عادي
أكاديميون يطالبون بوضع معايير للمدارس والجامعات في التعامل معه

«تشات جي بي تي».. «وجبة سريعة» لحل الواجبات

01:52 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

تحقيق: أمير السني

على الرغم من التقدم التكنولوجي في استخدام أدوات البحث العلمي بغرض إيجاد نتائج دقيقة ومتطورة، إلا أن هنالك تخوفات من استخدام البرنامج الحديث «تشات جي بي تي» من قبل الطلاب في المدارس والجامعات بطريقة خاطئة تؤثر في الأمانة العلمية للطالب والخمول وعدم الاجتهاد في كيفية إيجاد النتائج الرياضية والبحوث الأكاديمية وغيرها من الأدوات التي صارت في متناول اليد، ولا تساعد الطالب في تطوير مهاراته البحثية وافتقاده لمهارات الكتابة والأسلوب الأدبي والعلمي خلال كتابة البحث.

يوضح الدكتور خالد الصالح نائب مدير جامعة عجمان للشؤون الأكاديمية أن أهم مجالات استخدام «تشات جي بي تي» هو البحث الأكاديمي، حيث يسرّع البرنامج عمل الباحث الأكاديمي بشكل كبير ومفيد جداً، ولكن كون هذا البرنامج حديثاً، فلا يوجد معايير موثقّة متعارف عليها لاستخدامه، إلّا أن هناك مجموعة من المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند استخدام البرنامج، بأن يكون لدى الشخص المستخدم موافقة على استخدامه، أي إذا كان استخدام البرنامج محظوراً من قبل المؤسسة التي يعمل بها المستخدم فلا يجوز استخدامه حينها، وأن يصرح المستخدم بشكل واضح في بحثه أنه قد استخدم البرنامج في هذا البحث، وعليه أن يذكر ذلك كتابة وفي النص ذاته.

ولا يستخدم «تشات جي بي تي» بأي شكل يخرق النزاهة العلمية وأن لا يتم نسب أي معلومات من البرنامج على أنها من تأليف المستخدم، ولا بأس من استخدام البرنامج لأغراض تلخيص النصوص وتحسين أسلوب الكتابة والعصف الذهني بشكل عام، وألّا يفترض المستخدم أن المعلومات التي يوفرها البرنامج صحيحة مئة في المئة.

1

مهددات

ويشير خالد الصالح إلى عدة مخاطر في استخدام البرنامج منها ماهو متعلق بالأمان، مثل تجميع معلومات ضارة تؤدي إلى أذى الآخرين أو انتهاك خصوصيتهم، وإذا تم اختراق البرنامج أو أُسيء استخدامه فإنه يؤدي إلى انتشار الأخبار المفبركة ونشر أجندات مغرضة، وإن عدم وضوح كيفية التعامل مع الملكية الفكرية للمعلومات التي يوفرها البرنامج قد يؤدي إلى اعتبارات (تبعات) قانونية على المستخدم.

وإذا لم يكن المستخدم متمرّساً وواعياً فأن المعلومات التي يوفرها البرنامج قد تكون ركيكة وغير طبيعية مما يعكس صورة مهزوزة عن المستخدم عند عرض هذه المعلومات، كما أن الاعتماد على البرنامج بشكل مفرط قد يجعل المستخدم يتوقف عن الإبداع والتعلم والتطور مما يؤدي إلى تراجع مستواه.

أما عن إيجابيات هذا البرنامج فإن له إيجابيات عديدة حيث إنه يقوم على خوارزميات متقدمة جداً لتوليد إجابات منطقية من قواعد معلومات ضخمة جداً من النصوص تفوق مليارات الصفحات، ومحاكاته للإنسان حيث يتم استخدامه والتفاعل معه بنفس طريقة التعامل مع الإنسان الخبير حيث يقوم المستخدم بطرح الأسئلة والتعمّق بها وطرح أسئلة لاحقة على الإجابات التي يوفرها البرنامج، ما يؤدي إلى بيئة تفاعلية تشبه إلى حد كبير التفاعل مع البشر.

