الإعلام التراثي

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

يعتبر التراث من عناصر القوة الناعمة المساهمة في حفظ الهوية الوطنية ونشر الإرث الثقافي والإنساني، وهوواحد من أهم مقومات جذب السياحة وازدهار الاقتصاد التنموي المستدام. وتعرّف منظمة اليونيسكو التراث بأنه الإرث الذي ورثناه من الماضي، والذي ننعم به اليوم، والذي ننقله إلى أجيال الغد.

وحرصت قيادتنا الرشيدة على مواصلة نهج الآباء المؤسسين في حفظ التراث والاعتناء بعناصره ونقله من جيل إلى جيل بكل تفان وإخلاص حيث قال الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه -: «إننا نحرص على الاحتفاظ بالتقاليد الأصيلة والتراث مهما خطونا إلى ميادين الحضارة». وهذا ما نراه اليوم حيث أصبحت الإمارات مركزاً محورياً للصناعة الثقافية وتتميز بمكانتها الرائدة دولياً وجهودها الجبارة في الحفاظ على الإرث الإنساني والمعنوي، حيث نجحت في إدراج 14 عنصراً في قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة «اليونيسكو» وهي: الصقارة، السدو، التلي، العيالة، الرزفة، التغرودة، العازي، المجلس، القهوة العربية، الهريس، النخلة، الأفلاج، سباق الهجن، والخط العربي متصدرة بذلك الدول العربية، ولتحتل المرتبة ال7 عالمياً من حيث عدد العناصر المدرجة في القائمة الأممية.

وتشير الإحصائيات إلى تزايد عدد المتاحف لتصل إلى 34 متحفاً من بينها أبرز المتاحف العالمية كمتحف اللوفر ومتحف المستقبل الذي يحاكي العقول لتخيل ما تنتظره المجتمعات الإنسانية في العقود القادمة، ومتحف الاتحاد الذي يروي قصة نجاح إماراتنا الحبيبة، إلى جانب المبادرات والمشاريع الثقافية والأدبية المتنوعة التي من شأنها تخريج جيل من الشباب المنفتح فكرياً والملم بثقافة وتاريخ وحضارة الإمارات ونهضتها.

إن ما وصلت إليه الإمارات ما هو إلا نتاج فكر وتخطيط استراتيجي ونظرة حكومية مستشرفة للمستقبل نحو حفظ الهوية الوطنية ومواكبة التطورات التقنية والتكنولوجية لتحقيق التكامل الثقافي والتاريخي والتقدم الحضاري باستخدام عناصر الاقتصاد القائم على المعرفة استعداداً لمئوية الإمارات 2071.

كل هذه الإنجازات والجهود الداعمة للصناعات الثقافية والإبداعات الإنسانية التي تقوم بها الإمارات لابد أن يوازيها إعلام وطني يعكس في أنشطته الإعلامية الصورة الحضارية والنهضوية للدولة، ليس فقط تغطية المنجزات العظيمة التي تفوقت بها دولتنا الحبيبة في مجال التراث، وإنما إنتاج محتوى تثقيفي وطني هادف ومستدام لتعريف أفراد المجتمع بعناصر التراث الإماراتي، وتقديم المعلومات بطريقة جاذبة حول السنع الإماراتي، والعادات والتقاليد وأهميتها في استدامة هوية الإمارات الوطنية باستخدام المنصات الرقمية، والاستعانة بالمؤثرين من أصحاب المحتوى الرصين.

إن تكثيف هذا النوع من الحملات الإعلامية التي تحاكي أفراد المجتمع وتحديداً الجيل الحالي، من شأنه المساهمة في حفظ التراث وزيادة أعداد المؤرخين والباحثين والدراسات والبحوث والمؤلفات التي تسهم في تعزيز سمعة الإمارات العالمية باستخدام عناصر قوتها الناعمة.

@alya_alyassi

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n9y4bu5

عن الكاتب

إعلامية إماراتية وكاتبة، وباحثة وخبيرة في الاتصال الاستراتيجي. حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام من جامعة زايد، شغلت منصب مدير إدارة الاتصال الحكومي في عدد من الجهات الحكومية منها المجلس الوطني للإعلام، وزارة الطاقة، ووزارة العدل. عملت أستاذة جامعية في كلية الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة زايد. أصدرت كتابها الأول "هويتنا الإعلامية .. من صحيفة الفريج إلى الصحافة العالمية" في العام 2011.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"