عادي

التغير المناخي يسبب جفافاً مدمراً للأمازون في 2023

20:35 مساء
قراءة دقيقتين

باريس- أ.ف.ب

أسهم التغير المناخي بشكل كبير في الجفاف المدمّر الذي ضرب عام 2023، غابة الأمازون، التي تشكل أحد أهم النظم الإيكولوجية في العالم، لناحية تحقيق استقرار المناخ المهدد بفعل الاحترار المناخي.

وطال الجفاف الزراعي التاريخي ملايين الأشخاص المقيمين في حوض الأمازون، متسبباً باندلاع حرائق واسعة في الغابة، والحدّ من الممرات المائية الرئيسية، وإحداث دمار كارثي على الحياة البرية.

وأشار بعض الخبراء إلى أنّ ظاهرة «ال نينيو»، كانت السبب الكامن وراء الحرائق، لكنّ دراسة جديدة أجراها علماء في «وورلد وذر أتريبيوشن»، ونشرت الأربعاء، بيّنت أن التغير المناخي الناجم عن التلوث الكربوني المنبعث من الكوكب، هو السبب الرئيسي وراء الحرائق.

ولفت العلماء إلى أنّ هذه الظاهرة زادت بأكثر من 30 مرة، احتمال تسجيل جفاف بين حزيران/ يونيو، وتشرين الثاني/ نوفمبر 2023، وحذروا من أن الوضع سيسوء مع تزايد الاحترار، مما سيدفع الأمازون نحو «نقطة تحول» مناخية.

ويخشى العلماء من أن يؤدي التغير المناخي، وإزالة الغابات معاً إلى تعزيز الجفاف والاحترار في الأمازون، واعتبروا أنّ ذلك سيؤدي إلى تحوّل المنطقة سريعاً من غابات مطيرة إلى سهول سافانا، إضافة إلى خفض قدرتها على تخزين الكربون.

وتقدر القدرة التخزينية لأشجار الأمازون وتربتها بأكثر من مئة مليار طن، من الكربون، أي أكثر من ضعف الانبعاثات السنوية العالمية من الكربون، وقالت ريجينا رودريغيز، وهي أستاذة في علم المحيطات الفيزيائية، والمناخ في جامعة سانتا كاتارينا الفيدرالية: «إنّ الأمازون قد يسهم إما بنجاح معركتنا ضد التغير المناخي أو بفشلها».

«نقطة تحوّل»

وتابعت: «إذا وفّرنا الحماية للغابة، فستبقى أكبر بالوعة للكربون الأرضي في العالم»، مضيفة: «لكن إذا أفسحنا المجال للانبعاثات الناجمة عن الأنشطة البشرية، ولإزالة الغابات بتجاوز نقطة التحوّل، فيؤدي ذلك إلى إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، وجعل معركتنا ضد التغير المناخي أكثر صعوبة».

وقد تسبب انخفاض الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة منذ منتصف 2023، بإيجاد ظروف مؤاتية للجفاف في حوض الأمازون، وشهدت مستويات الأنهر انخفاضاً كبيراً، مما أدى إلى تدمير المنطقة، التي تعتمد على ممراتها المائية. وأتت المحاصيل سيئة متسببة بنقص في الغذاء ومياه الشرب، وتسببت درجات حرارة المياه المرتفعة جداً بنفوق نحو 150 دلفيناً، في غضون أسبوع في إحدى بحيرات الأمازون البرازيلية.

ولدراسة الدور الذي ربما لعبه التغير المناخي في الجفاف، استخدم العلماء بيانات مناخية، ونماذج محاكاة حاسوبية، وقارنوا المناخ الراهن الذي شهد ارتفاعاً في درجات الحرارة، بنحو 1,2 درجة مئوية منذ عصر ما قبل الصناعة، بالوضع الذي كان سائداً قبل الاحترار المناخي، وأتت النتيجة بأنّ التغير المناخي رفع احتمال تساقط الأمطار بمعدل 10 مرات، واحتمال تسجيل جفاف زراعي بنحو 30 مرة.

ومع أنّ الجفاف ظاهرة تحدث مرة واحدة كل 50 عاماً، في ظل احترار بمقدار درجتين مئويتين، ستعاني الأمازون منه كل 13عاماً تقريباً، بحسب العلماء.

وقالت الأستاذة المحاضرة في علوم المناخ لدى معهد غرانثام، في إمبريال كوليدج لندن، فريدريكه أوتو، إنّ «هذه النتيجة مقلقة جداً»، مضيفة: «إن التغير المناخي، وإزالة الغابات يدمران أصلاً جزءاً من النظم الإيكولوجية الأهم في العالم».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/ycx3bcyt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"