أسقطت البحرية الألمانية للمرة الأولى طائرتين مسيرتين لجماعة الحوثي باليمن، في إطار مشاركتها ضمن المهمة العسكرية للاتحاد الأوروبي بالبحر الأحمر، بعدما قالت القوات الأمريكية إنها أسقطت خمس مسيرات، فيما حذرت بريطانيا من كارثة بيئية إذا غرقت سفينتها «روبيمار» المهجورة في خليج عدن، منذ إصابتها بهجوم حوثي يوم 18 فبراير/الجاري، في حين قالت الحكومة اليمنية إنها بصدد القيام بترتيبات ل«سحب آمن» للسفينة.
وأفادت الوكالة الألمانية للأنباء، أمس الأربعاء، أن الفرقاطة «هسن» أسقطت طائرتين مسيرتين لجماعة الحوثي ليل الثلاثاء/ الأربعاء، مشيرة إلى أن العملية هي أول استخدام للأسلحة الحية من قبل البحرية الألمانية. وأشارت إلى أن الطريق الذي يمر عبر البحر الأحمر، وقناة السويس يعد «أحد أهم طرق التجارة العالمية».
وفي وقت سابق من فبراير/ شباط الحالي، أطلق الاتحاد الأوروبي مهمة بحرية أوروبية باسم «أسبيدس» لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر من هجمات جماعة الحوثي اليمنية.
وأشار بيان للاتحاد الأوروبي، حينها، إلى أن العمليات تشمل مضيقي باب المندب وهرمز والمياه الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عمان والخليج العربي.
في الأثناء، قالت القيادة المركزية الأمريكية، أمس الأربعاء، إن مقاتلة أمريكية وسفينة أسقطتا خمس طائرات مسيرة للحوثيين في البحر الأحمر. وأضافت القيادة، عبر منصة «إكس»، أن المسيرات انطلقت من مناطق سيطرة جماعة الحوثي في اليمن.
وكان جورج ويكوف قائد الأسطول الخامس الأمريكي قال يوم الاثنين الماضي، إن الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة على الحوثيين في اليمن المستمرة منذ أكثر من شهر لم تردعهم، وعبر عن أمله في أن تؤدي الجهود الدبلوماسية إلى وقف هجماتهم على السفن بالبحرين الأحمر والعربي.
وأقر ويكوف، في مقابلة مع موقع المونيتور، بصعوبة التأكد من نجاح محاولات إضعاف الحوثيين، وقال: «من الصعب القول إننا نجحنا في إضعاف قدرات الحوثيين.. لكننا بالتأكيد غيرنا طريقة عملهم».
في سياق متصل، شكك أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، الثلاثاء، باستراتيجية الرئيس جو بايدن في التعامل مع هجمات الحوثيين على السفن التجارية، وأكدوا أنه يجب عليه الحصول على تفويض للعمل العسكري المستمر ضد الجماعة المتمركزة في اليمن. وتنفذ الولايات المتحدة ضربات شبه يومية على الحوثيين الذين يسيطرون على المناطق الأكثر كثافة سكانية في اليمن. ويقول الحوثيون إن هجماتهم على السفن تأتي تضامناً مع الفلسطينيين الذين تشن إسرائيل عليهم حرباً في غزة.
ولم تفلح الضربات حتى الآن في وقف هجمات الحوثيين التي أشاعت الاضطراب في التجارة العالمية وزادت كلفة الشحن. وقال السيناتور الديمقراطي تيم كين، خلال جلسة استماع بالكونغرس مع مسؤولي البنتاغون ووزارة الخارجية، إنّ لديه مخاوف جدية بشأن السلطة القانونية التي كانت إدارة بايدن تعتمد عليها في الضربات وكذلك تأثيرها. وقال كين «عند السعي لإرساء الردع، لا أعتقد أنك ستفعل ذلك إذا أصبحت الضربات المئتين 400 ضربة، أو 800، أو 1200 ضربة».
على صعيد آخر، حذرت بريطانيا، أمس الأربعاء، من كارثة بيئية جراء هجوم جماعة الحوثي على سفينتها التي باتت عالقة بالبحر الأحمر.
وقالت السفارة البريطانية لدى اليمن، في حسابها على منصة «إكس»، إنه «على الرغم من الجهود الدولية لعدة سنوات لتجنب حدوث أزمة سفينة صافر، يهدد الحوثيون بكارثة أخرى بالهجوم المتهور على السفينة إم في روبيماير». وأشارت السفارة إلى أن «السفينة الآن معرضة لخطر التسرب في البحر الأحمر»، مشددة على أنه «يجب على الحوثيين وقف هجماتهم العشوائية».
(وكالات )
