الصين وأمريكا.. مرحلة جديدة

00:03 صباحا
قراءة 3 دقائق
2

تأخذ العلاقات بين الولايات المتحدة، والصين، مسارات متعرجة وغير ثابتة، تتراوح بين الهدوء والتوتر، نظراً لتشابك وتعقيدات القضايا الخلافية بينهما، إزاء العديد من القضايا الإقليمية والدولية والثنائية المتعلقة بتايوان، وبحر الصين الجنوبي، والتنافس الاقتصادي، والتقني، وكوريا الشمالية، وأوكرانيا، ومستقبل النظام الدولي.

ويدرك البلدان، أن تحول هذه المنافسة إلى صراع، سوف يدخلهما في حرب لن تكون في مصلحتهما، ولا في مصلحة منطقة جنوب شرق آسيا، ولا في مصلحة الأمن والسلم الدوليين، لذا يحاولان كبح التوتر في علاقاتهما وإبقائها في مستوى التنافس السلمي، وعدم خروجها عن سكة العلاقات القائمة على تفهم مصالحهما المشتركة التي هي مصلحة عالمية أيضاً.

وقد شكل الاتصال الهاتفي بين الرئيس الصيني شين جين بينغ، والرئيس الأمريكي جو بايدن، يوم الثلاثاء الماضي، والذي وصف ب«الصريح والبناء»، فرصة للطرفين كي يحددا مواقف وسياسات بلديهما على أمل الانتقال إلى مرحلة إيجابية في العلاقات، انطلاقاً من رؤية اجتماع سان فرانسيسكو الذي ضم الرئيسين في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي وضعت أسساً لاستقرار العلاقات بين البلدين.

الرئيس الصيني، اعتبر قضية التصور الاستراتيجي جوهرية للعلاقات الصينية الأمريكية، ووصفها مثل «الزر الأول للقميص الذي يجب وضعه في مكانه الصحيح»، وأشار إلى أهمية عدم قطع العلاقات بينهما أو تديرا ظهريهما لبعضهما البعض، ناهيك عن الانزلاق إلى المواجهة.

من الواضح أن هناك نية مشتركة للجانبين لإبقاء التواصل والحوار على قاعدة الاحترام المتبادل والتعايش وإدارة الخلافات بحكمة في إطار المنافسة وعدم المواجهة، ومواصلة تعزيز النظرة الإيجابية للعلاقات الثنائية، خصوصاً أن هناك مساحات كبيرة يمكن للبلدين أن يتعاونا فيها، بما يحقق مصالحهما ومصالح العالم، في مجال مكافحة المخدرات والذكاء الاصطناعي والاستجابة لتحديات المناخ، وزيادة وتيرة التبادلات الشعبية، وتعزيز الاتصالات بشأن القضايا الدولية والإقليمية.

ومع أن الرئيس الصيني، حدد إطاراً للعلاقات بثلاثة مبادئ هي: السلام، والاستقرار، والتمسك بالمصداقية من خلال احترام الجانبين لتعهداتهما والالتزام بها، وتحويل «رؤية فرانسيسكو» إلى واقع، إلا أنه شدد على أن مسألة تايوان هي «الخط الأحمر» الذي يجب عدم تجاوزه في العلاقات الصينية الأمريكية، مؤكداً أن الصين، «لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة الأنشطة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى «استقلال تايوان» والتشجيع والدعم الخارجيين لها». هذا «الخط الأحمر» في السياسة الصينية تعرفه الولايات المتحدة، لأنه من ثوابت بكين التاريخية، لكن شين بينغ يرى أن ذلك لا يجب أن يؤدي إلى مواجهة؛ بل إلى تفهم من خلال مواصلة الحوار، وعدم قيام الجانب الأمريكي بإجراءات تشجع على الاستقلال.

وقد حاول الرئيس بايدن، التخفيف من قلق بكين، بالتأكيد أن بلاده لا تسعى إلى حرب باردة جديدة، وأن هدفها ليس تغيير النظام، وأن تحالفاتها لا تستهدف الصين، ونفى أن تكون بلاده تدعم «استقلال تايوان»، ولا تسعى إلى صراع مع الصين، مؤكداً «التزام الولايات المتحدة بسياسة صين واحدة».

وفي إشارة إلى فتح صفحة جديدة بين البلدين، أشار بايدن، إلى أن بلاده لا تريد الحد من تنمية الصين، لأن من مصلحة العالم أن تنجح، وقال إن الولايات المتحدة، سوف ترسل وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة جانيت بلين إلى بكين قريباً لتعزيز التعاون والتواصل والحوار، وتجنب الحسابات الخاطئة.

إذا صدقت النوايا، فإن العلاقات الأمريكية الصينية، يمكن أن تدخل مرحلة جديدة، وتفتح كوة من الأمل في العلاقات الدولية المتأزمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ykcjj6pa

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"