في نوفمبر 2023، وخلال اجتماع شامل مع الموظفين، سُئل الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا» جنسن هوانج، عما إذا كانت الشركة ستتبع خطى «آبل» و«ديزني» وتعلّق إعلاناتها على منصة «إكس» بسبب ارتفاع مستويات المعاداة وخطابات الكراهية على المنصة.
وكان رد هوانج حازما لكنه دبلوماسي، وفقا للأشخاص الذين كانوا يستمعون إلى الاجتماع، ولكنهم طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم. وقالت المصادر إن «إنفيديا» لم تعلن على «إكس» منذ فترة طويلة جدًا وليس لديها أي خطط للقيام بذلك.
ولم يكن في تعليق هوانج في ذلك الوقت أي تفاصيل تتعلق بالعلاقات القوية التي تربط شركته بإمبراطورية إيلون ماسك التجارية.
وتشهد «إنفيديا» طلبا متزايدا على وحدات معالجة الرسومات (GPUs) والأجهزة والخدمات ذات الصلة، وهي طفرة أدت إلى رفع القيمة السوقية للشركة إلى ما يزيد عن تريليوني دولار.
وقد قطع إيلون ماسك، مالك منصة «أكس»، وشركتي «تيسلا» و«سبيس أكس»، وعوداً بأن شركاته ستقوم بتطوير منتجات الذكاء الاصطناعي المتطورة، ويتطلب القيام بذلك شراء الكثير من تكنولوجيا «إنفيديا».
وظهرت العلاقات القوية بين «إنفيديا» وإمبراطورية ماسك في مؤتمر «جي تي سي» في سان خوسيه، كاليفورنيا. وشهد الحدث، الذي اجتذب ما يقرب من 16000 من الحضور بما في ذلك مشاهير مثل أشتون كوتشر وكيندريك لامار، جلستين ضمتا رؤساء لشركة «أكس أيه آي»، شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة التي كشف عنها ماسك في يوليو 2023.
- محادثات جانبية
وظهر كريستيان سيجيدي، المؤسس المشارك وعالم الأبحاث في «أكس أيه آي» في محادثات جانبية مع بويان تونغوز، عالم البيانات في «إنفيديا». كما قدم إيجور بابوشكين، المؤسس المشارك الآخر ومهندس الأبحاث في «أمس أيه آي» نظرة عامة على كيفية استخدام شركة ماسك الناشئة لوحدات معالجة الرسومات من «إنفيديا» للمساعدة في «تسريع عمليات تدريب الذكاء الاصطناعي لنموذج جورك»، في إشارة إلى برنامج الدردشة الآلي الخاص بالشركة الناشئة.
وفي الوقت نفسه، أمضت شركة تيسلا لصناعة السيارات الكهربائية سنوات في العمل على برامج الذكاء الاصطناعي لتحويل سياراتها إلى مركبات ذاتية القيادة، والتي هي الأخرى تستخدم منتجات من شركة «إنفيديا».
كما ناقشت تيسلا لأول مرة خططًا لبناء «كمبيوتر دوجو الفائق» في عرض تقديمي ليوم الذكاء الاصطناعي في أغسطس 2021. وكان هدف «دوجو» هو معالجة نماذج الذكاء الاصطناعي وتدريبها باستخدام كميات هائلة من الفيديوهات والبيانات التي تلتقطها مركبات تيسلا.
وقال ماسك في منشور على «أكس» في يناير إنه في حين أن تكلفة إنشاء حاسوب «دوجو» العملاق تبلغ 500 مليون دولار، فإن «تيسلا» ستنفق أكثر من ذلك على أجهزة «إنفيديا» هذا العام. وأضاف: «إن الرهانات التنافسية في مجال الذكاء الاصطناعي تبلغ على الأقل عدة مليارات من الدولارات سنويا في هذه المرحلة».
- ماذا يقول لاري إليسون؟
وقال مؤسس شركة «أوراكل»، لاري إليسون، وهو صديق مقرب لماسك، في ديسمبر، إن شركة «أكس أيه آي» قامت بتأمين وحدات معالجة الرسوميات من «إنفيديا» عبر «اوراكل» لإنشاء الإصدار الأول من «جورك».
وعلى الرغم من أن ماسك وهوانغ لديهما علاقة طويلة الأمد ويقومان الآن بمزيد من الأعمال معًا أكثر من أي وقت مضى، إلا أن العلاقة لم تبدو ودية دائما.
ففي يونيو الماضي، ذهب ماسك إلى حد وصف «إنفيديا» بأنها شركة احتكارية، رداً على منشور على «أكس» اتهم فيه «إنفيديا» ب «رفع أسعار» وحدات معالجة الرسومات الخاصة بها، وهو ما يمكنها القيام به بسبب نقص العرض.
وكتب ماسك أن الرقائق التنافسية لا تزال قيد التطوير، وأن إنفيديا لن تحتكر هذا المجال إلى الأبد.
