عادي

اقتحامات وجنازات تفسد صوم رمضان في الضفة الغربية

22:49 مساء
قراءة 3 دقائق

جنين - أ ف ب

لا يشعر الناس بالأمان في ليل رمضان، ولا في نهاره أحياناً في الضفة الغربية، مع تصاعد العنف والمواجهات في ظل الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وفق ما يقول مدير مستشفى جنين الحكومي الطبيب وسام بكر.

فالمستشفى الواقع في مدينة جنين شمال الضفة الغربية صار على الخط الأمامي مع تصاعد عمليات الجيش الإسرائيلي ومداهماته منذ اندلاع الحرب في غزة في7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال بكر الخميس: «بدلاً من تناول الإفطار مع العائلة والأصدقاء نحاول ألاّ نخرج في الليل لأن الليل ليس آمناً. قد يداهمون المدينة في أي لحظة».

إثر اندلاع الحرب، تصاعد العنف في الضفة الغربية، حيث قُتل منذ ذلك 444 فلسطينياً على الأقل بنيران الجنود أو المستوطنين، بحسب السلطة الفلسطينية، واعتُقل آلاف آخرون. وقال الطبيب بكر، إنه خلال هذه الفترة «استقبل المستشفى 44 قتيلاً، و264 جريحاً خلال مداهمات الجيش وعملياته».

وإلى جانب الخسائر البشرية والأضرار الجسيمة والدمار الذي خلفته العمليات العسكرية المتكررة في المدينة ومخيمها، يقول السكان، إن العنف جعلهم قلقين ومتوترين. وتعد جنين ومخيمها معقلاً للفصائل الفلسطينية في شمال الضفة الغربية.

- أجواء ثقيلة

ويشعر الأهالي بثقل أجواء رمضان خاصة هذا العام، ليس فقط بسبب المداهمات والإضرابات والجنازات، لكن أيضاً في الأيام الهادئة نسبياً، كما يقول محمد عمر(60 عاماً) بائع الحلويات الذي أمضى حياته كلها في مخيم جنين للاجئين.

واشتكى محمد عمر الذي يبيع الهريسة من قلة الزبائن، وقال مشيراً بيده إلى الشوارع القريبة: «الشوارع تملأها مياه الصرف الصحي. لا يوجد ناس. الناس يبقون في منازلهم، خائفون من القصف، وليس لديهم المال لينفقوه».

وأضاف: «حتى لو أرادوا التنقل، فسيواجهون صعوبة لأن الكثير من الشوارع تضررت، وصارت غير صالحة للسير بعد قيام الجرافات الإسرائيلية بتجريف البنية التحتية والطرق».

وتعمد إسرائيل بشكل روتيني إلى هدم منازل الفلسطينيين المتهمين بتنفيذ هجمات، بحجة أن مثل هذه الإجراءات تشكل رادعاً، بينما تقول جمعيات حقوقية، إن هذه السياسة ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي. وقال الطبيب بكر، إن العنف والخوف أثرا سلباً في طاقم المستشفى وجعلا شهر رمضان ثقيلاً.

وأضاف: «إنهم يعملون تحت ضغط كبير، فالضحايا يصلون في كثير من الأحيان ليلاً وهذا يمثل ضغطاً كبيراً على أطباء الطوارئ. وهذا يجهدهم كثيراً في شهر رمضان بسبب الصوم». وتابع: «أخاف ليس فقط على نفسي؛ بل على أطفالي أيضاً».

في الأسبوع الماضي فقط، قُتل رجلان برصاص جنود إسرائيليين في باحة المستشفى، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مسلحين مشتبهاً فيهما.

وفي لقطات مخزنة على هاتف الطبيب يظهر أحدهما وهو محمود أبو الهيجاء، وكان يرتدي بنطال جينز وسترة سوداء، وهو يسقط بعد إصابته خارج قسم الطوارئ مباشرة، وخط من الدم الأحمر على الأرض بينما كان آخرون يسحبونه بعيداً.

وقالت فرحة أبو الهيجا عمة الشاب، إنه «لم يكن مقاتلاً ولا يحمل سلاحاً»، وأنه هرب إلى المستشفى بحثاً عن الأمان.

- رمضان كان مختلفاً

وقالت العمة: «كمسلمين نتطلع لأداء شعائرنا الدينية في رمضان. ولكن اليوم صار انعدام الأمان في المخيم سبباً رئيسياً لتباعد الناس. هناك عائلات في المخيم فقدت أحد أبنائها، وتشعر بالحزن والغضب والألم في قلوبها».

كان الشاب مخلص تركمان يقود سيارته عائداً إلى منزله لتناول الإفطار من عمله في شركة للاتصالات، حين سمع دوي قصف نفذته مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة تقلّ فلسطينيين في جنين، وقتلت ثلاثة أشخاص.

وبدلاً من أن يذهب لمنزله ليفطر، انضم الشاب البالغ 29 عاماً إلى موكب الجنازة في شوارع جنين. وقال تركمان فيما كان شباب يطلقون النار في الهواء، فيما أنزل آخرون الجثامين الثلاثة في القبور التي حفرت في التربة،: «لم يكن رمضان هكذا أبداً. فظيع ما يجري هنا. أعني أن يحدث قتل قبل نحو خمس دقائق من الإفطار، والناس مجتمعون مع عائلاتهم بانتظار الآذان. إنه لأمر فظيع جداً».

وقتل في الحرب التي تشنها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي على غزة أكثر من 23 ألفاً من المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/7n4pa4u8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"