عادي

الخضر حسين.. أول شيخ للأزهر غير مصري

21:57 مساء
قراءة دقيقتين

في السادس عشر من أغسطس/آب عام 1876م، ولد شيخ الأزهر الشريف الأسبق محمد الخضر حسين، بمدينة نفطة بتونس، وهو من أسرة عريقة ذات أصل جزائري.

«تكبر يا أخضر، وتكونْ شيخ الأزهر».. هكذا كانت تمني نفسها السيدة حليمة، وهى تحدث طفلها الخضر حسين، لكنها لم تكن تعرف حينها أن رضيعها سوف يصبح الشخص الوحيد غير المصري الذي يتولي مشيخة الأزهر الشريف.

ولد الشيخ الخضر حسين في مدينة نفطة التونسية، وعائلته من أصول جزائرية، والده الشيخ مصطفى بن عزوزن، وهذا يدل على نشأته في أسرة علم وأدب متأثراً بها، كما كان الحال في البلدة التي ولد فيها فهي موطن العلم والعلماء، والتي كانت تلقّب بالكوفة الصغرى.

علوم القرآن

يبدو أن النشأة الدينية التي خرج فيها الشيخ الخضر حسين، وتأثر والدته بالأزهر الشريف، جعلا الوصول إلى الجامع والجامعة الأبرز في العالم الإسلامي حلماً، إلا أن الموت غيّب الأم قبل أن تشاهد بعينيها حلمها الذي تحقق في ما بعد.

حفظ محمد الخضر القرآن الكريم ودرس العلوم الدينية واللغوية على يد علماء الدين، ودرس في جامع الزيتونة وتخرج في 1898، وألقى دروساً دينية في الجوامع، ثم تولى قضاء مدينة بنزرت التونسية.

وبعدها انتقل إلى مصر واستقر فيها، وحصل على عضوية هيئة كبار العلماء برسالته القيمة «القياس في اللغة العربية» عام 1950، ثم اختير شيخاً للأزهر في 1952، وكان أول شيخ أزهري غير مصري يتولى مشيخة الأزهر، وكان مسؤولاً فيها عن الجامع والجامعة ورئاسة علمائه وشؤونه الإدارية، ولكنه استقال في 1954 احتجاجاً على إلغاء القضاء الشرعي ودمجه في القضاء المدني.

وكان للشيخ الكثير من الجهود العلمية، ووضع مؤلفات كثيرة من بينها ديوان شعر، وأنشأ مجلة «السعادة العظمى» التي تعد أول مجلة عربية أدبية علمية في شمال إفريقيا، وألّف رسالته القيمة، وألف كتاب الخيال في الشعر العربي، وآداب الحرب في الإسلام وغيرهم الكثير.

مقولات عاشت

كانت للشيخ محمد الخضر حسين مقولات شهيرة، ومنها: «مجرد الحزن عند نزول المصيبة معفوٌّ عنه، وإنما يؤاخذ الإنسان على جزع يفضي به إلى إنكار حكمة الله في ما نزل به من البأساء أو الضرّاء».

وتوفي الخضر، في 28 فبراير/شباط سنة 1958، بعد مرضه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2tsd47j6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"