إعداد: أحمد البشير
إن كنت تريد إنشاء أو تطوير مشروعك بشكل ناجح، فأنت تحتاج إلى موظفين منتجين وسعداء، في الوقت نفسه. لكن يا ترى ما هو السرّ في جعل موظفيك راضين؟
السرّ هو المحافظة على بيئة عمل رائعة لهم. كل منّا يتمّنى أن يتحوّل مكان العمل من مكان نقضي به وقتاً معيّناً ونأخذ في مقابله راتباً، إلى مكان نريد قضاء أوقاتنا فيه، ونحبّه، حيث نجد فيه الراحة والانسجام. فكلّ التغييرات، سواء كانت مادية/ أو إعادة هيكلة الشركة وتغيير ما يُسمّى بالثقافة الخاصّة فيها سوف تساعد في تحويل مكان العمل من مكان ممل إلى مكان ممتع، لن يساعد فقط في إبقاء الموظفين سعداء، وإنّما سيجذب لك موظفين جُدداً أيضاً.
السؤال الآن، كيف نجعل بيئة العمل أفضل؟ موقع «ذا ديلي بيست» سأل أصحاب الشركات والخبراء لإعطائهم أفضل النصائح، وهذه مجموعة من النصائح التي ذكروها:
- وظّف الأشخاص الملائمين: إن نوع الأشخاص الذين يتم توظيفهم هو الذي سيحدّد بيئة العمل، لأنّهم سيساهمون فيها. احرص على توظيف أشخاص يعملون بجدية واحترافية، ويستطيعون العمل ضمن فريق وبوسعهم المساهمة في جعل بيئة العمل إيجابية، لأنّ تفاحة فاسدة واحدة ستُفسد الصندوق بأكمله.
- حافظ على مقر العمل نظيفاً ومُريحاً: العمل في مكتب نظيف وجذّاب له تأثير عظيم في تحسين التواصل بين الموظفين ومديريهم. وحتى إن كانت الشمس لا تصل إلى المكاتب، حاول توفير أجواء تدعو للاسترخاء مع أثاث مُريح، ووفّر للجميع ما يحتاجونه، وأكثر.
- ضع سبورة في أحد الجدران: إن وضع سبورة كبيرة في أحد الجدران يساعد على تعزيز الروح الجماعية في العصف الذهني، وهي فكرة جيِّدة لأنّها تتيح للجميع النظر إليها، وإضافة أفكارهم لها. سيقوم الموظفون بتصويرها بهواتفهم لتذكّرها لاحقاً في الاجتماعات، وبذلك سيبقى العمل الأهم أمام أعيُن الجميع، وستبقى الحماسة دائمة.
- تعزيز التعاون: سواء كانت المكاتب متصلة بجانب بعضها بعضاً، أو على شكل مربعات، تأكد من ترك مكان واسع لهم لكي يعملوا معاً. هذه الطريقة ستشعل شرارة الإبداع عند أعضاء الفريق، وستجعلهم يهتمون بعملهم وبزملائهم بطريقة غير مباشرة.
- اجعل الموظفين يتحرّكون: لا تدع الموظف يشعر بأنّه مقيّد بكرسيه أبداً. الجلوس على الكرسي لا يعني دائماً أداء أفضل، لذا حاول التحرّك قليلاً، أو أعمل واقفاً، أو اذهب لجلب قهوة قريبة من عملك مشياً على الأقدام. حرّية الحركة تؤدّي إلى حرّية الفكر.
- استخدم مكالمات الفيديو مع الموظفين: في عصر التقدّم التكنولوجي أصبحنا لا نرى بعضنا بعضاً، وننسى أنّ المقابلة وجهاً لوجه هي شيء مهمّ، والبريد الإلكتروني لا يُشعر المتحادثين بأنّه شخصي، أو قد يُفهم بشكل خاطئ. جرّب مكالمات الفيديو وستُفاجأ بردة الفعل والإعجاب.
- أعد صياغة التعليمات: استبدل «يجب عليك» بكلمة «دعنا»، عندما تتحدّث مع موظفيك. إنه تغيير بسيط لكنّه فعّال في إيصال الأوامر للموظف كأنّها مهمّة مشتركة بين الجميع. تستطيع بالطبع استخدامها في جميع المهام الصغيرة منها، أو الكبيرة، وبمجرّد التعوّد على هذه العقلية، ستلاحظ الفروق في معرفة كلّ شخص لمهامه وماذا عليه فعله، والنتيجة ستكون بيئة تعاونية أفضل.
- اجعل الشفافية شعارك: دائماً ما تظهر الشائعات في الشركة بسبب الغموض وعدم الإفصاح عن بعض الأُمور التي تخصّ التغييرات في العمل، أو نظام التعويضات على سبيل المثال، لذا لابدّ من أن تجعل التواصل بين جميع مَن في الشركة صريحاً وواضحاً لا تشوبه شائبة.
- كن متقبلاً لردود الفعل: عندما تُشرك طاقم عملك في مهمّة اتّخاذ القرارات، سيساعدك ذلك في ترك بصمة جيِّدة على بيئة العمل، وبالتالي سيشعر الموظفون بأنهم أعضاء فاعلون في الشركة. لا تتردد في سؤال موظفيك عن رأيهم في أي مهمّة كانت، أو حتى سؤالك لقطاع كامل عن ماذا يشعرون تجاه قائد فريقهم. ذلك سيجعل من الجميع سعداء وسيتطوّر العمل بشكل رائع.
- قل «شكراً لك»: اخلق ثقافة التقدير بين أفراد الفريق. فالتقدير يزرع الحيوية فينا ويحوّل المؤسّسة إلى مكان جميل، ويُشعل فينا الحماسة ويزيد الإبداع ويبني الثقة. بيّن أهميّة الفريق واشكر أفراده على مساهماتهم، فبعد أن يعمل الموظف بجد واجتهاد، وحتى كلمة «شكراً لك» قد تعني له الكثير.
- تحسين وتطوير بيئة العمل وزيادة الإنتاجية: يقول روبرت ليفرينغ الشريك المؤسس في معهد «جريت بليس تو وورك» إن مكان العمل الرائع هو المكان الذي تشعر فيه بالثقة في الجهة التي تعمل لديها، وتشعر بالفخر بما تقوم به، ويسعدك العمل مع الأشخاص الذين تعمل معهم. ومن هنا يمكننا التطرق لأهم النقاط التي تحتاج لتوفيرها في بيئة العمل لتضمن أنها بيئة مثالية صحية ملهمة تساعد موظفيك على التقدم وتحقيق أفضل ما لديهم، لتحصل أنت كصاحب عمل على الإنتاجية الأفضل على الإطلاق.
- تعزيز التواصل بين الإدارة والموظفين: إن الإدارة الناجحة داخل أي منشأة هي التي توفر لموظفيها بيئة عمل تتمتع بقدر كاف من المصداقية والشفافية وسهولة التواصل المزدوج بين الطرفين. والتواصل الفعال بين الإدارة والموظفين يجعل الأمور أكثر وضوحاً طوال الوقت ويؤثر بالإيجاب في نفوس الموظفين لشعورهم بسهولة الرجوع للمسؤول والوصول إليه وقت الحاجة. إضافة إلى أن الشركة مسؤولة عن توضيح رسالتها وأهدافها للموظفين الجدد قبل البدء بتسليمهم مهام العمل، فذلك سيشعرهم بأنهم جزء من كيان كبير، ولهم دور فعال ومسؤولون عن تطوير المؤسسة وتحقيق النجاح المطلوب.
