ريادة الأعمال بروح الابتكار (2 - 2)

21:36 مساء
قراءة 3 دقائق

حليمة العويس*

إنّ تبنّي التقنيات الناشئة ليس مجرد استراتيجية عمل؛ إنه التزام بالمستقبل. ويمكن للشركات العائلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن تضع نفسها كرائدة في الصناعات التي تعيد تشكيل العالم. ويمكن التغلب على تحديات التردد من خلال مزيج من التعليم، والتخطيط الاستراتيجي، والاستعداد للتكيف. وبينما تشرع هذه الشركات في الرحلة إلى المجهول، فإنها لا تضمن نموها فحسب، بل تساهم في التقدم الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، محلياً وعالمياً. ويبقى المستقبل ملكاً لأولئك الذين يجرؤون على الابتكار.

وبينما تستعد الشركات العائلية لما هو آت، من الضروري أن ندرك أن الجيل القادم من أفراد العائلة سوف يحمل الشعلة. وعلى وجه التحديد، تستعد الفتيات لتولي مسؤولية المساهمة في صنع القرار. ومن أجل زيادة إمكانات قادة المستقبل هؤلاء إلى الحد الأقصى المتاح، لا بد من وضع النساء في طليعة برامج التدريب على إدارة الأعمال، ومواءمة اهتماماتهن مع الأهداف الاستراتيجية للشركة. ومما لا شك فيه أن تمكين المرأة في الشركات العائلية لا يضمن التنوع فحسب، بل يضيف أيضاً منظوراً جديداً وتفكيراً مبتكراً.

إن تمكين الجيل القادم من النساء في الشركات العائلية ليس مجرد مسألة شمولية؛ بل إنها ضرورة استراتيجية. ومن خلال الاعتراف بالمهارات ووجهات النظر الفريدة التي تقدمها النساء، يمكن للشركات العائلية أن تعزز الثقافة التي تثمّن التنوع، وتعزز تكافؤ الفرص. ولا شك في أن توفير برامج الإرشاد والتدريب على القيادة وفرص التواصل المصممة خصيصاً للنساء يمكن أن يساهم في تطورهن المهني. ومن خلال إشراك المرأة بشكل فعال في عمليات صنع القرار الرئيسية، يمكن للشركات العائلية الاستفادة من تفكيرها الابتكاري، وفطنتها الاستراتيجية، ما يضمن مستقبلاً قوياً ومستداماً. ومع صعود هؤلاء النساء المتمكنات إلى أدوار قيادية، فإنهن يساهمن في نجاح الشركة العائلية، ويعملن أيضاً كنماذج ملهمة للأجيال القادمة، ما يؤدي إلى إدامة دورة من التقدم والشمولية.

ريادة الأعمال بروح الابتكار و الشركات الصغيرة

يميز رواد الأعمال الذين يعملون بروح الإبداع والابتكار أنفسهم عن الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تركيزهم على الأسواق الإقليمية، أو العالمية الكبرى. وتهدف شركات التطوير المتكاملة إلى تحقيق نمو مرتفع وعائدات مالية، وغالباً ما تشارك في قطاعات خارج السوق المحلية. وفي حين أن استجابة الإيرادات في الاقتصادات الناشئة قد لا تكون سريعة، كما هي الحال في الشركات الصغيرة والمتوسطة، فإن الوظائف القابلة للتداول التي يتم خلقها، وقاعدة الملكية المتنوعة تساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية. ومن ناحية أخرى، تلعب الشركات الصغيرة والمتوسطة دوراً حاسماً في تشغيل العمالة، وتشجيع الابتكار، حيث تقدم الحكومات حوافز لدعم استدامتها.

ويمكن تصنيف مشهد ريادة الأعمال عموماً، إلى فئتين: رواد الأعمال التقليديين ورجال الأعمال المبتكرين. ويكمن الاختلاف الأساسي بين هاتين الفئتين في مستوى عدم اليقين المرتبط بالأعمال التي يتم إطلاقها. وتعمل مؤسسات الفئة الأولى في الأسواق الحالية بناء على احتمالية تقدير النتائج المجدية، في حين تغامر مؤسسات التطوير المتكاملة بالدخول إلى مناطق مجهولة في أسواق وتقنيات ونماذج أعمال غير معروفة.

وأخيراً يتطلب انتقال الأسواق التقليدية في دولة الإمارات تحولاً نموذجياً نحو ريادة الأعمال القائمة على الابتكار. لذا يجب على الشركات العائلية، باعتبارها قوى الاقتصاد، التغلب على تحدي المبادرة وتبنّي التقنيات الناشئة لتأمين مستقبلها. إن مشاركة الجيل القادم، بخاصة النساء، أمر بالغ الأهمية لضمان الانتقال السلس إلى اقتصاد قائم على المعرفة. ومن خلال فهم الاختلافات بين رواد الأعمال التقليديين والشركات الصغيرة والمتوسطة، يمكن لأصحاب المصلحة اتخاذ قرارات مستنيرة للتنقل في مشهد ريادة الأعمال المتطور. تقف دولة الإمارات على مفترق طرق بين التقاليد والابتكار، ولا شك في أن الخيارات التي يتم اتخاذها اليوم ستشكل مسار اقتصادها المستقبلي.

* نائب رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة الشارقة، عضو مجلس إدارة بنك الاستثمار، الرئيس التنفيذي لشركة سلطان بن علي العويس العقارية

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2bh34y7n

عن الكاتب

نائب رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، عضو مجلس إدارة غرفة تجارة الشارقة، عضو مجلس إدارة بنك الاستثمار، الرئيس التنفيذي لشركة سلطان بن علي العويس العقارية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"