أين مواهبكم؟

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

مبارك الرصاصي

أثار اختياره حالة من الجدل وعاصفة من التكهنات، حين فضل المدرب بينتو النجم الشاب سلطان عادل الذي لا يلعب أساسياً ويملك دقائق لعب محدودة مع فريقه، على الهداف التاريخي علي مبخوت في كأس آسيا، لكن النجم اليافع أصغر لاعبي المنتخب الوطني (19 عاماً) والذي يعد بالكثير، يتمتع بخاصية فريدة من خلال تمركزه وحركته وحساسية المنطقة لإحداث الضرر بالمنافس، وبأداء رائع ومهارات فنيه عالية ونضج كروي، وعلينا الاعتناء بموهبته حتى يكون موجوداً للحظات أكثر أهمية، وأن يستمر في لعب دوره الحاسم، وسيكون قادراً على أن يصبح لاعباً يصنع الفارق.

اللاعب المحلي الموهوب إن كان يمتلك الموهبة، ولديه القدرة على تطور المستوى سيأخذ مكانه في الفريق ويفرض نفسه ويبدع، وبإمكان أمثال هؤلاء صناعة فجر جديد، وخطف الأضواء وإحداث التوقعات والمستويات الكبيرة، ويعدون بإحداث تغيير في مستقبل المنتخب مع استمرارية تطورهم ونضجهم في الملاعب، والسؤال الأهم أين هم أمثال هؤلاء المواهب، وخريجو أكاديميات الكرة من الأندية والمنتخبات؟ أم باتت الأندية تفضل شراء اللاعبين الجاهزين بدلاً من بناء لاعبين وتأهيلهم؟.

حسبما يشاع فإنّ الموسم القادم سيشهد زيادة في أعداد اللاعبين الأجانب والمقيمين داخل أرضية الملعب، ومع افتقارنا للمواهب، نسأل ماهو مصير من لديهم موهبة ويحتاجون لمزيد من الاحتكاك؟ مثل هذه القرارات ستنعكس على أداء المنتخب ونتائجه، وسيتضرر المنتخب على المدى القريب والبعيد، وستقلل من فرص احتمالية حصول اللاعب المواطن على مكانة أساسية في فريقه وتقلص مشاركته.

هل قرار السماح بوجود عدد كبير من الأجانب سيحدث أثراً إيجابياً أو أنّ سلبياته أكبر من إيجابياته على مسابقاتنا المحلية وعلى المنتخب؟ نحن نعاني الأمرين كلما اقترب استحقاق للأبيض ونضع أيدينا على قلوبنا، ذلك الانطباع الذي لا يفارقنا بسبب تبعات التراكمات السلبية، وعدم وجود مخزون من اللاعبين المواطنين بسبب تقلص حظوظ ظهورهم، والتي ستزداد مع القرارات الجديدة التي لن تكون لها الأثر الإيجابي في تطوير أداء اللاعب المواطن الفني ومنحه الخبرة التي سينعكس أثرها على المنتخب الوطني.

ولا يخفى على أحد ما تمثله الكلفة والمبالغ الباهظة من التعاقدات مع الأجانب، في حين أنّ القليل من الأندية توفّق في اختياراتها للاعبين على مستوى عالٍ وقادرة على الإضافة الفنية، وهناك أندية تستمر في التبديلات التي لا تنتهي في كل «ميركاتو»، ما يرهق ميزانية الأندية التي تعتمد في أغلبها على مساعدات من الحكومات المحلية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/kj7ehdtd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"