اطلع سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، الجمعة، على مسيرة الشاب المبدع عبد الله عيسى لطفي، وقال عنه: إنه من أصحاب الهمم المصابين بالتوحد، وهو فنان مجتهد وشغوف، استطاع عبر إيمانه بموهبته ومهاراته أن يخلق قصة نجاح رائعة، وأن يكون «مصدر إلهام» للجميع في الإمارات ودبي.
ولد الشاب الإماراتي عبد الله لطفي، يعاني اضطرابات «طيف التوحد»، ولم تكتشف أسرته إلا وهو في الرابعة من العمر، فبدأت علاجه من خلال برنامج علاجي خاص بالتعاون مع الأطباء والمتخصصين، لم يكن عبد الله طفلاً عادياً، فقد كان من بين مواهبه الشغف منذ نعومة أظافره بالرسم والتلوين بالأبيض والأسود، وبعد تعلم وتدريب أكثر من 25 عاماً، أصبح عبد الله رساماً، على رأس الموهوبين في مركز مواهب بدبي.
اختار عبد الله (30 عاماً) طريق العزيمة والإصرار لتطوير قدراته ومهاراته، فلم يكتف بفن الرسم فحسب، بل أصبح لاعب بولينغ في المنتخب الوطني للأولمبياد الخاص، وحصل على ميدالية برونزية في «البولينج الزوجي» ضمن فعاليات دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص في أبوظبي 2020.
تولى عبد الله لطفي ابتكار مشروع فني يستعرض مجموعة من أبرز أحداث العقود الخمسة الماضية في دولة الإمارات، تجلى ذلك في تحفته الفنية التي تعرض في مطار دبي، والتي نال من خلالها لقب «العالمي»؛ حيث يراها ملايين المسافرين حول العالم، ويتوقفون أمامها طويلاً ما بين التأمل والإعجاب بمهارة الفنان الذي نقش بريشته تلك الأعجوبة.
تتميز رسومات الفنان الإماراتي الشاب باللونين الأبيض والأسود، وتجسيد المناظر الطبيعية وجوانب الحياة اليومية في الإمارات، حاملاً بين أنامله رسالة قوية ورؤية ثقافية خاصة، نابعة من ظروف خاصة مر بها وعبر منها إلى النجومية والتميز، ويتجنب عبد الله الألوان، لأنها تحمل إليه الكثير من التوتر، وإضعاف التركيز خلال الرسم، وتشتيت الانتباه إلى الاهتمام بتوزيع الألوان وليس العمل نفسه.
شارك عبد الله في العديد من المعارض التي تم بيع لوحاته فيها بالكامل، كما تم تكليفه بالكثير من الأعمال للعديد من الفنادق والبنوك، ومطار دبي الدولي، حيث يرى ملايين المسافرين إبداعاته الفنية، كما نفذ أعمالاً لمتاجر البيع بالتجزئة التابعة لشركة ماجد الفطيم، كما رسم كتاب تلوين للأطفال بالتنسيق مع سفارة الإمارات في واشنطن، بالإضافة إلى ذلك، يقدم ورش عمل الرسم السريع والعروض التوضيحية للمدارس والجهات الأخرى، ويواصل تطوير قدراته على الصعيدين الفني والشخصي كفنان موهوب، كما يواصل تعليم زملائه، استخدام أساليب وسائط متنوعة، ويعمل على زيادة الوعي والاهتمام بالفنون بين أصحاب الهمم.
كما شارك في المعرض الفردي الثاني المكون من 116 لوحة فنية في غاليري كوادرو بدبي، ومعارض أخرى في مركز دبي المالي العالمي، كما رسم لوحة مثيرة للدهشة، أبعادها 2× 2 متر، عرضت في معرض «إكسبو 2020 دبي»، تبدو وكأنها صورة فوتوغرافية تم التقاطها من طائرة من دون طيار، بدرجة عالية من الاحترافية.
