عادي

اللؤلؤ.. تراث ملهم في تشكيلات المجوهرات

20:04 مساء
قراءة 4 دقائق

اقترن اسم قطر، كمعظم دول الخليج، باللؤلؤ منذ القدم، ويفاخر أبرز خبراء المجوهرات فيها بتصاميمهم حين يدمجون فيها هذه الجوهرة النفيسة ويُخلدون من خلالها التراث العريق وثقافة طالما ارتبطت بصيد اللؤلؤ الذي كان ذات يوم الركيزة الرئيسية لاقتصاد البلاد.

وفي كل عام، وخلال معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، تتجلى اللآلئ، فتخطف الأبصار ضمن مجموعات وتشكيلات براقة يقدمها أبرع صائغي المجوهرات.

يعود تاريخ مهنة الغوص وتجارة اللؤلؤ في قطر إلى عام 4600 قبل الميلاد. ونظراً لأن قطر تتوسط ساحل الخليج العربي، كانت مياهها الساحلية تزخر دائماً بالمحار، وخصوصاً محار اللآلئ الثمينة، وهي تتميز أيضاً بموقع مثالي للغوص بحثاً عن اللؤلؤ. كان لهذه الجوهرة الثمينة أثرٌ كبير على ثقافة قطر وتاريخها واقتصادها وعلاقاتها مع بلدان ومناطق العالم الأخرى.

واليوم، وبينما تسعى قطر إلى تنويع مواردها الاقتصادية بعيداً عن النفط والغاز، يظل تاريخ الغوص بحثاً عن اللؤلؤ رمزاً حياً للصمود والارتباط الدائم بين الشعب القطري والبحر. وفي إطار الالتزام بالحفاظ على تراث اللؤلؤ وكل ما يمثله في تاريخ قطر، لا تقتصر رؤية المجوهرات على معرض الدوحة فحسب، بل نراها أيضاً حاضرة في جميع أنحاء البلاد بما في ذلك «نُصب اللؤلؤة» الذي يعتبر أحد أهم معالم الدوحة على الكورنيش، وجزيرة اللؤلؤة، وسوقا واقف والوكرة، ومتحف قطر الوطني وغيرها من الأماكن.

أقيمت فعاليات معرض الدوحة للمجوهرات والساعات 2024 في نسخته ال 20 خلال الفترة من 5 إلى 11 فبراير/شباط في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.

المعرض الذي تنظمه قطر للسياحة ويستقطب في كل عام أكثر من 500 علامة تجارية تنتمي للعديد من بلدان العالم، قدم احتفالاً بنسخته مجموعة فاخرة من أرقى المجوهرات والساعات في العالم. ومن بين القطع الشهيرة التي عرضها هذا العام، زوج من الماس المستدير اللامع، وهو الأكبر في العالم، وقيمته تقدر بحوالي 100 مليون دولار، وحجم كل ماسة يتجاوز 100 قيراط. ويتميز هذا الزوج بحجمه ونقاوته وجودته العالية. مصدر هذا الماس منجم في بوتسوانا، وصنع بمهارة في مختبر «إتش بي» لفحص المعادن في مدينة أنتويرب في بلجيكا على مدار ثلاث سنوات. يعتبر هذا الماس تحفة تاريخية في صناعة الماس وأكبر زوج منه في العالم.

وحظى رواد نسخة هذا العام من المعرض بفرصة مشاهدة مجموعتين مميزتين، إذ أطلقت مجوهرات «تيفاني آند كو» للمرة الأولى مجموعة «طائر فوق لؤلؤة» التي يعود تصميمها في الأصل لمصمم المجوهرات الفرنسي الشهير جان شلمبرجير في عام 5196. ويظهر خلال المجموعة طائر مميز يتزين بالألماس فيما يقف على حجر كريم من أندر لآلئ الخليج في العالم. وحصلت الدار على هذه اللآلئ الفريدة والبراقة من مجموعة حسين الفردان الخاصة. ويُخلد التصميم شغف جان شلمبرجير بالطبيعة، إذ تتكون كل لؤلؤة من لوحة ألوان فريدة متدرجة تمثل الفصول الأربعة. وتتألف إحدى أكثر القطع روعة ضمن هذه المجموعة وهي «طيور فوق قلادة من اللؤلؤ»، من أكثر من 325 قيراطاً من لآلئ المياه المالحة الطبيعية مع خمس مجسمات من الطيور.

وقدمت بولغري «القلادة الراقية» المصنوعة من البلاتين، والتي تضم حجر سبينل مقطوعاً على شكل وسادة، وهو رابع أكبر حجر في العالم من حيث حجم القيراط، وأربع ألماسات مربعة و27 خرزة من الزمرد، و36 ألماسة فاخرة، و69 مستديرة الشكل، وألماسات مرصعة. وتمثل القلادة رمزاً للتفرد والأنوثة واستغرق العمل عليها 1400 ساعة.

وفي السنوات الأخيرة، أصبح معرض الدوحة للمجوهرات والساعات يتعاون مع مؤسسة «التعليم فوق الجميع» في إطار دعم المبادرات المجتمعية. وتهدف المؤسسة إلى حماية ودعم وتعزيز الحق في التعليم للأطفال في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال مبادرة «علّم طفلاً»،وتتعاون في ذلك مع أشهر علامات المجوهرات.

أضحى جناح المصممين القطريين مكوناً رئيسياً ضمن المعرض، للكشف عن التصاميم الإبداعية والبراعة الاستثنائية التي قدمتها عشر مواهب. وقدم الجناح بمعروضاته الحصرية مجموعات من القطع المميزة التي تجسد جوهر الفلسفة والأساليب الفريدة التي ينتهجها كل مصمم في صنعته وإبداعه. وجمع الجناح الذي جاء ظهوره الأول في النسخة ال14 من عام 2017، المواهب القطرية جنباً إلى جنب مع كبرى العلامات الرائدة في عالم المجوهرات والساعات في قطر والعالم.

وشهد الجناح مشاركة بارزة للعلامات الخاصة بالمصممن القطريين التي تضم: الغلا، و «دي تروف»، «غند»، و«الدانة»، و«H»، و«جناح كلثم»، و«مداد»، و«نوف»، و«ثمين»، و «تريفوجليو».

وقال سعد بن علي الخرجي، رئيس قطر للسياحة: «سررنا بتنظيم النسخة العشرين من معرض الدوحة للمجوهرات والساعات تحت رعاية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية. ولا يزال المعرض يسجل حضوره عنواناً للفخامة والرقي على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية على مدى عقدين. و استمرارية نجاح المعرض ينسجم مع الزخم السياحي الذي تحققه قطر. وفي كل مساعينا نضع دعم الشباب القطري على رأس أولوياتنا، ويأتي ذلك أيضاً بدعم من رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية،ما يدل على اهتمام الدولة برعاية وتنمية المواهب القطرية في هذا المجال. لذلك تم اطلاق مبادرة طموحة لتشجيع المصممين القطريين في المعرض قبل سنوات، وأصبحت الآن جناحاً كاملاً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/5n7tp452

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"