عادي

أفشين إسماعيلي: شاهدت أقربائي وأصدقائي يموتون أمامي

20:16 مساء
قراءة 3 دقائق
أفشين إسماعيلي
معرض المصور أفشين إسماعيلي ضمن فعاليات اكسبوجر»
أفشين إسماعيلي
أفشين إسماعيلي
معرض المصور أفشين إسماعيلي ضمن فعاليات أكسبوجر»
معرض المصور أفشين إسماعيلي ضمن فعاليات أكسبوجر»

أكد أفشين إسماعيلي، المصور النرويجي المتخصص في تصوير الحروب والنزاعات أن الصورة سلاح ذو حدين؛ إذا نشرها المصور يتم اتهامه بالمتاجرة بمعاناة الآخرين، وإذا لم ينشرها يتم اتهامه بإخفاء الحقيقة عن العالم، لافتاً إلى أن بعض الوسائل الإعلامية لا ترغب في إظهار الحقيقة، مشيراً إلى أحداث الحرب في غزة، حيث فقد أكثر من 30 ألف شخص حياتهم، ومنهم 120 زميلاً من الصحفيين والمصورين، وتتجنب الكثير من الصحف عرض تلك الحقائق الصادمة.

جاء ذلك في خطاب ملهم بعنوان «توثيق النزاعات: التعامل مع المعضلات الأخلاقية في التصوير الصحفي»، في اليوم الأخير من أيام المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر»، حيث استعرض أفشين إسماعيلي مجموعة من الصور لتغطيته الحروب والنزاعات في العراق وسوريا وأفغانستان وأوكرانيا وفلسطين.

وقال إسماعيلي: «عندما كنت في كابول، شاهدت عائلة تبيع ابنها مقابل 250 دولاراً لإطعام أفراد العائلة، كما تنتشر تجارة الأعضاء بشكل يصعب تخيله، ففي إحدى القرى الأفغانية باع 90% من إجمالي سكان القرية إحدى كليتيهم، وسمعت قصصاً عن أشخاص ضحوا بحياتهم وباعوا قلوبهم مقابل 2000 دولار لإنقاذ عائلاتهم، وهذه القصص لا أحد يعرفها، ولهذا يجب أن يسمعها العالم ويراها».

وقال أفشين إسماعيلي: «شاهدت أقربائي وأصدقائي يموتون أمام عيني بسبب الحرب، وأعتقد بأن هناك قوة في داخلي تدفعني لرواية هذه القصص التي لم يسمعها أحد، فأصبحت مصوراً صحفياً متخصصاً في تغطية الحروب والنزاعات المسلحة، وبعد أكثر من 20 عاماً أشعر أحياناً برغبة كبيرة في التوقف لأن الحروب مستمرة وتتكرر الفظائع وتعود مرة بعد أخرى، ولم أستطع إحداث التغيير الذي أحلم به من خلال الصور، لكني أقف أمام معضلة أخلاقية؛ وأتساءل: إذا لم أقم بهذا العمل، من سيقوم به؟ ولهذا أواصل عملي حتى الآن».

وأشار إسماعيلي إلى أن المهمة الأساسية للمصور الصحفي إضفاء الطابع الإنساني على ضحايا الحرب والأشخاص المتأثرين بها، ومحاولة المحافظة على الموضوعية قدر الإمكان، وعدم التأثر بالقصص التي يعيشها المصورون والأشخاص الذين يلتقون بهم ويرونهم، لأن هذه التجارب تترك أثراً كبيراً على القدرات الجسدية والنفسية والعاطفية والانفعالية لمصور الحروب.

وتابع: «أحياناً نصاب بالإحباط لأن دائرة الحرب تشكل حلقة مغلقة لا تنتهي من المعاناة والدمار والمآسي الإنسانية، والفرق الوحيد بين حرب وأخرى هو الموقع الجغرافي وجنسية الضحايا الذين تخطف آلة الحرب أحلامهم وذاكرتهم وأرواحهم، وللأسف معظم هؤلاء الضحايا هم من الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء».

وأشار المصور الفائز بجائزة «أوسيتسكي» لحرية التعبير لعام 2019، تقديراً لتفانيه في توثيق مواضيع معقدة وحسّاسة، إلى أهمية التوازن بين توثيق ونقل الحقيقة من جهة، والحفاظ على خصوصية ضحايا الحروب وكرامتهم، وضرورة تحمّل المسؤولية الأخلاقية والتمسك بالأمل في مواجهة التحديات التي لا تنتهي، الأمل بإيقاف الحرب وإنهاء معاناة الملايين بما في مصلحة الإنسانية بأكملها.

وأكد أن ظهور الإنترنت وسرعة التواصل وطوفان الصور التي يتم التقاطها يومياً أضعف أهمية الصور وقيمتها، لأن مدى انتباه الأشخاص بدأ يضعف، لا سيما الشباب غير المهتمين برؤية ما يحدث في الحروب، وأعرب عن أمله أن ينظر الناس إلى الصور بطريقة إيجابية، وأن يؤمنوا بأنهم قادرون على التأثير في مجتمعاتهم وفي إحداث التغيير الإيجابي المنشود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/59cd3ht7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"