منع مزارعون في ألمانيا الوصول إلى عدّة موانئ، ونزلت مدرعات الشرطة الفرنسية إلى الشوارع في مواجهة مزارعين توعّدوا ب«حصار» باريس، في وقت أغلق مزارعون بلجيكيون طريقاً سريعاً تضامناً مع زملائهم في ألمانيا وفرنسا.
إغلاق طرق وموانئ
أغلق مزارعون، أمس الاثنين، الطرق المؤدية إلى عدّة موانئ ألمانية، بينها ميناء هامبورغ (شمال)، احتجاجاً على إلغاء إعفاءات ضريبية كانوا يستفيدون منها، وذلك في إطار تظاهرات زراعية في جميع أنحاء أوروبا. وحذرت الشرطة في هامبورغ على منصة «إكس»، من أنّ «اضطرابات مرورية كبيرة تحدث في منطقة ميناء هامبورغ»، الأكبر في ألمانيا، ما تسبّب في عرقلة جزء كبير من «حركة مرور الشاحنات». كذلك، تسببت طوابير من مئات الجرارات في اضطراب حركة المرور في جميع أنحاء وسط مدينة هامبورغ، بينما نُظّمت تظاهرة للمزارعين أمام محطة القطار، حسب ما أفادت السلطات.
وتعطّل العمل في موانئ ألمانية أخرى، ففي ولاية ساكسونيا السفلى (شمال)، منع مزارعون نحو 40 جراراً من الوصول إلى أحد موانئ الحاويات قرب مدينة فيلهلمسهافن. كذلك، أدّى «تجمّع» للمزارعين على طريق رئيسي قرب مرفأ بريمرهافن (شمال)، إلى «تباطؤ كبير» في حركة المرور. وتدخل هذه الإجراءات في إطار حركة تعبئة واسعة النطاق للمزارعين الألمان الذين يعارضون منذ عدّة أسابيع إصلاح الضرائب على الديزل الزراعي، والذي ينصّ على إلغاء الإعفاء الذي استفاد منه المزارعون، بحلول عام 2026.
حصار باريس
وفي فرنسا، نشرت وزارة الداخلية مركبات مدرعة تحسباً لاحتجاج جماهيري يقوم به المزارعون، وفرضت طوقاً في ضواحي جنوب باريس. وتظهر لقطات مصورة عربات مدرعة وطوقاً للشرطة في منطقة بلدية رونجيس في الضواحي الجنوبية للعاصمة باريس. بعد إعلان مزارعين نيتهم فرض «حصار كامل» على العاصمة الفرنسية. وإغلاق 7 طرق سريعة لمنع دخول أي بضائع إلى المدينة. وسيستمر هذا الأمر لمدة 5 أيام على الأقل.
وأعلن رئيس الحكومة الفرنسية غابرييل أتال، الأحد، أنه يدرس اتخاذ إجراءات «إضافية» لحماية الزراعة في البلاد، وكان أتال قد أعلن إلغاء «الزيادة على وقود الديزل الزراعي غير المستخدم على الطرق»، إضافة إلى تسهيلات إدارية، استجابة لغضب المزارعين. وبذلك، وافق على أحد المطالب الرئيسية للمتظاهرين بإلغاء الزيادة الضريبية على الديزل الزراعي غير المستخدم على الطرق، رغم أنها مسجّلة في موازنة عام 2024 على أن ترفع تدريجاً حتى عام 2030. كما وعد رئيس الحكومة بتيسير الإجراءات الإدارية معلناً «عشرة تدابير تبسيط فورية»، إضافة إلى تدابير أخرى لحماية المزارعين في سياق المفاوضات مع المصنّعين والمتاجر الكبرى، وأخرى لتقديم مساعدات طارئة.
يشار إلى أن احتجاجات المزارعين في فرنسا، اكتسبت زخماً خلال الأسابيع الأخيرة. وقاموا بإغلاق الطرق السريعة الرئيسية، وعرقلوا حركة المرور بواسطة الجرارات وأكوام التبن وأكوام روث الحيوانات. كما قذف المزارعون الغاضبون مبنى المحافظات والمباني الحكومية بالسماد والنفايات.
وغايتهم من ذلك الاعتراف بأهمية أنشطتهم معبرين عن إدانتهم السياسات الحكومية في القطاع الزراعي التي تجعلهم، في نظرهم، غير قادرين على المنافسة. وفي السياق ذاته، يعارض المزارعون استيراد المنتجات الزراعية، والقيود المفروضة على استخدام المياه لأغراض الري، وزيادة كلفة وقود الديزل، فضلاً عن التدابير التقييدية لحماية البيئة والعبء المالي المتزايد على الإنتاج.
تضامن بلجيكي
وفي بلجيكا، بدأ مزارعون موجة احتجاج على الأوضاع الاقتصادية الصعبة، حيث أغلقوا طريقاً سريعاً في جنوب المملكة. وذكرت وسائل إعلام بلجيكية، أن مزارعين أغلقوا طريقاً سريعاً في الجنوب، وانضموا بذلك إلى الحراك الذي أطلقه المزارعون في فرنسا وألمانيا. وأضافت أن نحو 100 آلية زراعية شاركت في الفعالية، وتم إغلاق الطريق السريع، الذي يربط بروكسل وباريس.
ويحتج المزارعون البلجيكيون على انخفاض أسعار المنتجات الزراعية والضرائب وارتفاع أسعار المحروقات، ودعوا إلى إصلاح السياسة الزراعية.
فترة حرجة
تأتي هذه الاحتجاجات في فترة مفاوضات فاشلة بين النقابات والحكومات، وامتدّ الحراك إلى دول أوروبية أخرى، مثل فرنسا وبولندا ورومانيا. وتستهدف هذه التحرّكات خصوصاً الالتزامات البيئية الأوروبية المتزايدة المفروضة على القطاع، والزيادة في كُلَف الإنتاج منذ الحرب في أوكرانيا، والعبء الإداري الذي يقع على عاتق المزارع. (وكالات)
