عادي

«تكية سيدنا إبراهيم».. شريان حياة في رمضان لسكان الخليل الفلسطينية

16:37 مساء
قراءة دقيقتين
«تكية سيدنا إبراهيم».. شريان حياة في رمضان لسكان الخليل الفلسطينية
رويترز
يؤكد العاملون والمتطوعون في جمعية خيرية بمدينة الخليل الفلسطينية، وهم يقلبون الحساء في أوعية كبيرة داخل مطبخ واسع، أنهم تلقوا أعداداً هائلة من طلبات الحصول على وجبات الإفطار في أول أسبوعين من رمضان.
وبدأ الشهر الكريم هذا العام وسط هجوم مدمر على قطاع غزة، وإغلاق مناطق من الضفة الغربية بشكل صارم، وتصاعد التوترات السياسية، ما ترك آلاف الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في إسرائيل عاطلين عن العمل.
ونتيجة هذا المناخ الاقتصادي، أصبحت أسر عدة تجد صعوبات شديدة في تغطية نفقاتها، ما ألقى بظلال قاتمة على الشهر من بدايته.
ويقع مطبخ «تكية سيدنا إبراهيم» الخيري بجوار المسجد الإبراهيمي بالضفة، وبات معلماً معروفاً لدى سكان المدينة.
وقال عاملون ومتطوعون في المطبخ، إنهم لم يروا قط تدفق هذا العدد الكبير من الناس لتناول الإفطار.
وقالت المتطوعة فايزة المحتسب «هنا ضغط كبير أكثر من الأول ما يدل على طبيعة الأوضاع التي نعيشها، نتيجة فقدان العمال أعمالم وأرزاقهم، كان الله في عون الجميع، نحن نساعد بقدر استطاعتنا».
ويقول السكان إن نحو ألف شخص كانوا يأتون يومياً، لكن هذا العدد ارتفع بشكل كبير هذا العام إلى خمسة آلاف شخص يومياً خلال رمضان.
وقال الطاهي عطايا جباري: «قبل الحرب لم تكن هذه الأعداد، يعني فترة الكورونا لم يكن الوضع هكذا، منذ بداية الحرب والأمور صعبة جداً، انقطاع العمال عن عملهم، والموظفون أيضاً رواتبهم قطعت، فهذا أمان وملجأ للمحتاجين، و إن شاء الله بجهود الخيرين سنظل نعمل في هذا المكان».
وأصبحت التكية شريان حياة لكثيرين إذ يصطف آلاف السكان المحليين، ومن بينهم رجال ونساء وأطفال صغار، يومياً، ويتدافعون للحصول على الطعام.
وقالت أم محمد الهشلمون منسقة الإعلام في التكية: «نسمع أشياء كثيرة محزنة، للأسف الوضع أسوأ كثيراً في الخليل هنا، الناس تقول إنها تعيش فقط على التكية الإبراهيمية، من الخبز والأكل الذي يقدم لهم هنا، ونشكر الله أننا نسطيع الوقوف معهم، ونعاملهم بلطف لأن هناك من يأتي هنا للمرة الأولى في حياته».
وقال سامر سياج أحد سكان الخليل: «بسبب وضع الحرب في غزة في البداية كان يأتي ألف من الناس باتوا خمسة آلاف، يعني معظم الناس موظفين، ومعظمهم كانوا عمالاً في إسرائيل، لم يعد هناك رواتب. الوضع صعب كثيراً».
وتصاعدت أعمال العنف في أرجاء الضفة الغربية بالتوازي مع حرب غزة، وقتل 400 فلسطيني على الأقل في اشتباكات مع الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/34b47tn4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"