إعداد: محمد عزالدين
ابتكرت شركة ناشئة تتخذ من لندن مقراً لها، مواد تعبئة وتغليف مصنوعة من لحاء الشجر، هي الأولى من نوعها في العالم، لتكون بديلاً لنظيرتها البلاستيكية، وهي صديقة للبيئة من ناحية تدني مستويات انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وسرعة تحللها، وتخصيبها للتربة.
وقال ميخائيل سكالكين، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة: «تقدر مستويات الإنتاج السنوية من مخلفات الأخشاب ب 400 مليون متر مكعب، وعليه قررنا الاستفادة منها وتحويلها إلى مواد تغليف مفيدة، في عملية مماثلة لتلك المستخدمة في إنتاج البلاستيك، تبدأ بالمضاعفة، ومن ثم تحويل المادة إلى حبيبات أو صفائح».
وأضاف: «تبدو مواد التغليف المصنوعة من اللحاء مثل البلاستيك، ولكنها تختلف عنها في كيفية التحلل بعد الاستخدام، إذ تتكون المواد البلاستيكية القابلة للتحلل الحيوي المستخدمة حالياً، من بوليمرات مثل حمض البوليلاكتيك، أو بولي البوليمرات، التي تستغرق شهرين لتتحلل إلى ماء وثاني أكسيد الكربون في نهاية المطاف، أما العبوات المصنوعة من اللحاء، فإنها تتحلل إلى سماد وتضيف عناصر غذائية قيمة إلى التربة».
وأوضح: «إن الخصائص المضادة للميكروبات الموجودة في مستخلصات اللحاء، تساعد في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عند التسميد، إذ تنبعث منها ست مرات أقل من ثاني أكسيد الكربون، بالمقارنة مع المواد البلاستيكية التقليدية القابلة للتحلل، ويمكننا الآن تصنيع بديلنا البلاستيكي الحيوي باستخدام معدات إنتاج البلاستيك الحالية، مما يلغي الحاجة إلى مصانع البلاستيك لشراء معدات جديدة، ويسهل علينا التغلب على تحديات اختراق السوق التي تواجهها معظم شركات التعبئة والتغليف المستدامة».
وأكد: «تعتمد منتجاتنا على أساس حيوي بنسبة 100 %، مع ما يصل إلى 75% من المواد التي يتم الحصول عليها من نفايات الإنتاج، نحن نستخدم أيضاً المعدات المستعملة، مما يساعد على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون».
يعد البلاستيك ذو الاستخدام الواحد، ملوثاً معروفاً، وتشير التقديرات إلى إنتاج 400 مليون طن من البلاستيك سنوياً، يعاد تدوير 9% منها فقط، ويجد البلاستيك المتبقي طريقه إلى المحيطات أو يلوث التربة، حتى أن المكونات البلاستيكية السامة دخلت سلاسل الغذاء، مما أضر بصحة الإنسان والحيوان وعرض النظم البيئية البحرية للخطر.
