إعداد: مصطفى الزعبي
«اليقظة المفرطة» حالة متقدمة من حالات الحساسية المقترنة مع كثافة مبالغ فيها للسلوكات التي تهدف إلى اكتشاف التهديدات، كما تقترن اليقظة المفرطة كذلك بحالة من القلق المتزايد، والتي تسبب الإرهاق.
وعلى الرغم من أن اليقظة المفرطة ليست تشخيصاً، إلا أنها عرض يمكن أن يظهر كجزء من مجموعة متنوعة من حالات الصحة العقلية الأخرى، وترتبط اليقظة المفرطة بالقلق، وعندما تشعر بشكل خاص بالحذر، أو التوتر، أو القلق بشأن موقف ما، أو حدث ما، فقد تواجه مستوى مرتفعاً من الوعي، أو الإثارة وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
وغالباً ما تكون اليقظة المفرطة، الحالة المرتفعة للتقييم المستمر للتهديدات المحتملة من حولك، نتيجة لصدمة، ويمكن للأشخاص الذين شاركوا في القتال، أو نجوا من سوء المعاملة، أو الذين يعانون اضطراباً ما بعد الصدمة، أن يظهروا يقظة مفرطة.
ويمكن أن يحدث اضطراب ما بعد الصدمة بسبب مجموعة واسعة من الحوادث: العيش في حدث خطر، التعرض لإصابة خطرة، أو مخيفة، رؤية شخص آخر يتأذى بشدة، أو يموت، الشعور بالرعب، أو الخوف الشديد، التعرض لصدمة من أي نوع، وعدم الحصول على الدعم بعد ذلك العيش، من خلال خسائر أو صدمات متعددة متتالية، وفي بعض الأحيان، يكون فرط اليقظة أحد أعراض حالة الصحة العقلية، بما في ذلك القلق، أو الفصام، وعندما تمر بظروف تتضمن أعراض الخوف، أو التجنب، أو ردود فعل الضغط الشديد، تشعر بخوف غير عقلاني، أو مبالغ فيه بشأن موقف، أو حدث ما، ويمكن أن يؤدي هذا الخوف إلى زيادة وعي الجهاز العصبي، أو بحثه عن التهديدات التي تهدد سلامة الشخص.
الأعراض
اليقظة المفرطة أحد أعراض حالة نفسية، أو عقلية، ولكن من الممكن أن تكون لها أعراض جسدية أيضاً، هذه التغييرات يمكن أن تسبب إزعاجاً حقيقياً واضطراباً في حياة المريض. وأظهرت الأبحاث أن بعض الأعراض الأكثر شيوعاً لليقظة المفرطة تشمل: التركيز على التهديدات المحتملة (الأشخاص الخطرين، الحيوانات، أو المواقف)، زيادة منعكس الإجفال (أكثر عرضة للقفز أو التعرض للأصوات المفاجئة)، اتساع حدقة العين، وارتفاع معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، والتجنب السلوكي (الوسواسي) لمواقف معينة، المبالغة في تقدير التهديدات، أو المخاطر.
ويمكن للأطفال الذين تعرضوا لأحداث مؤلمة، مثل إساءة معاملة الأطفال، أو الإهمال، أو الكوارث الطبيعية، أو الحروب، أن تظهر عليهم علامات اليقظة المفرطة أيضاً، ولا تزال أدمغتهم النامية تتعلم كيفية تقييم المواقف، وتكوين العلاقات المناسبة، والصدمة الشديدة يمكن أن تعطل هذه العملية.
آثار اليقظة المفرطة
لليقظة المفرطة تأثير خطر في السلوك ونوعية الحياة. ويواجه الشخص المصاب صعوبة في النوم، أو الاسترخاء، وما يزيد من سوء الشعور بالقلق قد تشعر بأنك «على حافة الهاوية»، أو تصاب بنوبات من الغضب.
وإذا كانت لدى الشخص مشاعر فرط اليقظة، يجب تغيير سلوكه بسبب ما يشعر به، وقد يكون من الصعب التركيز أو التحدث مع الآخرين، وتريد الابتعاد عن الأحداث الكبيرة الصاخبة.
وقد تؤدي اليقظة المفرطة إلى الشعور بالشك تجاه الأشخاص الموجودين في حياة الشخص المصاب، ويمكن أن تصل حتى إلى حالة من جنون العظمة، ويمكن أن تقود اليقظة المفرطة إلى الكارثة، أو الاعتقاد بأن أسوأ شيء ممكن على وشك الحدوث.
إدارة اليقظة المفرطة
هذا الإحساس المتزايد بالإدراك، الناتج عن الخوف أو القلق، يمكن أن يسبب ضغطاً على العلاقات، ويؤثر في القدرة على الذهاب إلى العمل، أو المدرسة، ولكن هناك طرق يمكنك من خلالها إدارة هذه الأعراض.
وهناك عدة طرق لإدارة القلق الشديد، أو مشاعر اليقظة المفرطة في الوقت الحالي، وعلى أساس يومي، ويوصي الخبراء بما يلي:
1 - أخذ قسط من الراحة، ويفضل أن يجرب الأشخاص اليوغا، أو تمارين التمدد اللطيفة، أو التأمل.
2 - أخذ نفس عميقا من ثم شهيق ببطء، ثم حبسه لمدة قصيرة، ثم الزفير.
3 - العد إلى 10أو 20 ببطء شديد، مع أخذ نفس عميق.
4 - ممارسة التمارين الرياضية تساعد الحركة على الصحة الجسدية والعقلية.
5 - التحدث إلى صديق موثوق، أو أحد أفراد العائلة يعرف ما تشعر به.
6 - إذا كنت تعاني فرط اليقظة، أو أعراض الصحة العقلية الأخرى التي تواجه صعوبة في التعامل معها، فمن الأفضل التواصل مع أخصائي الصحة العقلية، ويتمتع هؤلاء الأفراد المدربون تدريباً عالياً بثروة من الخبرة، ويمكنهم مساعدتك في التغلب على التحديات الفريدة لموقفك.
