أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي انسحب من مجمع الشفاء الطبي، مؤكدة انتشال «عشرات الجثث» وتعرّض المجمع لدمار «كبير جداً»، بعد عملية عسكرية امتدت أسبوعين في هذا المرفق والأحياء المحيطة به، فيما أكد الجيش الإسرائيلي، أمس «إنهاء» عملياته داخل المجمع ومحيطه. بينما واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق القطاع في اليوم 178 من الحرب مخلفة العشرات من القتلى ومئات الجرحى، وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا الحرب إلى 32845 قتيلاً و 75392 إصابة.
كما قالت هيئة البث الإسرائيلية، أمس، إن الجيش الإسرائيلي أكد إصابة 8 عسكريين في معارك قطاع غزة، خلال الساعات الماضية. وأعلنت مقتل جندي خلال المعارك في جنوبي قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلاه إلى 600 منذ بداية الحرب. وقالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الإنسان في فلسطين فرانشيسكا ألبانيز إن «السياسة التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي تسعى إلى السيطرة الكاملة على الأراضي الفلسطينية»، وإن «تقويض الحقوق الأساسية الممنهج لأطفال فلسطين، هو وسيلة لاستهداف شعب بأكمله واقتلاعه من جذوره».
وأفادت وزارة الصحة بغزة في وقت مبكر أمس بأن «الاحتلال انسحب من مجمع الشفاء الطبي بعدما قام بإحراق مبانيه وخروجه بالكامل عن الخدمة وحجم الدمار في داخل المجمع والمباني المحيطة به كبير جداً».
وأكدت «انتشال عشرات الجثث، بعضها متحللة من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه»، مشيرة إلى أن «بعض الجثث مهشمة نتيجة دهسها بالدبابات والجرافات العسكرية». وأفادت بأن «كافة المباني في مستشفى الشفاء تعرضت للحريق، أو أصيبت بأضرار بما في ذلك ثلاجة الموتى وساحات وممرات المستشفى».
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت، أمس الأول الأحد أن المستشفى لا يزال يضم 107 مرضى و50 عاملاً في المجال الصحي.
ومن جهته، قال فارس عفانة، مدير الإسعاف في شمال غزة «لا يوجد مجمع طبي، تم تدميره بشكل كامل» مضيفاً «على العالم وقف هذه المجازر بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، يكفي هذه المجازر بحق المدنيين والأطفال. لم يسلم أحد...».
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 18 مارس بدء عملية عسكرية «دقيقة» في المجمع الطبي الأكبر في القطاع، بعد معلومات استخبارية عن وجود «مسؤولين كبار من إرهابيي حماس» في المنطقة. وكانت هذه المرة الثانية التي ينفّذ فيها الجيش عملية في هذا المستشفى منذ اندلاع الحرب في غزة ضد حماس في السابع من أكتوبر 2023.
إلى ذلك، أشارت وزارة الصحة بغزة، أمس الاثنين، إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد العائلات في القطاع وصل منها للمستشفيات 63 قتيلاً و94 إصابة خلال الساعات الماضية. ولفتت إلى أنه لايزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم. وأشار مكتب الإعلام الحكومي بغزة إلى شنّ إسرائيل غارات جوية في أنحاء عدة أبرزها خان يونس ودير البلح ورفح. وأفاد شهود عيان بوقوع اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي وحماس في وسط مدينة خان يونس، وحي الرمال وتل الهوى بمدينة غزة.
وفي السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، إنه لم يطرأ أي تغيير كبير على حجم الإمدادات التي تدخل غزة، أو تحسن في إمكانية الوصول إلى شمال قطاع غزة. (وكالات)