موجهات

ويوصي الدكتور خالد الصالح بضرورة أن يستخدم الطالب البرنامج بشكل مسؤول، ولغرض التعلّم، والاستفادة وليس لأغراض غير نزيهة أو نسب أي معلومات ينتجها البرنامج للمستخدم. وننصح الطلبة بعدم الاعتماد بشكل حصري على هذا البرنامج حيث يلجأ إليه الطالب في كل شيء يطلب منه في الواجبات والأبحاث والمشاريع وغير ذلك، مما يؤدي إلى الاعتماد بشكل دائم وبشكل تلقائي على هذا البرنامج، وقد يجد الطالب نفسه غير قادر على القيام بأي واجب من تلقاء نفسه بدون هذا البرنامج.

ويجب على الطالب أن يستخدم كل ميزات هذا البرنامج لتطوير ذاته وللتعلم منه بحيث يتعلم من هذا البرنامج أشياء كثيرة، منها مثلاً طريقة تحسين الكتابة، وطريقة تلخيص الأبحاث وأحياناً حتى الكتب. وكذلك على الطالب الإفصاح عن استخدام هذا البرنامج في حال استخدمه لحل أي واجب أو للقيام بأي بحث.

وأن يتأكد الطالب من المراجع التي ينتجها البرنامج فأحياناً ينتج مراجع وهمية غير موجودة، ويمكن أن تكون هناك عناوين لأبحاث معينة أو حتى أسماء باحثين قد تكون وهمية وغير موجودة.

موازنة

تشير مها بركة مدير مدرسة الشعلة إلى أن برنامج «تشات جي بي تي» سهل الاستخدام ويمكن للشخص العادي التعامل معه بسهولة وهذا ما ساعد على انتشاره بشكل كبير، ولكن هناك معايير لازمة للتعامل معه مثل التحديد الدقيق لموضوع البحث، وتزويد البرنامج بالتفاصيل الكافية حول مشكلة البحث، والقراءة الذكية والعميقة للنتائج التي يصدرها البرنامج للتدقيق في محتواها والتأكد من ملاءمته لموضوع ومعايير البحث ومن أن اللغة المستخدمة قوية ومناسبة.

 

5

وتشير إلى أن هنالك سلبيات تصاحب البرنامج منها تراجع مهارات الكتابة الموسعة والبحث العلمي الممنهج لدى الطلاب والأفراد، واحتواء نصوص البرنامج على محتوى غير مناسب أو مفردات لغوية هزيلة، واتكّال الطلاب والباحثين الكلّي على البرنامج في صياغة جميع النصوص الحياتية والمهنية وفي مجال البحث الأكاديمي والعلمي، وافتقار العديد من المعلومات والاقتباسات التي يقدمها البرنامج إلى الموثوقية والمرجعية الحقيقية.

وعلى الرغم من ذلك فإن البرنامج مصدر داعم للطلاب الذين لا يمتلكون مهارات الكتابة والتعبير والتلخيص، وهنا يساعد البرنامج في التدرب على تلخيص المعلومات وربط الجمل واستخدام اللغة المهنية والعلمية بدلاً من الشائعة، ويوفر البرنامج الكثير من الوقت على مستخدميه.

أخلاقيات

يوضح التربوي عبيد على اليماحي أنه من المهم إدراك أهمية النزاهة الأكاديمية، وأن يكون الطلاب على دراية بعواقب الانخراط في هذا النوع من السلوك غير الأخلاقي عند استخدام البرنامج، وهذا يعني أن الطلاب بحاجةٍ إلى معرفة أهمية النزاهة الأكاديمية، والتي يجب أن تكون جزءاً من المنهج الدراسي، كما ينبغي أن يشمل ذلك أيضاً التعرّف على مبادئ الصدق، والثقة والإنصاف والمسؤولية وغيرها، والتي تعتبر ضرورية في العمل الأكاديمي، ويندرج تحتها الاعتراف بعمل الآخرين، وتفادي الانتحال، والاستشهاد بالمصادر بشكلٍ صحيح.

3
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2n92ty8k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"