السلام عليكم

00:34 صباحا
قراءة دقيقتين

السلام عليكم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هكذا هو الوضع الطبيعي عند التقاء أفراد البشر فيما بينهم، سواء ممن يرتبطون ببعضهم بعضاً بعلاقة وثيقة، صلة رحم مثلاً، أو صلة نسب أو مصاهرة أو زمالة عمل أو رفقة حياة، أو ما إلى ذلك من علاقات مثبتة في التاريخ البشري مرتبطون بها وفق قانون الحياة المجتمعية، أم ممن تربطهم ببعض علاقة عابرة بسبب موقف ما، أو مهمة ما، أو ما إلى ذلك من علاقات عابرة على مر التاريخ والزمان.. يقول سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}: [النساء: 86].. بمعنى، أن الرد واجب، والزيادة بالأحسن أفضل.. كما يقول الإمام ابن باز «رحمه الله».

السلام عليكم، هكذا نتلقى التحية في حياتنا اليومية، من فئات بشرية مختلفة، من تلك الفئات، ذات العلاقات العابرة عبور الكرام، أو غير ذلك من العبور؛ تأتي الفئة المتسولة بشتى أنواعها وفنونها التسولية، من تلك الفنون، التسول التجاري الذي يترصدك بأكثر من طريقة ووسيلة، من تلك الوسائل، ما يردك من اتصالات تعرض عليك مشاريع تجارية للانخراط فيها لأجل أن تدر عوائد مالية بين ليلة وضحاها، سواء مشاريع ذات طبيعة تتقاطع واهتماماتك، أم ليست في لب تفكيرك ودائرة اهتمامك، وحين تعتذر عن تلك العروض التجارية المغرية مادياً، لسبب أو لآخر، يحاول المتصل إقناعك بشتى الطرق والوسائل المسيلة للعاب التعلق بالمال والثروة المنتظرة، وهنا، إما عليك التصدي لمحاولاته التسويقية المستميتة، أو الانصياع لوعوده بما سوف ينتظر من مكاسب مالية في أقل وقت ممكن.

وفي المجال نفسه – الاتصالات الهاتفية – ترد إليك مكالمات هاتفية تعرض عليك منتجات تجارية، سواء من أصحاب المشاريع الصغيرة أم المتوسطة، وما عليك إلا الاستسلام لصاحب العرض التجاري الذي يتطلب مساندة صاحبه بما يجعل في صلب المنافسة السوقية، أو محاولة التفلت من تلك العروض بطريقة تحترم فيها ذاتك ولا تتعدى على مشاعر العارضين التجاريين.

أيضاً، هناك من يعرضون بضائعهم في المراكز التجارية، أو في المعارض الموسمية، ويصرون في ذلك رغم تقديمك للاعتذار عن تلك المنتجات بعينها، أو لارتباطك بمهام تسوقية أخرى في مكان آخر من أمكنة المراكز التجارية أو المعارض.

كذلك، أولئك الذي يعترضون طريقك ويلقون عليك التحية - السلام عليكم- في انتظار تجاوبك معها بالرد – وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته – ليبدأ بعدها مسلسل التسول بمختلف الحجج والدلائل الوهمية والبراهين الملفقة.. وأنت وحظك، وشطارتك في كيفية التخلص من ذلك الفخ البشري الذي يستعطف قلبك ومشاعرك الإنسانية، لاسيما في المناسبات الدينية، كشهر رمضان المبارك والعيدين.

بعد كل هذا، هل يجب عليك إلقاء التحية على من تلتقيه، الرد على التحية الفخ..؟!

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/8mk8manu

عن الكاتب

أديب وكاتب وإعلامي إماراتي، مهتم بالنقد الأدبي. يحمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، من جامعة بيروت العربية. وهو عضو في اتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات، وعضو في مسرح رأس الخيمة الوطني. له عدة إصدارات في الشعر والقصة والمقال والدراسات وأدب التراجم

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"