شكراً.. الإمارات

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

لأن سياسة دولة الإمارات الخارجية تستند إلى مبدأ التعاون والالتزام بميثاق الأمم المتحدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وانتهاجها سياسة خارجية متزنة، وتتماشى مع المسار الاستراتيجي الذي حددته وثيقة «مبادئ الخمسين» التي ترسم المسار الاستراتيجي للدولة، وخصوصاً «الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي»، باعتبار أن هذه الأسس تشكل محركاً أساسياً للسياسة الخارجية، فإن الإمارات في مجرى الصراعات العالمية الحالية، ومن بينها الحرب في أوكرانيا، اتخذت سياسة متوازنة ومعتدلة في إطار سعيها للتوسط بين البلدين الصديقين لوضع حد للمأساة القائمة والخسائر الناجمة عنها.

وفي إطار هذه المساعي نجحت وساطة دولة الإمارات خلال الأسبوع الماضي في تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، «ما يعكس المكانة العالمية للدولة بصفتها شريكاً موثوقاً على المستوى الدولي، لا سيما من جانب روسيا الاتحادية وأوكرانيا»، حيث تم تبادل 195 جندياً روسياً ومثلهم من الجنود الأوكرانيين.

وكانت جهود الوساطة الإماراتية نجحت في مطلع يناير/ كانون الثاني الماضي في إطلاق سراح 248 جندياً روسياً و230 جندياً أوكرانياً.

وتقديراً لهذه الجهود تلقّى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اتصالاً هاتفياً يوم أمس الأول من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكره على نجاح جهود الوساطة بشأن تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، حيث أكد صاحب السمو رئيس الدولة «نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية، وإيجاد الحلول السياسية للنزاعات والصراعات من خلال مواصلة الحوار والدبلوماسية».

كما أصدرت الخارجية الروسية بياناً أعربت فيه عن امتنانها لدولة الإمارات لجهود الوساطة التي بذلتها في تنسيق وتنفيذ عملية التبادل، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا: «نحن ممتنون لدولة الإمارات على جهود الوساطة التي بذلتها».

إن هذا الدور الإماراتي المميز ما كان لينجح لولا السياسة الخارجية الحكيمة والنهج الذي يعكس احترام العالم لدولتنا وقدرتها على تشبيك علاقات متفردة قادرة على خلق مناخات إيجابية تسهّل الحوار وتقيم جسور التعاون وصولاً إلى حل بعض الأمور المستعصية مثل تبادل الأسرى كمقدمة للتسوية السياسية.

إن دولة الإمارات تتبنى في علاقاتها الدولية نهج الانفتاح والسلام والتعايش مع الآخرين، وهو نهج كرّسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث باتت الإمارات رمزاً لقيم الاحترام والسلام وصون الحريات واحترام الآخر، وأصبحت شريكاً أساسياً في المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ونموذجاً يُحتذى به في الالتزام بالمواثيق الدولية ومن بينها ميثاق الأمم المتحدة.

لكل هذا، فإن الرئيس الروسي وغيره من زعماء العالم إذ يشكرون دولة الإمارات وقادتها على دورهم من أجل السلام وخلق بيئة إيجابية للحوار، وتحقيق إنجازات على صعيد العلاقات الدولية، إنما يعبّرون عن عمق محبتهم للإمارات ومحبتها للسلام وتعلّقها بالسلام واحترام الآخرين، باعتبار أن الاحترام حرس الفضيلة القادر على اختراق الحواجز وعبور كل موانع الكراهية والبغضاء.

شكراً للإمارات وقيادتها الرشيدة التي جعلت منها مدرسة للآخرين في كيفية تعلّم قيمة السلام والحوار والاحترام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/4t4fj3pn

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"