مع استقرار الأردن ودعم فلسطين

01:24 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

على هامش العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، بدأت بعض التيارات المشبوهة تحاول الركوب على الأحداث وتجييرها لغايات وأهداف، لا تمت بصلة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أو مساندته ودعمه لوقف هذه الحرب المجنونة وإغاثة اللاجئين والمنكوبين، وما شهده الأردن في الأيام الماضية من دعوات إلى التحريض والتأليب على استقرار المملكة، دليل على أن ألسنة السوء تحاول صناعة فتنة، وخطف الأنظار إلى وجهة أخرى غير دعم فلسطين.

تأكيداً للوقوف مع البلد الشقيق، اطمأن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في اتصال هاتفي من أخيه الملك عبدالله الثاني بن الحسين، على الأوضاع في الأردن، مؤكداً وقوف الإمارات معه، بما يصون أمنه ويحفظ استقراره، ويترجم هذا الموقف الأخوي الحكيم لصاحب السموّ رئيس الدولة، عن أخوة صادقة وحرص أمين على أمن واستقرار الدول الشقيقة، ومن ضمنها الأردن الذي ينخرط مع الإمارات في جهود دبلوماسية وإنسانية مكثفة، لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ومن خلال الجهود الإغاثية بالإسقاطات الجوية للمساعدات الإنسانية، التي بلغت حتى الآن سبع عمليات تضمنت عشرات الأطنان من المساعدات المختلفة التي يحتاج إليها الفلسطينيون في قطاع غزة، لتجاوز هذا الظرف العصيب.

بعض الأطراف المحلية والإقليمية تسعى عبر الاحتجاجات غير البريئة، إلى المزايدة على موقف الأردن إزاء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس. ومن دون مبالغة فإن الموقف الأردني كان دائماً قوياً وصريحاً. ومنذ بدء الحرب على غزة، وما أفرزته من جرائم إسرائيلية، رفعت السلطات الأردنية من سقف المطالبات الموجهة إلى المجتمع الدولي، ومن ضمنه مجلس الأمن، بضرورة اتخاذ قرار ملزم تحت الفصل السابع، لإجبار إسرائيل على وقف «جرائم الحرب المرتكبة في غزة، وعلى إلغاء قرارها إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية»، وفق ما ذكر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مناسبات عدة. ولا شك في أن هذا الموقف لم يكن مجرد كلام أجوف؛ بل هو تعبير عن شعور أردني عميق بأن ما شهدته الحرب على غزة من انتهاكات وفظائع، لا يمكن تحملها والتغاضي عنها، ويجب التصدي لها عبر القنوات الممكنة بعيداً عن المغامرات المتهورة أو السياسات التي تفاقم التصعيد وتنسف كل إمكانات الحل، مع الاعتراف بأن التضحيات جسيمة والظرف دقيق وصعب.

عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة كانت النداءات العربية صادقة في التحذير من المخاطر، والتداعيات المحتلمة على الأمن والاستقرار الإقليميين، فهذا التصعيد، الذي تجاوز كل الخطوط الحمر، يهدد بانزلاقات لا تحمد عقباها، وتستفيد منها الجماعات المتطرفة التي لا تملك أي أجندة غير تخريب المجتمعات وزعزعة استقرارها، وما عاشته العديد من دول المنطقة قبل سنوات قليلة، ضمن ما يسمى «الربيع العربي» ليس ببعيد. فتلك التجربة المريرة لم تحقق شيئاً غير الفوضى وتهديد أسس الدولة الوطنية، كما أنها لم تحرر فلسطين، كما كان يزعم بعض المندسين في تلك الأحداث؛ بل إن النتيجة كانت أسوأ. ولأنها كذلك لا يمكن أن تتكرر وستتجاوز المنطقة هذه المحنة بثبات وسوف تنتصر فلسطين يوماً بإخلاص المخلصين وحكمة النزهاء، وليس بالتحريض على الفوضى وزرع الخراب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxsxzev

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"