إذا كنت مديراً بالفعل أو تطمح لأن تكون مديراً ناجحاً، فأنت بحاجة إلى إتقان فن القيادة الفعالة. والخبر السعيد هو أن القيادة مهارة يمكن لأي شخص اكتسابها، طالما تعلم أساسياتها، وتجنب الوقوع في أخطائها.
كما أن هناك أفعالاً تزيد من نجاحك في الإدارة، فهناك أفعال تقوّض من مساعيك لتحقيق إدارة ناجحة، نذكر بعضاً منها في مقالنا هذا، حتى تتجنب القيام بها.
يعمد بعض المديرين إلى السخرية من الموظفين، وإطلاق النكات عليهم أمام العملاء والزوار والغرباء أو حتى فيما بينهم. ربما تعتقد أنك تمزح وتضفي جواً من الفكاهة، لكن ضيوفك لن يشعروا سوى أنك تقلل من احترام موظفيك. لا ينبغي أن يكون موظفوك مادة فكاهية لإسعاد الزائر أو التخفيف من حالته المزاجية. ولا تنسَ بأن مثل هذه التصرفات أيضاً تقلل من احترام موظفيك لك، هذا لا يعني أن تكون جاداً طوال الوقت، فالمدير المتجهم أو دائم الجدية منفّر. لكن عليك التفريق بين السخرية والمزاح اللطيف الذي لا ينطوي على أي إهانة أو تجريح للموظفين تحت إشرافك.
في الحديث عن الموارد والمكافآت يقوم بعض المديرين بتوزيعها بشكل تعسفي. إن من أهم سمات القائد الناجح هي الإنصاف والعدل في التعامل مع جميع الموظفين. فأي شخص تهمله من فريق العمل أو تفضل آخر عليه، سيشعر بالدونية مما سيفقده الحماسة للعمل. فاحرص على معاملة موظفيك بمساواة وإنصاف.
من التصرفات السيئة تجاه الموظفين أيضاً، هو تفويض أسوأ المهام لهم، الأمر الذي يفقدهم الاحترام تجاهك مع الوقت، ويسحق أي رغبة لديهم بالإنجاز. إذا أردت إلهام موظفيك على الدوام، فعليك أن تكلفهم بمهام تستحث التحدي والحماسة بداخلهم. فلا تستأثر بالمهام العظيمة لنفسك، بل فوض بعضاً منها إلى موظفيك، لأن القيادة الحقيقية هي مزيج من الثقة والتواضع والمساعدة على النمو.
من الأمور التي لا يوليها كثير من المديرين اهتمامهم، هي النميمة والتنمّر في مقر العمل. إن الموظفين بشكل عام يتطلعون دوماً إلى بيئة عمل آمنة يسودها الاحترام والمودة. إذا كان هناك من يسيء التصرف بالتحدث السيئ عن الزملاء والتنمّر عليهم، فمن واجبك إيقافه عند حدّه مباشرة. حتى تكون قائداً فعالاً، يجب ألا تتسامح إطلاقاً مع النميمة أو التنمّر على أي شخص داخل جهة العمل، وتجعل جميع الموظفين يدركون أن أي تصرف مخالف سيؤدي إلى عواقب كبيرة.
عندما تتجنب مثل هذه التصرفات السلبية في الإدارة، فإنك ستجد أن حضورك في العمل صار أكثر قوة وأهمية. فلا شيء يسعد الموظف أكثر من مدير عادل، يعامل الكل باحترام، ويحرص على تقدمهم، ويعتبرهم على نفس السوية.
