عادي

انتصار روسي في الشرق.. الجيش الأوكراني ينسحب من أفدييفكا

09:59 صباحا
قراءة 3 دقائق
كييف - أ ف ب
اضطر الجيش الأوكراني إلى الانسحاب من مدينة أفدييفكا شرقي البلاد السبت، ما يمنح روسيا أكبر انتصار رمزي لها بعد فشل الهجوم المضاد الذي شنته كييف الصيف الماضي.
وأعلن قائد المنطقة الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي عبر تيليغرام السبت أنه «وفقاً للأمر الذي تلقيناه، انسحبنا من أفدييفكا إلى مواقع معدة مسبقاً».
واضطرت أوكرانيا إلى التخلي عن مدينة أفدييفكا مركز القتال العنيف شرقي البلاد التي باتت مدمرة إلى حد كبير، في خضم نقص متزايد في الموارد، وعرقلة المساعدات العسكرية الأمريكية، في حين عززت روسيا قواتها بمزيد من العناصر والذخيرة للسيطرة على أفدييفكا قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لبدء الحرب على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
وأضاف تارنافسكي: «في الحالة التي يتقدم فيها العدو عبر السير فوق جثث جنوده ولديه قذائف أكثر بعشر مرات، فإن هذا هو القرار الصحيح الوحيد»، مؤكداً أن القوات الأوكرانية تجنبت بالتالي تطويقاً قرب هذه المدينة الصناعية المدمرة إلى حد كبير.
ويعد هذا أول قرار رئيسي يتخذه القائد الأعلى الجديد للجيوش الأوكرانية أولكسندر سيرسكي، بعد تعيينه في هذا المنصب في 8 شباط/فبراير، وبرر ذلك بالرغبة في الحفاظ على حياة جنوده.
وكتب سيرسكي على فيسبوك: «قررت سحب وحداتنا من المدينة والتحول إلى الدفاع على خطوط أكثر ملاءمة، أدى جنودنا واجبهم العسكري بكرامة وفعلوا كل ما هو ممكن لتدمير أفضل الوحدات العسكرية الروسية وألحقوا خسائر كبيرة بالعدو».
وقبل إعلان الانسحاب من المدينة رسمياً، أقر تارنافسكي بأن العديد من الجنود الأوكرانيين قد أسِروا بأيدي القوات الروسية التي لديها فائض من حيث القوة البشرية والمدفعية والطيران.
وأفدييفكا التي كان عدد سكانها يبلغ نحو 34 ألف نسمة قبل الحرب الروسية في شباط/فبراير 2022، لها قيمة رمزية مهمة، وباتت المدينة مدمرة إلى حد كبير، لكن لا يزال هناك نحو 900 مدني فيها، وفق السلطات المحلية، وتأمل موسكو بأن تؤدي السيطرة عليها إلى جعل القصف الأوكراني لدونيتسك أكثر صعوبة.
وقالت كييف، إن الجيش الروسي يكثف هجماته على الرغم من خسائره البشرية الثقيلة منذ تشرين الأول/أكتوبر، وهو وضع يذكر بمعركة مدينة باخموت التي سيطرت عليها موسكو في أيار/مايو 2023 بعد عشرة أشهر من القتال الذي كلفها عشرات آلاف القتلى والجرحى.
وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس، بذل كل ما هو ممكن لإنقاذ قواته على الجبهة الشرقية، لا سيما في أفدييفكا، مركز القتال، بعدما وصف كل من الجيش الأوكراني والإدارة الأمريكية الوضع بأنه حرج.
وبعد فشل الهجوم المضاد الكبير الذي شنته أوكرانيا في الصيف، صار الروس المبادرين بالهجوم على الجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في تجديد قواته ويفتقر إلى الذخائر.
ولأفدييفكا قيمة رمزية مهمة، فقد سقطت فترة وجيزة في عام 2014 في أيدي الانفصاليين المدعومين من موسكو، قبل أن تعود إلى سيطرة كييف، فضلاً عن قربها من مدينة دونيتسك معقل أنصار روسيا منذ عشر سنوات.
قبل أيام من الذكرى السنوية الثانية لبدء الهجوم الروسي، تواجه أوكرانيا تحديات عدة، منها هجمات القوات الروسية، وتعثر المساعدات العسكرية الأمريكية، ونقص المقاتلين والأسلحة والذخائر.
في المقابل، تعتد روسيا بنشر 600 ألف عسكري على الجبهة، وباقتصادها المكرس بالكامل للمجهود الحربي الذي فشلت العقوبات الغربية في إخراجه عن مساره.
ويأتي الانسحاب من أفدييفكا في وقت يجري زيلينسكي جولة أوروبية، وقال من برلين إنه على اتصال دائم بالقيادة العسكرية التي ذكر أن مهمتها الرئيسية تتمثل في الحفاظ على حياة الجنود وتقليل الخسائر.
ووقّع زيلينسكي اتفاقات أمنية ثنائية الجمعة في برلين، ثم في باريس للحصول على مساعدات طويلة الأجل من ألمانيا وفرنسا لبلاده، مع تعهدات بتقديم دعم عسكري بنحو عشرة مليارات دولار خلال عام 2024.
وسط هذه التطورات، أكدت السلطات الروسية، أنها أحبطت هجمات عدة بطائرات بلا طيار أوكرانية ليل الجمعة/السبت.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2s4braya

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"