عادي
25 كارثة من حرائق «ماوي» إلى إعصار إداليا

لا مكان بمنأى عن تغير المناخ في أمريكا

23:33 مساء
قراءة 4 دقائق
حريق غابات سيرا الوطنية في كاليفورنيا (أ.ب)
إعداد: خنساء الزبير

قبيل انعقاد مؤتمر المناخ العالمي COP28 في دبي أواخر العام 2023، صدر تقرير بالولايات المتحدة منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني يحذر من أن الفيضانات وموجات الحر والعواصف والحرائق التي يغذيها الاحتباس الحراري العالمي تزداد سوءاً في جميع أنحاء البلاد، وسوف تشكل خطراً متزايداً على الأمريكيين ما لم يتم خفض انبعاثات غازات الدفيئة بشكل حاد وسريع.

في تلك الفترة، أعلن البيت الأبيض تخصيص أكثر من 6 مليارات دولار إضافية للإنفاق المناخي؛ بما في ذلك 3.9 مليار دولار لوزارة الطاقة لتحديث شبكات الكهرباء في البلاد، و300 مليون دولار للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ لمساعدة المجتمعات المتضررة من الفيضانات الأخيرة.

التقرير رأى إن الأدوات اللازمة لخفض الانبعاثات بشكل قوي وسريع متاحة اليوم ويتم اعتمادها من قبل المجتمعات في جميع أنحاء البلاد، على الرغم من أنها ليست بالسرعة الكافية لتجنب الأزمة.

أراتي برابهاكار، مدير مكتب البيت الأبيض لسياسة العلوم والتكنولوجيا، وصفت التقرير الذي أطلق عليه «التقييم الوطني الخامس للمناخ»، بأنه تقييم رسمي ونهائي لكيفية أداء الولايات المتحدة فيما يتعلق بتغير المناخ.

خلال العام 2023، شهد العالم حرارة قياسية وكانت أشهر يونيو ويوليو وأغسطس وسبتمبر وأكتوبر هي الأشهر الأكثر سخونة على التوالي على مستوى العالم، ما جعل 2023 العام الأكثر سخونة في التاريخ.

  • كوارث قياسية

في الولايات المتحدة، كغيرها من دول العالم، الحرارة تتجلى في هيئة كوارث مدمرة، وقد شهدت البلاد بالفعل 25 كارثة قياسية خلال 2023 تسببت بخسائر بمليارات الدولارات، من حرائق الغابات القاتلة في ماوي إلى الفيضانات في فيرمونت إلى إعصار إداليا الذي ضرب فلوريدا.

ووفقاً للتقرير تواجه الولايات المتحدة الآن كارثة كل ثلاثة أسابيع تبلغ قيمتها في المتوسط مليار دولار، مقارنة بكارثة واحدة كل أربعة أشهر (مع التكيف مع التضخم) في عام 1980 عندما بدأت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لأول مرة في إنشاء سجلات لحصرها.

وقال أحد القائمين بالتقييم إن تأثيرات تغير المناخ مستمرة في التغير بشكل أسرع مما توقعوا؛ ويرى بأنه أمر يستدعي تخفيف غازات الدفيئة وأيضاً تنفيذ جهود التكيف حتى يمكن تحقيق ذلك، لأن الاحترار لن يتم إبطاؤه في وقت قريب.

  • تقييم وطني

التقرير، الذي خرج في نحو 2000 صفحة، هو أحدث تقييم وطني للمناخ ويعد الدراسة الأكثر شمولاً لمخاطر تغير المناخ وآثاره في الولايات المتحدة، وكتبه أو أسهم في إعداده ما يقرب من 750 شخصاً من العلماء من الوكالات الفيدرالية ومن خارج الحكومة أيضاً.

وهو الطبعة الخامسة التي تم إصدارها منذ أن وضع الكونغرس قانون التغيير العالمي في عام 1990، والذي أنشأ برنامج أبحاث التغيير العالمي.

ويتطلب القانون من البرنامج إجراء تقييم منتظم للبحث العلمي الحالي حول تغير المناخ وتقديم تقييم حول آثاره في البلاد إلى الكونغرس والرئيس.

وتم نشر الطبعة الرابعة من التقرير على مراحل في عامي 2017 و2018.

ويؤكد التقرير الجديد نتائج التقييمات السابقة التي تفيد بأن درجة حرارة كوكب الأرض ترتفع بوتيرة غير مسبوقة وأن الغازات الدفيئة التي ينتجها الإنسان هي السبب، وأن التأثيرات المناخية هي مشكلة الحاضر أيضاً وليس المستقبل فقط كما يظن الكثيرون.

الصورة
  • مهددات مختلفة

يتحول دخان حرائق الغابات بسرعة إلى مهدد صحي، إضافة إلى تلوث الهواء، ويستعد أصحاب ومديرو الغابات في جميع أنحاء البلاد لمواجهة زيادة مستمرة في تغير الطقس الذي يؤدي إلى حرائق كبيرة.

ومن المتوقع أن ترتفع مستويات سطح البحر على طول سواحل المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ وسواحل خليج الولايات المتحدة بمقدار 11 بوصة بحلول عام 2050؛ وهي تقريباً ذات الزيادة التي شهدتها خلال القرن الماضي بأكمله.

ويحدث التغير في كل منطقة بطرق تطرح تحديات مختلفة؛ فلقد تعرضت ولاية كاليفورنيا لأسوأ موجة جفاف تشهدها منذ أكثر من 1200 عام، على الرغم من أن شتاء 2022 إلى 2023 جلب بعض الراحة، وانهارت مصايد الأسماك في ألاسكا فيما تتزايد الأمراض الناجمة عن القراد والبعوض في الجنوب الشرقي.

وفي وسط غرب الولايات المتحدة، والمسؤول عن إنتاج ما يقرب من ثلث إنتاج الذرة وفول الصويا على مستوى العالم، يتعرض هذا الإنتاج الزراعي لتغير الطقس من درجات الحرارة المرتفعة والتقلبات السريعة بين الجفاف الشديد والفيضانات، وبالتالي تتأثر الإمدادات الغذائية عالمياً.

وفي الوقت ذاته، يتم اتخاذ خطوات للحد من الانبعاثات والتكيف مع آثار ظاهرة الاحتباس الحراري في جميع أنحاء البلاد؛ فعلى سبيل المثال، يتبنى المزارعون في تكساس وكانساس ممارسات إدارة التربة التي تعطي الأولوية لتخزين الكربون كما قامت مدينة بيتسبرغ بتحديث قانون مياه الأمطار الخاص بها العام الماضي لتأخذ في الحسبان هطول الأمطار الغزيرة المتوقعة.

وقالت برابهاكار، موظفة البيت الأبيض، إن التقرير مصمم لتوفير معلومات عملية مفصلة للجميع، وأعطت مثالاً على كيفية وضع مخطط حضري في تكساس والرجوع إليه لمعرفة مكان تحديد مراكز التبريد، حتى يتمكنوا من إنشاء ملجأ من الحرارة الشديدة التي تحدث الآن.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bdfvydak

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"