عادي

القراءات العشر تضيء ليالي رمضان في الجامع الأزهر

22:47 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»
تجذب ساحات الأزهر الشريف في القاهرة، آلاف المصريين طوال ليالي شهر رمضان لأداء صلاة القيام في أجواء روحانية، تضرب بجذورها لأكثر من ألف عام ظل خلالها بمآذنه العتيقة، قبلة الباحثين في علوم الدين والدنيا.

يتناوب على الإمامة عشرات من كبار الحفظة، حيث تتلى آيات الذكر الحكيم بالروايات العشر، بدءاً بالسبع المتواترة، والثلاث المكملة، وإن ظلت رواية ‏حفص عن عاصم الأشهر في مصر، تليها قراءة ورش المنسوبة للإمام أبو سعيد عثمان، الشهير بورش، نسبة إلى طائر الورشان حسن الصوت، وقد ولد في العام العاشر بعد المئة هجرية، بإحدى القرى التابعة لمركز فقط بالصعيد، من أصول ترجع إلى القيروان.

تتلمذ الإمام ورش على يد الإمام نافع في المدينة المنورة، فقرأ عليه القرآن، وعرضه عليه عدة عرضات، قبل أن يرجع إلى مصر، ويتتلمذ على يديه قراء كثر، قبل أن يتوفى في أيام المأمون العباسي سنة سبع وتسعين ومئة عن سبع وثمانين سنة، قضي جلها في خدمة كتاب الله.

وتضيف قراءات قنبل عن الإمام ابن كثير المكي، ورواية خلف عن حمزة الكوفي، ورواية رويس عن يعقوب الحضرمي، خلال ليالي رمضان إلى الجامع مزيداً من البهاء، إذ يرجع تاريخ بنائه إلى بداية عهد الدولة الفاطمية، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر عام 969 ميلادية، فشرع في تأسيسه.

وقد أقيمت فيه أول صلاة يوم الجمعة في شهر رمضان عام 361 هجرية، حيث عرف وقتها بجامع القاهرة، قبل أن يزيد الحاكم بأمر الله بناءه، وعلى نهجه سار الخليفة المستنصر بالله، ومن جاء بعده من الأمراء الذين تناوبوا حكم مصر، فأنشؤوا فيه محراباً وحلوه بالنقوش الخشبية، قبل أن يتغير الحال في عهد الأيوبيين، ويستعيد الأزهر عطف الولاة بعد نحو قرن من الزمان، عندما زاد السلطان الظاهر بيبرس بناءه في عام 665 هجرية، وشجع التعليم فيه، ما كان سبباً في ذيوع صيت الجامع، ويتحول إلى معهد علمي.

اهتمام كبير

حظي الجامع الأزهر باهتمام كبير، من محمد علي باشا وأسرته من بعده، فجدده الخديوي إسماعيل، وأنشأ له باباً جديداً، سمي بباب الصعايدة الكبير، قبل أن يأمر الخديوي عباس حلمي الثاني بتشييد الرواق العباسي، الذي يقع عند طرف الواجهة الشمالية الغربية للجامع، ثم أزال الملك أحمد فؤاد الأول المباني التي كانت تحجب الجامع من ناحيته الغربية البحرية إلى حده البحري، فصارت بينه وبين باب المشهد الحسيني رحبة متسعة، كما أصلح الجناح الغربي البحري لرواق الحنفية، وفتح له باباً آخر، وسدّ بابه الذي كان محتجباً بكتلة المباني.

عملية ترميم

ضم الرئيس جمال عبد الناصر في خمسينات القرن الماضي، الكثير من الممتلكات التي تحيط بالأزهر، فهدمها لتوفير مساحة لتحديثه، قبل أن يؤسس له جامعة في عام 1955 تضم العديد من الكليات العلمية، ثم يخضع الجامع في عهد الرئيس حسني مبارك، لعملية تطوير شاملة، ضمن خطة لإنقاذ آثار ومعالم القاهرة الإسلامية، ويشهد في عام 2014 أكبر عملية ترميم وتحديث، تحت إشراف خبراء من منظمة اليونسكو، شملت تغيير وتحديث البنية التحتية للجامع بشكل كامل، بما في ذلك الأرضيات والأثاث وشبكات الإضاءة والمياه والصرف والإطفاء والتهوية والصوت، وفقاً لأحدث المعايير والتقنيات العالمية وبخامات تماثل تلك المستخدمة في الحرم المكي، مع مراعاة الطبيعة الأثرية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2d3h24ek

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"