فاجعة إرهابية في روسيا

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

كان الهجوم الإرهابي الذي استهدف مجمع كروكوس التجاري بضواحي موسكو فاجعة رهيبة، اهتزت له العاصمة الروسية وتداعت له دول العالم بالشجب والإدانة لما خلفه من صدمة مروعة وعشرات الضحايا الأبرياء، وسط تضارب حول الجهة المنفذة، مع تواصل التحقيقات مع بعض المعتقلين من الجناة الذين نفذوا الجريمة وحاولوا التسلل هرباً إلى خارج الأراضي الروسية.

وسارعت دولة الإمارات وجميع الدول الرافضة للتطرف والإرهاب، إلى إدانة الجريمة الشنيعة، وعزّت القيادة الروسية في الضحايا الأبرياء، مؤكدة استنكارها الشديد كل الأعمال الإجرامية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القانون الدولي. هذا الحادث المأساوي، وهو الأسوأ في موسكو منذ عقدين، جاء في خضم أوضاع عالمية متقلبة، وحروب وصراعات متعددة، وتنافر شديد بين روسيا وخصومها الغربيين على خلفية الحرب الدائرة في أوكرانيا.

فقد قال الرئيس فلاديمير بوتين إن منفذي مذبحة كروكوس حاولوا الهروب إلى أوكرانيا قبل اعتقالهم غربي موسكو، وبعد أن أعلن اليوم الأحد يوم حداد وطني توعّد بمعاقبة كل المسؤولين عن الهجوم، وقال إنه لا يستطيع أحد زعزعة أمن روسيا واستقرارها، بينما أطلق نائبه في مجلس الأمن القومي ديميتري ميدفيدف تهديدات نارية تجاه أوكرانيا إذا أثبتت التحقيقات ضلوعها في الهجوم، وذلك على الرغم من تأكيد كييف أنه لا علاقة لها بالعملية الإرهابية، وكذلك قالت الولايات المتحدة دفاعاً عن حليفتها التي تقف معها في خندق واحد ضد القوات الروسية وتدعمها بكل ما تملك من أسلحة وذخائر وأموال، ويبدو أن هذه الأزمة مستمرة في تفاعلاتها، وهناك خشية من خروجها عن السيطرة بسبب التداعيات السلبية المتراكمة على جميع الأطراف.

الجهة المسؤولة عن تنفيذ الهجوم الإرهابي ما زالت محل غموض، وبعد أن روج الإعلام الغربي لبيان منسوب إلى تنظيم «داعش» الإرهابي يتبنى فيه الهجوم، سارعت روسيا إلى التشكيك فيه، وبثت وسائل إعلامها اعترافات لأحد المعتقلين من الجناة أقر فيها بتجنيده من طرف جهة لم يسمها بالمشاركة في عملية قتل عشوائي مقابل خمسة آلاف دولار، وإذا صح هذا الاعتراف فإن القضية ربما تتخذ منحى آخر، وقد ينتهي بها المطاف إلى توجيه الاتهامات إلى بعض أجهزة الاستخبارات الغربية بالتورط في الهجوم، وهو ما سيضاعف التشنج الروسي، وقد يؤدي إلى تصعيد التوترات، ليس في أوكرانيا فحسب، بل في معظم نقاط التصعيد الساخنة عبر العالم.

لا شك أن الإرهاب وقتل المدنيين الأبرياء من أبشع صور الاعتداء على البشر، وأياً تكن الجهة التي نفذت مذبحة كروكوس الروسية فإن هذه الجريمة الشنيعة تستوجب وحدة الموقف الدولي، ورفضها وإدانتها دون تردد أو تلكؤ، فالأوضاع العالمية لا تحتمل مزيداً من الانقسامات والتناحر.

والتضامن الغربي مع روسيا في هذه الفاجعة والتعامل معها بشفافية بشأن المعلومات حول مدبري هذه المذبحة ربما يعودان بالإيجاب، ويساهمان في حلحلة الخلافات، ومنها ما يتصل بالحرب في أوكرانيا، فالعالم اليوم بحاجة إلى التهدئة وإخماد نيران الصراعات، وليس تأجيجها ودفع السلم الدولي إلى حافة الهاوية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/nhjmx5mt

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"