وتقدر ستاندرد أند بورز، أن حجم الشحنات القطرية عبر القناة يبلغ 14.8 مليون طن، والأمريكية 8.8 مليون طن، والروسية 3.7 مليون طن.
وتتصدر قطر قائمة الدول النشطة في شحن البضائع المتجهة من الشرق إلى أوروبا، لكنها لا توفر سوى 5%، فقط من صافي واردات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
وقال روبرت سونجر، محلل الغاز الطبيعي المسال في شركة تحليل معلومات البيانات آي.سي.آي.إس: «في الواقع، قطر هي المصدر الوحيد في الاتجاه من الشرق إلى الغرب عبر قناة السويس، يمكنك حساب عدد الشحنات من عمان والإمارات إلى أوروبا هذا العام على أصابع اليد الواحدة».
ومن الممكن أن يؤدي وجود طريق بديل إلى أوروبا عبر رأس الرجاء الصالح إلى زيادة أيام الرحلة القطرية 145%، أو 22 يوماً إضافياً على أساس الرحلة ذهاباً وإياباً.
وبالنسبة للغاز الطبيعي المسال المتجه إلى آسيا، تأتي قطر في المقدمة تليها الولايات المتحدة، التي استخدمت قناة السويس في الآونة الأخيرة كبديل لقناة بنما.
الأسعار
تبلغ أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا حاليا 12.3 دولار، لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهي متوقفة حول هذا النطاق منذ بداية الهجمات.
ويؤدي ارتفاع المخزونات في أوروبا وشمال آسيا إلى الحد من الطلب، ومن المتوقع أن يحد من نمو الأسعار الفورية في النصف الأول من عام 2024.
وتراجعت الأسعار القياسية للغاز الأوروبي للشهر الحالي على منصة دوتش تي.تي.إف، الأمس الأول، الاثنين، حيث ساعدت التوقعات بطقس أكثر اعتدالاً، وتوفر كميات كافية من الغاز في المخازن إلى تقليل المخاوف المتعلقة بالشحن.
المشاركون في السوق
يعتقد المشاركون في السوق أن تجارة الغاز الطبيعي المسال من المرجح ألا تتأثر إلى حد بعيد، وأي اضطراب لن يكون له تأثير كبير على المعروض في العالم.
وتعتقد الأغلبية أن الشحنات الأمريكية، إذا توجهت إلى الصين وآسيا، فقد تشهد تأخيراً لفترة قصيرة فحسب، إذا تغير مسار الشحنات.
وقال جيك هورسلين، كبير محللي الغاز الطبيعي المسال في شركة إنرجي أسبكتس: «إن المخاطر التي تواجه عبور الغاز الطبيعي المسال عبر قناة السويس، تميل نحو إبقاء إمدادات المحيط الأطلسي موجهة إلى أوروبا، أكثر من منع الإمدادات القطرية من الوصول إلى أوروبا».
وقال رئيس جمعية الغاز اليابانية تاكاهيرو هونجو، في مؤتمر صحفي إنه «على الرغم من وجود مخاطر لا أعتقد أن أزمة إمدادات ستحدث فجأة في أي وقت قريب».
وأضاف هونجو، وهو أيضاً رئيس مجلس إدارة شركة أوساكا للغاز، إنه نظراً لازدحام قناة بنما، فإن شركات الغاز الطبيعي المسال ليس لديها سوى عدد قليل من الخيارات، بما في ذلك تبادل الإمدادات بين أوروبا وآسيا. (رويترز)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/yjjp26vx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"