عادي

أمين عام «أوبك»: الإمارات نموذج للتوازن بين النفط والاستدامة

17:01 مساء
قراءة 3 دقائق
الغيص متحدثاً خلال الجلسة
الغيص متحدثاً خلال الجلسة
دبي: أنور داود
أكد هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة الدول المُصدرة للبترول «أوبك»، أن «دولة الإمارات نجحت في تطوير إنتاجها من النفط والغاز، وفي الوقت نفسه، قامت بذلك بطريقة صديقة للبيئة».
وقال خلال جلسة في القمة العالمية للحكومات: «إن الشركات في الإمارات تتعامل مع قضايا المناخ، وبما يتماشى بشكل مع اتفاقية باريس والاتفاقيات والأطر الأخرى، ولكن أيضاً في نفس الوقت تُسهم في توفير أمن الطاقة، وخطط دولة الإمارات للاستثمار لرفع مستوى طاقتها الإنتاجية. وهذا مثال على كيفية القيام بالأمرين وتحقيقهما بنجاح من خلال تحقيق هذا التوازن الدقيق بين التأكد من استخدام الثروة والإيرادات التي تأتي من إنتاج النفط لصالح الأمة والتنمية، ولكن أيضاً لاستخدامها في تطوير أنواع الوقود المستقبلية مثل مصادر الطاقة المتجددة وغيرها».
وأكد الغيص «ضرورة إيجاد هذا التوازن بدلاً من طرح القضية كما لو كان هناك انقسام بين الاثنين. وكلاهما في الواقع متناقضان مع بعضهما».
  • جهود الإمارات في «كوب 28»

وأشاد الغيص بـ «جهود دولة الإمارات ومخرجات مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين»، مشيراً إلى أن «من المهم أيضاً أن نهنئ دولة الإمارات مرة أخرى على ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز الذي تم تحقيقه في مؤتمر «كوب 28» في دبي، ويضم أكثر من 50 شركة نفط وغاز رائدة في العالم، والعديد منها في الواقع شركات نفط وطنية من الدول الأعضاء في أوبك، وهو دليل واضح على النوايا والخطط والمناهج التطلعية للتعامل مع تحولات الطاقة».
واعتبر أنه «لا يوجد تحول واحد للطاقة، فنحن نؤمن إيماناً راسخاً وندافع دائماً عن حق كل دولة في أن يكون لها مسارها الخاص للتحول في الطاقة وفقاً لظروفها الوطنية».
وأضاف: «إن هذا الميثاق يتحدث بوضوح عن خفض انبعاثات الكربون إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، وإنهاء الحرق الروتيني، وخفض انبعاثات غاز الميثان. لذا، من الواضح أن الصناعة تلعب دوراً نشطاً واستباقياً للغاية في الواقع في تقديم المثال»، مشيراً إلى أن «مؤتمر كوب 28، ساهم في إشراك الجميع في هذه المناقشة. وهذا شيء مهم للغاية ونحن نواجه تحديات الطاقة المستقبلية، بينما النفط نعتقد أنه يظل حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية من أجل التنمية المجتمعية والتقدم الذي خلقه وجود النفط على مدى الـ 200 عام الماضية. ومع ذلك، للمضي قدماً، يجب أن يعتمد هذا النهج بشكل أكبر على الحوار الشمولي، وبالتالي فإن مثال «ترويكا» هو دليل واضح على الاستمرارية في النهج والانتقال من مؤتمر أطراف إلى آخر، والتأكد من أن التعهدات تم تنفيذها بالطريقة الصحيحة ونحن نمضي قدماً».
  • تقليل الاعتماد على النفط

وبسؤاله عن الجداول الزمنية التي تعتبر واقعية لتقليل اعتمادنا على النفط بشكل كبير من وجهة نظرك، قال الغيص: «إنه من الصعب التنبؤ بالغيب، لكن من خلال النظر في كيفية توفر النفط ووفرته في جوانب حياتنا اليومية، سواء أتيت على متن طائرة، أو كنت تقود سيارة، أو ملابسنا، كل ما لدينا اليوم هو مشتق من النفط. بالنسبة لنا في أوبك مرة أخرى، فإننا نتبع النهج القائل بأن جميع أشكال الطاقة ستكون مطلوبة. لن يتمكن أي مصدر للطاقة من استبدال أي نوع آخر من أنواع النفط اليوم، حيث يمثل النفط أكثر من 30% من مزيج الطاقة العالمي، وعندما نضيف الغاز إلى ذلك فإننا نتحدث عمّا يقرب من 60% من مزيج الطاقة العالمي. سيظل النفط والغاز عنصرين رئيسيين في مزيج الطاقة، أو مزيج الطاقة الذي يستمر في النمو في السنوات المقبلة حتى عام 2045».
  • ارتفاع الطلب

وأضاف: «نرى ارتفاع الطلب على النفط إلى 116 مليون برميل يومياً بحلول عام 2045. ويتطلب ذلك استثمارات كبيرة في النفط في حدود 14 تريليون دولار. وهذا يزيد على 600 مليار دولار سنوياً. وهذا لسببين. لا يمكن فصل نظام الطاقة الحالي بين عشية وضحاها. ويتعين علينا أن نتعامل مع تحولات الطاقة بواقعية. مع الأخذ في الاعتبار أن 30% من مزيج الطاقة هذا يعدّ هائلاً. ليس من السهل استبداله بين عشية وضحاها. اليوم، عندما نتحدث أو نحن هنا للحديث عن ذروة الطلب على النفط، إن الأمر أشبه بمناقشة لعبة محصلتها صفر، وهي أن أحد أشكال الطاقة سيحلّ ببساطة محل الآخر بين عشية وضحاها، أو أن مصادر الطاقة المتجددة موجودة للتنافس مع النفط. ونحن نعتقد أن هذا غير صحيح تماماً».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/nhb83z2v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"