عادي

قرار أممي لمكافحة كراهية الإسلام.. ومبعوث خاص لمواجهة «الإسلاموفوبيا»

01:01 صباحا
قراءة 3 دقائق

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الليلة قبل الماضية، قراراً بشأن مكافحة كراهية الإسلام، وذلك بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام «الإسلاموفوبيا»، وسط ترحيب عربي وخليجي وإسلامي.

وصوّت لصالح القرار، الذي قامت باكستان نيابة عن منظمة التعاون الإسلامي، بصياغته وتقديمه للجمعية، 115 دولة، فيما امتنعت 44 دولة عن التصويت، ولم تصوّت أي دولة ضد القرار. ويدعو القرار الذي جاء بعنوان «تدابير مكافحة كراهية الإسلام»، إلى تعيين مبعوث خاص للأمم المتحدة معني بمكافحة الإسلاموفوبيا.

وقبل التصويت، استعرض الممثل الدائم لباكستان لدى الأمم المتحدة السفير منير أكرم، مشروع القرار الذي قال إنه يتبع القرار الأول الذي تم بموجبه تأسيس اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام، قبل عامين.

ويدين القرار أي دعوة إلى الكراهية الدينية والتحريض على التمييز أو العداوة أو العنف ضد المسلمين. وأهابت الجمعية العامة في قرارها بالدول الأعضاء، أن تتخذ التدابير اللازمة لمكافحة التعصب الديني والقوالب النمطية والسلبية والكراهية والتحريض على العنف وممارسته ضد المسلمين وأن تحظر بموجب القانون التحريض على العنف وممارسته على أساس الدين أو المعتقد.

وفي أعقاب التصويت، تحدث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لافتاً إلى أن فعالية «اليوم الدولي لمكافحة كراهية الإسلام» تسلط الضوء على الوباء الخبيث، وهو الإسلاموفوبيا، والذي يمثل إنكاراً وجهلاً كاملين للإسلام والمسلمين ومساهماتهم التي لا يمكن إنكارها.

وقال غوتيريش: «في جميع أنحاء العالم، نرى موجة متصاعدة من الكراهية والتعصب ضد المسلمين، ويمكن أن يأتي ذلك بأشكال عديدة، التمييز الهيكلي والنظامي،الاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي، سياسات الهجرة غير المتكافئة، المراقبة والتنميط غير المبرر، والقيود المفروضة على الحصول على المواطنة والتعليم والتوظيف والعدالة». ونبّه الأمين العام إلى «العوائق المؤسسية المنتهكة للالتزام الدولي المشترك بحقوق الإنسان والكرامة، التي تديم حلقة مفرغة من الاستبعاد والفقر والحرمان يتردد صداها عبر الأجيال.

وفي الوقت نفسه، ينشر الخطاب المثير للانقسام والتضليل الصور النمطية، ووصم المجتمعات المحلية، وخلق بيئة من سوء الفهم والشك». وأشار الأمين العام إلى أن كل هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة في المضايقات وحتى العنف الصريح ضد المسلمين، وأشار إلى أن الكراهية تجعل تدمر نسيج مجتمعاتنا، وتقوض المساواة والتفاهم واحترام حقوق الإنسان التي يعتمد عليها مستقبل وعالم مسالمان. كما شدد الأمين العام خلال خطابه للجمعية العامة على أهمية عدم الوقوف موقف المتفرج بينما تتفشى الكراهية والتعصب، مشيراً إلى أن فعالية اليوم تذكرنا بأنه تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية مواجهة واستئصال آفة التعصب ضد المسلمين. وقال الأمين العام إنه بالنسبة لنحو ملياري مسلم في جميع أنحاء العالم، يعد الإسلام دعامة الإيمان والعبادة التي توحد الناس في كل ركن من أركان المعمورة.

«وعلينا أن نتذكر أنه أيضاً إحدى ركائز تاريخنا المشترك». وسلط الأمين العام الضوء على المساهمات الكبيرة التي قدمها العلماء المسلمون في الثقافة والفلسفة والعلوم، قائلاً:«إن المسلمين يمثلون التنوع الرائع للأسرة البشرية».

ورحب كل من مجلس التعاون الخليجي ورابطة العالم الإسلامي والبرلمان العربي، والسعودية والبحرين وقطر بالقرار.

وأكد الأمین العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البدیوي في بیان أن دول المجلس تدعم جمیع القرارات والجهود الأممیة والدولیة التي تدین العنف والكراهیة والتحریض والتطرف ضد الأدیان كافة.

وطالب البدیوي الدول كافة باعتماد قوانین وسیاسات وطنیة لمنع الكراهیة الدینیة ومكافحتها ومحاسبة مرتكبیها.

بدوره ،أكد أمین عام رابطة العالم الاسلامي محمد العیسى في بیان صحفي أهمیة هذا القرار في هذه الظروف الدولیة التي یشهد فیها العالم تصاعداً مقلقاً لخطاب الكراهیة وشعاراتها وأسالیبها الامر الذي یهدد سلام العالم ووئام مجتمعاته الوطنیة.

وطالب العیسى بالتصدي العلاجي لهذا الخطاب عبر التشریعات الوطنیة والدولیة الفعالة التي تجرمه وتصنفه ضمن مهددات الاستقرار الوطني والدولي.

من جانبه، أشاد أحمد بن محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بشأن تدابير مكافحة كراهية الإسلام.

ورحب الجروان في بيان له بالقرار الدولي وقال إن من شأنه تعزيز المحبة والتسامح والاحترام بين الشعوب وتكريس مزيد من الوعي والمسؤولية في مجال احترام الأديان والمعتقدات والمقدسات والتخفيف من التوتر في مناطق التقاء وتعايش الثقافات والتأسيس لمزيد من التعاون بين شعوب العالم على اختلاف دياناتها وعقائدها.

وأكد رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام أن المجلس يعمل مع أعضائه وشركائه عبر العالم لتعزيز مثل هذه المبادئ الداعمة للتسامح والتعايش والسلام ودعم مثل هذه القرارات الدولية المهمة.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/57vx8jzs

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"