الشارقة: عائشة خمبول الظهوري
في كل عام، وفي خضم موسم الأعاصير، ينظم العشرات من الصيادين المسنين في تايوان مهرجان الصيد بالنار أو «الكبريت» وهو عبارة عن مهرجان سنوي شعبي، يعود تاريخه إلى أكثر من قرن من الزمان، يمارسه سكان جزيرة تايوان وتحديداً في مدينة ساحلية صغيرة هي مقاطعة جينشان.
ويعتبر الصيد بالنار طريقة فريدة تستخدم فقط في الليل في جينشان، وتعتمد هذه التقنية على موارد الكبريت الوفيرة في المنطقة، إذ يستخدم الصيادون الصخور الكبريتية الناعمة لإنتاج غاز قابل للاشتعال ينتقل إلى شعلة من الخيزران تتدلى من الجزء الخلفي من القارب، تبدو النار الناتجة شديدة السطوع لدرجة أنها تجذب آلاف السردين ذو القشور الفضية إلى سطح الماء، كما يقضي العمال ما يصل إلى 12 ساعة في جوف الليل، لجمع المخلوقات البحرية داخل الشباك.
وأصبحت هذه الممارسة تقليداً يموت ببطء، إذ يستخدم عدد قليل من الصيادين هذه الأساليب الرائعة (ولكنها قديمة ومرهقة)، كما يعمل المنظمون المحليون على نشر الوعي بثقافة الصيد بالنار، والنتيجة هي مهرجان جينشان لصيد الأسماك بالنار الكبريتي، والذي يستمر عموماً من مايو إلى يوليو اعتماداً على السنة والتمويل المتاح، كما قد يشمل المهرجان حفلات موسيقية و أنشطة أخرى، لكن المحور الأساسي الثابت هو جولات مشاهدة المعالم الليلية التي تجلب قوارب المتفرجين إلى جانب قوارب الصيد لمشاهدة المشهد الرائع عن قرب.
